بعد أن حوّل وباء كورونا آلاف الناس إلى أرقام تنتهي حياتهم في صندوق خشبي بارد، يحاول البعض البحث والبحث عن موعد وهمي لوقف انتشار الفيروس، وكأنّنا نحاول رسم أملٍ اصطناعي ينعش يومياتنا في سباقنا مع الموت. ونجد في استشراف المستقبل وعالم التنجيم ضالّتنا. والغريب تقاطع تلك التوقعات، بما فيها القديمة، مع حوادث اليوم، ولو بالصدفة، علّها تصدق وتكذب هواجسنا التي لا تتردّد بتكرار سؤالٍ يفتك بيومياتنا: كيف للعلم أن يعجز عن إنقاذ حياتنا في القرن الواحد والعشرين؟

نبحث في هذه الحلقة كيف قارب العرّافون وباء كورونا المستجد، وماذا قالوا عن موعد الخلاص، ومستوى تأثّر العالم به.

إقرأ أيضاً: روايات وعرّافون وأفلام تنبأت بكورونا (1/4): ووهان 1981

في طليعة التوقعات تأتي تنبؤات العرافة الضريرة فانغيليتا بانديفا غوشتيروفا أو “بابا فانغا” باللفظ البلغاري. وهي عجوز بلغارية وُلدت فاقدة للبصر ماتت قبل 24 عاماً ولا زالت تنبؤاتها تعود إلى الواجهة من جديد مع كل مصيبة تدق باب العالم.

أعاد موقع “Mirror” البريطاني العرّافة فانغا إلى الضوء من جديد، عبر نشر مقال يتحدث عن توقعاتها للعام 2020 ومن بينها انتشار فيروس كورونا. وينقل أنّها تنبّأت بـ”مرضٍ خطيرٍ سيكتسح العالم في عام 2020″. وتحدث المقال عن توقّعاتها الكبرى التي أصابت في الماضي ومنها: “انفجار مفاعل تشيرنوبل النووي، سقوط الاتحاد السوفياتي وأحداث 11 أيلول ووصول أوباما إلى البيت الأبيض وظهور داعش، والثورات العربية”.

من الأحداث الأخرى الّتي تنبأت بوقوعها في 2020 انهيار عملة الدولار الأميركي وتزعّم الصين للعالم إقتصادياً وعسكرياً، وإصابة رئيس الولايات المتحدة الأميركية بمرض خطير ومحاولة ناجحة لاغتيال الرئيس الروسي من قبل أحد العاملين في الكرملين.

براون في الكتاب نفسه تحدثت عن إيجاد علاج للشلل والسكتة الدماغية بحلول عام 2012، وأنّ العمى سيصبح شيئًا من الماضي بحلول عام 2020

كما ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي بتوقعات مقتبسة من كتاب المستبصرة الأميركية سيلفيا براون، تقول فيها إنّه “بحلول عام 2020، سيظهر مرض شبيه بالالتهاب الرئوي يهاجم الرئتين، ويلفّ الكرة الأرضية كلها بسرعة، ويقاوم كل المضادات المعروفة، وسينتهي فجأة كما ظهر وسيهاجم العالم بعد 10 سنوات ثم يختفي نهائياً”.

سيلفيا براون توفيت في العام 2013 وادّعت أنّها وسيطة روحية، وأنّ لها قدرات نفسية خاصّة. واكتسبت شهرة إعلامية واسعة لظهورها طوال 27 عامًا في برامج حوارية تلفزيونية وإذاعية.

في مقالٍ نشرته جريدة “النهار” تقول الكاتبة هالة حمصي إنّ هذا “ربما كان مجرّد تخمين محظوظ، خصوصاً إذا اخذنا في الاعتبار أنّ كتابها هذا صدر بعد بضعة اعوام على تفشي فيروس سارس انطلاقا من الصين”، لا سيما أنّ براون في الكتاب نفسه تحدثت عن إيجاد علاج للشلل والسكتة الدماغية بحلول عام 2012، وأنّ العمى سيصبح شيئًا من الماضي بحلول عام 2020، وهذا لم يصدق شيء منه”.

في الحلقة الثالثة: روايات وعرّافون وأفلام الكورونا (3/4): نبوءات لبنانية مبكّرة