لا جديد في ملفّ الانتخابات الرئاسية، وكلّ ما يُقال في هذا الشأن هو تعبئة فراغ سياسي وإعلامي بمفردات الفراغ الرئاسي. باستثناء مسعى لفتح حوار بين الرئيس نبيه برّي والقوات اللبنانية. وقد كان لافتاً تجديد برّي دعوته إلى الحوار في خطابه بذكرى اختفاء الإمام موسى الصدر أمس، لكن “تحت سقف البرلمان“. وحوار برّي مع القوات، قد يكون تمهيداً للحوار الشامل الذي تحدّث عنه برّي في خطابه، وليس بديلاً له.
أكّدت مصادر دبلوماسية في بيروت لـ”أساس” أنّ “سفراء اللجنة الخماسية المعنيّة بمتابعة الوضع اللبناني أبلغوا عدداً من النواب والكتل النيابية التي كانت ناشطة على صعيد التسوية الداخلية والبحث عن حلول للملفّ الرئاسي، أنّ كلّ التحرّكات الداخلية والخارجية بشأن الملفّ الرئاسي والتسوية الداخلية مؤجّلة إلى ما بعد انتهاء الحرب في غزة ووضوح الصورة الإقليمية لأنّه لا يمكن بتّ الملفّ الرئاسي دون معرفة نتائج الحرب في غزة وتداعياتها على لبنان والمنطقة”.
بموازاة ذلك أوضحت هذه المصادر أنّه على الرغم من المخاوف المتزايدة من التصعيد المتوقّع في حال فشل المفاوضات في القاهرة، فإنّ كلّ التقديرات الدبلوماسية والسياسية تؤكّد حرص معظم الأطراف على عدم الذهاب إلى حرب كبرى.
رسائل واضحة للحزب وإيران
أشارت هذه المصادر إلى أنّه على الصعيد الداخلي اللبناني كانت كلّ الجهود الدبلوماسية التي بذلت خلال الأيام الماضية تهدف إلى لجم التصعيد وتأخير ردّ الحزب وإيران إلى ما بعد انتهاء المفاوضات في الدوحة والقاهرة وإعطاء الفرصة للوصول إلى حلول سياسية وكذلك توجيه رسائل واضحة لإيران والحزب بأنّ التصعيد الكبير قد يجرّ المنطقة إلى حرب كبرى، وأنّ الطرفين أخذا هذه التحذيرات بعين الاعتبار مع تأكيدهما لحقّهما بالردّ على الاغتيالات لأسباب عديدة.
حوار برّي مع القوات، قد يكون تمهيداً للحوار الشامل الذي تحدّث عنه برّي في خطابه، وليس بديلاً له
عبّرت هذه المصادر الدبلوماسية عن ارتياح كبير لدى العديد من الجهات الإقليمية والدولية لأداء الحزب وإيران في مواجهة التصعيد الإسرائيلي المستمرّ والعقلانية والواقعية اللتين يتّسم بهما أداء الطرفين على الرغم من حجم الضغوط التي يتعرّضان لها. سواء من الطرف الإسرائيلي أو من بعض الجهات السياسية التي تحاول جرّهما إلى حرب كبرى في المنطقة تحت عناوين مختلفة.
وأكّدت أنّ الوضع اللبناني الداخلي مرتبط بشكل كبير بالتطوّرات في غزة. وأنّ فشل كلّ المحاولات من أجل إيجاد تسوية داخلية وانتخاب رئيس للجمهورية يعود إلى أنّ كلّ الأطراف ليست مهيّأة اليوم لهذه التسوية. وكلّ طرف ينتظر ما ستؤول إليه التطوّرات في المنطقة وتأثيرها على الوضع اللبناني. ويراهن على حصول متغيّرات داخلية أو خارجية تساعد في ترجيح وجهة نظره في المرحلة المقبلة لإيصال مرشّحه للرئاسة. لذلك فشلت كلّ المبادرات والجهود التي بذلت من أجل إطلاق حوار داخلي.
برّي: حوار تحت سقف البرلمان
على الرغم من هذه الأجواء السلبية التي تحدّثت عنها هذه المصادر الدبلوماسية، تُبذل جهودٌ داخلية من أكثر من طرف لبناني لفتح كوّة في جدار الأزمة والدعوة إلى حوار وطني أو فتح باب بين بعض الأطراف اللبنانية المؤثّرة.
في هذا السياق أشارت بعض المصادر السياسية إلى مساعٍ تُبذل لفتح باب الحوار المباشر بين الرئيس نبيه بري والقوات اللبنانية. لأنّ مثل هذا الحوار قد يساعد في تخفيف أجواء التوتّرات الداخلية والبحث عن مخارج وطنية للأزمة الرئاسية. لكنّ استمرار المواقف التصعيدية المستمرة الصادر عن رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع لا تساعد في إنجاح هذه الجهود السياسية.
إقرأ أيضاً: حوار بالمراسلة بين الحزب والقوات
وكما أطلق الرئيس بري مبادرته للحوار الوطني في ذكرى الصدر العام الماضي، لكن لم يتمّ التجاوب معه، فإنّه جدّد دعوته الى “التشاور تحت سقف البرلمان، وصولاً الى رئيس وطني جامع يستحقه لبنان واللبنانيون في هذه اللحظة الحرجة من تاريخه”.
لمتابعة الكاتب على X: