كان اتّفاق الطائف، الذي تمّ التوقيع عليه في عام 1989 واعتُبر أنّ له الفضل في إنهاء الحرب الأهلية، أكثر نجاحاً بكثير من غيره من المحاولات السابقة، مثال محادثات جنيف ولوزان في عامَي 1983 و1984، وذلك نتيجة الانفراج الإقليمي والدولي الذي أعقب انهيار الاتحاد السوفيتي وتحسّن العلاقات بين السعودية والنظام السوري. ساعد هذا الاتفاق على إعادة تطبيق العقد الاجتماعي الطائفي لكن بطريقة أكثر توازناً. أدّت سيطرة النظام السوري على لبنان حتى تشرين الثاني 2004 إلى تحييد العوامل الإقليمية والدولية وضمان إنفاذ اتفاق تقاسم السلطة الداخلي المعروف باسم الترويكا. وتمّ اعتبار انتشار الفساد في شكل مكافآت مالية وتعزيز الشبكات الزبائنية من خلال التوظيف في القطاع العامّ بمنزلة شرور لا بدّ منها أو حوافز لضمان الأداء السلس لنظام الترويكا.
برز رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري باعتباره الشخصية الأكثر حيوية في فترة ما بعد الحرب، إذ راكم رأسمالاً سياسياً على مرّ السنين من خلال تحويل نفسه من رجل أعمال ناجح إلى محبّ للخير ثمّ زعيم سياسي في وقت لاحق. خلال هذا المسار، جمع ثروة وقائمة واسعة من الاتصالات والأصدقاء على الصعيدين الإقليمي والخارجي.
التفاصيل في مقال الدكتور خليل جبارة اضغط هنا