على الرغم من الأجواء الإيجابية التي تسود العلاقات العربية – العربية، والعربية – الإيرانية بعد الاتفاق السعودي – الإيراني برعاية صينية، يبقى التصعيد وارداً بين إسرائيل من جهة وإيران وحلفائها في المنطقة من جهة أخرى، مع التركيز على انعكاس التطوّرات داخل فلسطين المحتلّة على المنطقة. خصوصاً مع الأجواء المتصاعدة عن احتمال توجيه ضربة إسرائيلية ضدّ إيران، وما رافقها من مناورات أميركية إسرائيلية مشتركة).
مؤشّرات التصعيد
وفي الآتي سلسلة مؤشّرات حول التصعيد، كانت شهدتها الأيام القليلة الماضية:
– أوّلاً، عملية مجدو وتنقّل أحد المقاومين داخل الكيان الصهيوني براحة، دون اكتشافه أو معرفة الجهة المنفّذة والمخطِّطة من ورائه. على الرغم من توجيه الصهاينة الاتّهام إلى الحزب بالوقوف وراء العملية، وعدم تبنّي الحزب العملية، وحرص الأمين العام للحزب على إضفاء حال الغموض على ما حصل والتهديد بالردّ على أيّ عمل عسكري أو أمنيّ إسرائيلي يستهدف لبنان.
– ثانياً، اغتيال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي علي رمزي الأسود في ريف دمشق، وتوجيه الحركة الاتّهام إلى العدوّ الصهيوني.
– ثالثاً، تصعيد عسكري بين الأميركيين والقوى المؤيّدة لإيران في سوريا عبر الغارات المتبادلة.
– رابعاً، استمرار الهجمات الإسرائيلية، وآخِرتها استهدفت مطار حلب ومواقع أخرى في سوريا.
– خامساً، استمرار بعض الجهات الغربية والأميركية بترويج معلومات عن التحضير الإسرائيلي لتوجيه ضربة عسكرية أو أمنيّة كبيرة ضد المنشآت النووية الإيرانية.
– سادساً، متابعة بعض الجهات الدبلوماسية والغربية في بيروت ردود الفعل المتوقّعة من حزب الله وقوى المقاومة ضدّ هذه العمليات في حال حصلت.
شهدت دمشق اجتماعاً موسّعاً لكلّ فصائل المقاومة الفلسطينية بحضور وفد من حركة حماس، وقد جرى خلال هذه اللقاءات مناقشة التطوّرات في فلسطين المحتلّة وفي المنطقة، وكيفية مواجهة التصعيد الإسرائيلي
حزب الله يجمع حلفاءه
في مواجهة التصعيد الإسرائيلي والأميركي يستمرّ محور الممانعة بعمليات التنسيق والتعاون بين أطرافه. وقد شهدت بيروت اجتماعات متواصلة:
– اجتماع في الضاحية الجنوبية لبيروت بين الأمين العام للحزب والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد نخّالة، ثمّ بين نصر الله ووفد قيادي من حركة حماس بقيادة عضو المكتب السياسي صالح العاروري.
– شهدت دمشق اجتماعاً موسّعاً لكلّ فصائل المقاومة الفلسطينية بحضور وفد من حركة حماس، وقد جرى خلال هذه اللقاءات مناقشة التطوّرات في فلسطين المحتلّة وفي المنطقة، وكيفية مواجهة التصعيد الإسرائيلي.
– زار لبنان أخيراً رئيس مجلس العلاقات الخارجية الإيرانية كمال خرازي، والتقى نصر الله وعدداً من المسؤولين اللبنانيين وقيادات فكرية وسياسية لبنانية. وكان محور اللقاءات البحث في تطوّرات المنطقة بعد الاتفاق الإيراني – السعودي، وكيفية مواكبة الأوضاع في المنطقة.
تهديدات نصرالله
يؤكّد المسؤولون في حزب الله وإيران أنّ خيار التصعيد الإسرائيلي الكبير قد تراجع بعد الاتفاق الإيراني – السعودي، لكنّ مصادر مطّلعة على أجواء محور المقاومة تؤكّد أنّ احتمالات التصعيد في فلسطين والمنطقة ما تزال قائمة. ولذلك تتواصل التحضيرات والاستعدادات لمواجهة كلّ الاحتمالات المتوقّعة على الصعيد الميداني.
وشكّلت مواقف نصر الله في احتفال تأبين القيادي الحاج حسين الشامي رسالة واضحة للعدوّ الصهيوني بأنّ أيّة عملية عسكرية أو أمنية تستهدف لبنان، بغضّ النظر عن كون الشخصية أو الجهة المستهدفة لبنانية أو غير لبنانية، ستؤدّي إلى ردّ فعل عسكري من لبنان، وقد يشكّل ذلك مدخلاً إلى حرب واسعة في المنطقة.
لكنّ بعض الجهات الدبلوماسية الغربية والعربية في بيروت تطرح أسئلة:
– ماذا لو جرى استهداف إيران من الجيش الإسرائيلي؟
– كيف سيكون ردّ فعل حزب الله ومحور المقاومة؟
– هل تقتصر ردّ الفعل على إيران؟ أو قد نشهد تصعيداً واسعاً في كلّ المنطقة؟
إقرأ أيضاً: عودة الجدل السياسي بين بغداد والنجف
اللافت أنّ بيروت شهدت في الأيام الماضية زيارة وفود إعلامية غربية لرصد الأوضاع في لبنان والمنطقة وإجراء تحقيقات عن احتمالات التصعيد وردود الفعل المتوقّعة من حزب الله، ومعرفة المواقف العربية من التطوّرات والعلاقة مع الكيان الصهيوني، ولا سيّما بعد الاتفاق الإيراني – السعودي.
في الخلاصة ستستمرّ أجواء التصعيد والكلّ يستعدّ لكلّ الاحتمالات.
فهل يبقى التصعيد محدوداً أو يتحوّل إلى مواجهة شاملة؟