تستضيف المملكة العربية السعودية، في عاصمتها الرياض، “القمّة العالمية للذكاء الاصطناعي”، برعاية وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان، ورئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي. وذلك بتنظيم من “الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي – سدايا”... لتطرح أسئلة حول مستقبل العلاقة بين الإنسان وبين هذا الذكاء.
ستسلّط هذه القمّة الضوء على أهمّية دور الحكومات في تسخير قدرات الذكاء الاصطناعي لدفع عجلة النموّ الاقتصادي وتحقيق المصالح الوطنية والتقدّم المجتمعي، ودوره في معالجة المقاربات الاستراتيجية للذكاء الاصطناعي، وتطوير المواهب، كما أهمّية معالجة الفجوات الرقمية لضمان وصول التكنولوجيا بعدل إلى مختلف الفئات.
سيجري عرض للذكاء الاصطناعي التوليدي الحالي وطرح تساؤلات عن إمكانات الوصول إلى الذكاء الاصطناعي العامّ، وكيفية فهم تقنيّاته الرائدة، وعمّا لهذا من تأثير على المجتمعات وكيفية الاستفادة منه مستقبلياً.
بحسب موقع “سدايا” الرسمي، ستطرح القمّة على طاولة البحث أسئلة عن التفاعل بين الإنسان والآلة وكيفية تأثير ذلك على سلوك الأفراد، وعن القدرات التي ستساهم في تنمية التعبير البشري فنّياً ونفسياً، وصولاً إلى طرح النقاش حول “أخلاقيات الذكاء الاصطناعي والحوكمة الرشيدة”، باستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات الثقافة والتعليم والبحث العلمي، مع الدعوة إلى الابتكار المسؤول لمصلحة المجتمع.
“البزنس” ما بعد الـAI
أمّا لناحية ريادة الأعمال وقيادتها وتأقلمها مع التطوّر الرقمي السريع فستركّز الطروحات على الاستراتيجيات اللازمة والقيادة المسؤولة لزيادة الإنتاجية. وستركّز القمّة على ما يتطلّبه ذلك من تعاون من أجل تجهيزات إلكترونية وشرائح تساعد في ابتكار تطبيقات حوسبة مستدامة تدفع عجلة الاقتصاد الرقمي والنهوض بالذكاء الاصطناعي، إضافة إلى تأثيره على مختلف الصناعات، وهو ما يوفّر رؤية فعليّة لكيفية إعادة تشكيل الذكاء الاصطناعي للعالم من حولنا.
“الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي – سدايا” أعلنت برنامج أعمال القمة بنسختها الثالثة تحت عنوان “الذكاء الاصطناعي لخير البشرية”
الدور المتزايد للذكاء الاصطناعي في الحياة الحضرية سيكون مدار بحث، مع التركيز على تأثيره على العمران وجودة الحياة وإدارة الموارد. كما ستُطرح مسائل تتعلّق باستهلاك الطاقة. طبعاً كلّ ذلك بحاجة فعليّاً إلى محتوى رقمي مناسب وبيانات ذات جودة عالية تُبنى عليها خوارزميّات الذكاء الاصطناعي وتطبيقات النماذج اللغوية الكبيرة، بالأخصّ المحتوى الرقمي العربي. وهذا ما سيتمّ عرضه في القمّة لما له من دور مهمّ وجذري للحفاظ على الهويّة والتنوّع الثقافي. ففي النهاية يبقى الإنسان هو المحور الأساس.
10 إلى 12 أيلول
“الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي – سدايا” أعلنت برنامج أعمال القمّة (GAIN) Global AI Summit بنسختها الثالثة تحت عنوان “الذكاء الاصطناعي لخير البشرية”. وهي ستنعقد خلال الفترة من 10 إلى 12 أيلول المقبل في مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض.
يشارك فيها أكثر من 300 خبير وفاعل من القادة وصنّاع القرار والسياسات والأنظمة، وبحضور عالمي للفاعلين في بناء التقنيات الرقمية من قادة الفكر والمؤثّرين والعلماء والأكاديميين والمنظّمات الدولية ورؤساء الشركات التقنية من أكثر من 100 دولة. وتأتي هذه القمّة بعد النجاح الذي تحقّق في النسختين الأولى والثانية اللتين عقدتا في عامي 2020 و2022، واللتين أسهمتا في تعزيز دور المملكة من خلال إطلاق مبادرات تعاون دولية ومحلّية في مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، ومن ذلك إنشاء المركز الدولي لأبحاث وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي.
تتضمّن القمّة أكثرَ من 120 جلسة حواريّة وجلسات نقاش وحوارات ومناظرات وورش عمل، يعرض فيها المتحدّثون أهمّ النقاط والمسائل التي تتعلّق بمجال حوسبة البيانات والذكاء الاصطناعي وخوارزميّاته وما سيؤدّي إليه في السنوات المقبلة.
النّقاش أهمّ من التكنولوجيا
تكمن أهمّية هذه القمّة في أنّها ستناقش العديد من المواضيع والطروحات التي تشغل العالم حاليّاً بكلّ مكوّناته وأقطابه من النواحي كافة من أجل مستقبل أفضل للبشرية في ظلّ الذكاء الاصطناعي وابتكاراته على المستويين العربي والعالمي.
ستسلّط هذه القمّة الضوء على أهمّية دور الحكومات في تسخير قدرات الذكاء الاصطناعي لدفع عجلة النموّ الاقتصادي وتحقيق المصالح الوطنية
انطلاقاً من بروز ثورة الذكاء الاصطناعي، في ظلّ التحوّل الرقمي العالمي، وما لها من تأثير مباشر على الحياة وعلى الأفراد والمجتمعات، فقد باتت الحاجة ملحّة أكثر إلى طرح رؤى جديدة لتحسين الأداء على المستويات كافّة من قبل المتخصّصين، كلٌّ حسب مكانته ومجاله فكرياً وتربوياً وثقافياً واجتماعياً واقتصادياً.
يتطلّب كلّ ذلك أخذ الأمور على محمل الجدّ. وهذا ما تعمل عليه المملكة من خلال طرح هذه المواضيع ومناقشتها عالمياً، وبالأخصّ أنّ هذه الطروحات تعزّز رؤية 2030 للمملكة لتبنّي وابتكار تقنيّات وتطبيقات تعزّز أسس اقتصاد المعرفة، الذي كما بات معلوماً يرتكز على تراكم “رأس المال البشري” المؤلّف من الأفراد والذي يبنى عليه هذا الاقتصاد.
إقرأ أيضاً: السّعوديّة تدشّن “المرصد العربيّ للتّرجمة”: إشراقة نصوص الثّقافة العربيّة
هكذا لا يمكن أن يجري أيّ تطوّر حاليّ ومستقبلي إلا بتنمية القدرات والكفاءات الرقمية من خلال تعزيز الوعي والمعرفة على مستوى الفرد والمجتمع، وهو ما يجعل الأفراد أكثر إنتاجية ويزيد من إمكانات الإنتاج.