حملة فرنسيّة على مليارات الحزب (3/3): شبكات “تهريب وتزوير وتجنيد” بين كولومبيا و”فنزويلا السّوريّة”

مدة القراءة 13 د

مجلّة “لوبوان” الفرنسية الأسبوعية اليمينية المُصنّفة على أنّها “معادية للإسلام” خصّصت في عددها الأخير الذي حمل غلافه صورة المرشد الإيراني الأعلى السيد علي خامنئي والأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، ملفّاً على عدّة حلقات مرفقاً بفيديوهات على موقعها بعنوان: “مليارات الحزب، الذراع المسلّح لإيران“.

في هذا الملفّ الذي نشرت “أساس” اثنتين من حلقاته حول “كيف تمكّن الحزب من تفكيك الدولة في لبنان”، و”كيف نشر شبكته في فرنسا”، تنشر اليوم تقريراً يوجز تحقيقاً من 6 حلقات حول “شبكات الحزب في أميركا اللاتينية وروابطه مع عصابات المخدّرات من أجل تمويل نفسه”، كتبه غيوم بيرييه، المبعوث الخاص للمجلّة إلى كولومبيا في أميركا اللاتينية. في التحقيق رواية حول كيف تمكّنت “سمكة كبيرة” لبنانية قريبة من مسؤول سياسي كبير سقطت في شباك الشرطة قبل الفرار إلى لبنان. ورواية أخرى حول اعتقال نائب الرئيس السابق في فنزويلا، وهو من أصل سوري، ومهندس التقارب بين كاراكاس وطهران.

في هذه الحلقة الأخيرة، تسلّط المجلّة الضوء على من سمّته من “أباطرة المخدّرات”، وهو اللبناني الفنزويلّيّ ألكس صعب.

 

 

في مدينة ريومار الكولومبية الأنيقة والكبيرة، تعيش عائلة ر.، بقيادة ع. م. ع. ر. وهو  لبناني كولومبي، يمتلك ثلاثة جوازات سفر على الأقلّ، وتاريخَي ميلاد، عامَي 1964 و1967. وكان عنصراً رئيسياً في شبكات حزب الله في أميركا اللاتينية لأكثر من ثلاثين عاماً. وتشتبه الإدارة الأميركية في انتمائه إلى الوحدة 910، المعروفة باسم “منظمة الجهاد الإسلامي”، الهيكل المسؤول عن العمليات الخارجية للحزب. والعائلة تدير شركة “زنغا” لتصدير موادّ البناء والفحم.

غالبًا ما تخفي شركات عائلة ر. نشاطاً مربحاً للغاية: غسل الأموال وتهريب المخدّرات. وقد تمّ القبض على س.، شقيق ع.، عام 2013 في السلفادور وبحوزته 500 كيلوغرام من الكوكايين مخبّأة في شحنة أناناس غادرت بنما. عاش لفترة في بليز، ثمّ أدار مطعماً للبيتزا في بارانكيا (كولومبيا)، ثمّ لجأ إلى فنزويلا.

في التحقيق رواية حول اعتقال نائب الرئيس السابق في فنزويلا وهو من أصل سوري، ومهندس التقارب بين كاراكاس وطهران

تكشف دراسة تفصيلية لسجلّات شركة زنغا عن إجمالي 43 شحنة من الفحم مرسلة من كولومبيا بين عامَي 2016 و2021، كانت متّجهة إلى لبنان، لكن أيضاً إلى الكويت والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل (عبر ميناء أشدود) والولايات المتحدة.

جدير بالذكر أنّه منذ أكثر من عشرين عاماً، طوّر الكيميائيون العاملون لدى العصابات الكولومبية طريقة لتحويل هيدروكلورايد الكوكايين إلى اللون الأسود وجعله غير قابل للكشف تقريباً عن طريق الكلاب البوليسية. وفي عام 2018، تمّ تفكيك مختبر ومصادرة شحنة، قبل أن تغادر إلى ميناء اللاذقية. كما تمّ العثور على هذا “الكوكايين الأسود” بكمّيات كبيرة في باراغواي. وفي تشرين الأوّل 2020، تمّت مصادرة ما يقرب من ثلاثة أطنان في ميناء فيليتا النهري، الذي يحتلّه تجّار المخدّرات. وكان من المقرّر أن تمرّ الشحنة عبر أنتويرب (بلجيكا) وتصل إلى حيفا بإسرائيل.

“سمكة كبيرة” لبنانيّة بقبضة الشرطة الفرنسيّة

من خلال تتبّع حاويات “الكوكايين الأسود”، تمكّن محقّقون من إدارة مكافحة المخدّرات من تعقّب ح. م.، وهو لبناني كندي مرتبط أيضاً بعائلة ر. في كولومبيا. في عام 2014، أنشأ هذا الناشط في الحزب شركة Zoom Motors، وهي شركة استيراد وتصدير تنقل السيارات المستعملة بين أميركا الشمالية وإفريقيا، وهي وسيلة لإعادة تدوير الأموال من تهريب المخدّرات. وهذا لا يمنع ح. م. من تسلّم شحنتين على الأقلّ من “الفحم” الكولومبي.

وجود جالية كبيرة من المشرق في أميركا اللاتينية، سمح للحزب بالاستفادة من عمليات التتابع في جميع أنحاء القارّة

في عام 2015، كشف عميل سرّي لإدارة مكافحة المخدّرات أنّ ح. م. كان يستخدم واجهة عمله لتهريب الكوكايين في شكل طوب الفحم ووصلت “نصيحتان” من باريس إلى إدارة مكافحة المخدّرات. كان من المقرّر عقد حملة لجمع التبرّعات للحزب واجتماع بين غاسلي أموال المخدّرات في فرنسا. هذه هي بداية عملية “الأرز” (بالفرنسية “سيدر”) التي تمتدّ إلى سبعة بلدان. قاد التنصّت على بائع سيارات مقيم في دوسلدورف (ألمانيا)، وهو ابن شقيق ح. ن. ا.، المحقّقين إلى م. ع.، غاسل أموال عصابة ميديلين، الذي تمّ القبض عليه في ميامي بعد موافقته على إعادة تدوير الدولارات الأسترالية المقدّمة من عملاء سرّيين.. وتمّ القبض على ح. م. في باريس. فبدا كلّ شيء متّصلاً.

مع ح. م.، قبضت الشرطة الفرنسية على سمكة كبيرة. لكنّ الرجل متزوّج من ز. أ. ف.، حفيدة مسؤول سياسي كبير في لبنان. حجزت الشرطة ح. م.، ثمّ أطلقت سراحه تحت الإقامة الجبرية. لكن من خلال تبادل مكانه مع شقيقه التوأم، تمكّن من الإفلات من المراقبة والفرار إلى لبنان، بحسب ما أفادت مصادر الشرطة. ويشير مصدر مقرّب من التحقيق إلى أنّ فرنسا، التي وقّعت أخيراً عقداً مربحاً مع إيران لبيع طائرات إيرباص، لم ترغب في المخاطرة بعرقلة العقد.

نصر الله: “أنا ممتنّ لمساهماتكم ودعمكم”

وجود جالية كبيرة من المشرق في أميركا اللاتينية (ما بين 12 مليوناً إلى 18 مليون شخص)، وفقاً للتقديرات، سمح للحزب بالاستفادة من عمليات التتابع في جميع أنحاء القارّة. يقول أوتولينغي إنّه “نموذج مشابه لما نجحوا فيه في غرب إفريقيا. إنّهم يعيدون إنشاء لبنان صغير في الخارج، بمساجده ومؤسّساته الخيرية ومدارسه…

أصبحت مدينة كاراكاس ملاذاً للأنشطة السرّية لطهران. ويقدّر مصدر دبلوماسي إسرائيلي أنّ “الوجود الإيراني كبير في فنزويلا بكلّ أبعاده.

تعدّ منطقة الحدود الثلاثية (باراغواي والبرازيل والأرجنتين)، وخاصة مدينة سيوداد ديل إستي (باراغواي)، أحد معاقله منذ أكثر من ثلاثين عاماً. في هذه المنطقة ألقت الشرطة البرازيلية، في عام 2018، القبض على أ. أ. ب.، المشتبه في أنّه أحد القادة الماليين للحزب الذي أمكن إثبات علاقته المباشرة مع الأمانة العامة للحزب، بحسب ماثيو ليفيت، عميل مكتب التحقيقات الفدرالي السابق والخبير في الإرهاب في معهد واشنطن. وهو يوضح أنّ أ. أ. ب. افتتح متجراً للإلكترونيات باسم “كاسا أبولو” في سيوداد ديل إستي. لكن في الواقع كانت هذه الشركة تقوم بتحويل الأموال إلى مؤسّسة شهداء الحزب. فعندما داهمت سلطات باراغواي مقرّها في عام 2001، اكتشفت رسالة موجّهة إلى أ. أ. ب. وموقّعة من الأمين العام تقول: “أنا ممتنّ لمساهماتكم ودعمكم”.

في ظلّ فنزويلا تشافيز

إذا كانت شبكات الحزب راسخة في كولومبيا، فذلك يرجع قبل كلّ شيء إلى أنّ البلاد تقع على الحدود مع فنزويلا ونظام نيكولاس مادورو البوليفاري. وقد حدث هذا التحوّل على مدى السنوات العشرين الماضية، مع وصول هوغو تشافيز إلى السلطة وتقاربه مع نظام الملالي الإيراني. وفي آب 2010، نظّم تشافيز قمّة في كاراكاس مع كبار المسؤولين التنفيذيين في الحزب، زعيم حماس خالد مشعل والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية رمضان شلّح. نظّم هذا الاجتماع غ. ن. د.. وهو لبناني يحمل الجنسية الفنزويلية، فرضت عليه وزارة الخزانة الأميركية عقوبات في عام 2008 لصلاته بالحزب.

أصبحت مدينة كاراكاس ملاذاً للأنشطة السرّية لطهران. ويقدّر مصدر دبلوماسي إسرائيلي أنّ “الوجود الإيراني كبير في فنزويلا بكلّ أبعاده. في الاقتصاد والنفط والتكنولوجيا وحتى الجيش…

سمح نظام كاراكاس، الحليف الاستراتيجي لإيران، بوجود الحزب على أراضيه، وتنظيم أنشطته فيها

مدينة ماراكايبو، معقل آخر للحزب في البلاد، هي مقرّ عائلة الأخوين ع. وق. ص.، التي بعد عملية تيتان في عام 2006 التي أدّت إلى مصادرة 23 مليون دولار واعتقال 130 شخصاً تورّطوا في تهريب المخدّرات… لا تزال تسيطر على تهريب الكوكايين. أمّا جزيرة مرغريتا الصغيرة شمال شرقي البلاد فيستخدمها الحزب وعائلة ن. د.، ويقال إنّ الجزيرة تضمّ معسكر تدريب وتدريب أيديولوجي للحزب. وتستخدم عبر منطقتها الحرّة ومرافقها السياحية لغسل الأموال القذرة.

ليلة سقوط “قيصر النّفط”

سمح نظام كاراكاس، الحليف الاستراتيجي لإيران، بوجود الحزب على أراضيه، وتنظيم أنشطته فيها. إحدى الشخصيات الرئيسية في هذا الزواج بين التشافيزيّة والأصولية الشيعية والجريمة المنظّمة كان ط. ع.. فنزويلي ذو أصل سوري لبناني. شغل عدّة مناصب استراتيجية للغاية داخل نظام نيكولاس مادورو. تمّ إدراجه في عام 2017 على قائمة أباطرة المخدّرات المطلوبين بشدّة. ويُشتبه في أنّ له صلات مع الكارتل المكسيكي لوس زيتاس، لكنّه سهّل أيضاً تجارة الكوكايين إلى الولايات المتحدة منذ عام 2008. وفي عام 2020، اتّهمه القضاء الأميركي بارتكاب “إرهاب المخدّرات”. لكنّ التطهير الداخلي هو الذي وضع حدّاً لصعوده أخيراً. فقد ظهر ط. ع.، المتّهم بالفساد والإثراء داخل شركة النفط الوطنية الفنزويلية، يوم الأربعاء 10 نيسان، مكبّل اليدين ومحاطاً بضابطَي شرطة مقنّعين، باعتباره “رئيس الفساد في فنزويلا”. كما اتّهمه المدّعي العام في كاراكاس، طارق وليم صعب، وهو من أصل سوري أيضاً.. مؤكّداً أنّه سيحصل على “عقوبة نموذجية”.

كان سقوط طارق العيسمي، 49 عاماً، مفاجئاً بقدر ما كان صعوده نيزكيّاً. خلال نحو خمسة عشر عاماً، احتلّ هذا “التشافيزيّ” المبكر المناصب الأكثر استراتيجية داخل جهاز الدولة في فنزويلا: حاكم مقاطعة أراغوا، وزير الداخلية والعدل والنفط والصناعة، ونائب الرئيس في عام 2017- 2018… لدرجة أنّه أصبح من أقوى الرجال في النظام. وعندما أصبح نائباً للرئيس في عام 2018، كان من المتوقّع أن يخلف نيكولاس مادورو على رأس الدولة إذا ترك السلطة.

يمكن تفسير اعتقال العيسمي، بأنّه بادرة استرضاء تجاه واشنطن في وقت تحاول فيه فنزويلا كسر عزلتها

يمكن تفسير اعتقال العيسمي، بأنّه بادرة استرضاء تجاه واشنطن في وقت تحاول فيه فنزويلا كسر عزلتها. فقد رفعت الولايات المتحدة العقوبات المفروضة على كاراكاس في تشرين الأول 2023، وهو ما سمح لها بتصدير مواردها مرّة أخرى.

كان ط.ع.، الملقّب بـ “قيصر النفط”، هدفاً للولايات المتحدة منذ عام 2015 على الأقلّ. وقد تمّ عرض عشرة ملايين دولار مقابل القبض عليه. ويتّهمونه بـ”الإرهاب المرتبط بالمخدّرات” والارتباط بمنظّمات إجرامية وإرهابية، لا سيما الحزب.

“عودة البطل” أ. ص. إلى فنزويلا

لكن هناك بطلاً آخر لقصص الحزب في أميركا اللاتينية. فبعد عامين من الحبس الاحتياطي في الولايات المتحدة، في سجن ميامي الفدرالي، عاد اللبناني الفنزويلي ألكس صعب في 20 كانون الأول 2023، منتصراً إلى فنزويلا، حيث يعتبر دبلوماسياً رفيع المستوى، وضحيّة “مؤامرة إمبريالية” كبيرة. استقبله الرئيس نيكولاس مادورو الذي أراد أن يحيّي “الرجل الشجاع” قائلاً: “بعد 1,280 يوماً من الحجز التعسّفي، انتصرت الحقيقة”.

سمح الاتفاق الذي تمّ التفاوض عليه سرّاً من خلال قطر لصعب باستعادة حرّيته، معفيّاً من جميع ملاحقات القضاء الأميركي. وفي المقابل، تمّ تسليم عشرة مواطنين أميركيين إلى واشنطن، من بينهم ستّة موظّفين في شركة نفط تمّ احتجازهم ظلماً بزعم التخطيط لمحاولة انقلاب في كاراكاس عام 2020.

كان صعب في قلب جميع الشؤون الماليّة للنظام الكولومبي، من برامج الإسكان الاجتماعي إلى إمدادات النفط والغذاء. وفي عام 2016، قاد شركة تريناكو (Trenaco) الصغيرة العديمة الخبرة التي وقّعت عقداً بقيمة 4.5 مليارات دولار مع شركة النفط الوطنية الفنزويلية. لكنّ أكبر فضيحة حوله اندلعت في عام 2017 مع برنامج Clap، وهو برنامج وطني للمساعدات الغذائية تحصل من خلاله 6 ملايين أسرة فنزويلية على صندوق من الأطعمة الأساسية. ووجّهت إليه اتهامات بالفساد.

 أصبحت الفيلا المهجورة تحت الحجز من قبل نظام العدالة الكولومبي. وهرب صعب وعائلته بأكملها إلى فنزويلا

كانت وكالة مكافحة المخدّرات الأميركية مهتمّة أيضاً بـ صعب لصلاته مع و. م.، وهو تاجر مخدّرات فنزويلي ثريّ، من أصل سوري لبناني. وبحسب الخبير الأميركي ماثيو ليفيت، يشتبه في أنّ صعب هو أحد غاسلي أموال الحزب. نشأ في عائلة كانت الحركة الشيعية اللبنانية تحظى بالاحترام لدى أفرادها. حتى إنّ والده، قام بتأليف قصائد تمجّد الحزب، وفقاً للصحافي جيراردو رييس.

بدأ صعود أليكس صعب في بارانكويلا، مسقط رأسه على الساحل الكولومبي. فهو صانع نسيج صغير، وابن مهاجر لبناني، ويبدو مستعدّاً لفعل أيّ شيء ليكون جزءاً من المجتمع المحلّي الراقي. جمع ثروته من صنع المناشف. بعدما أصبح مليونيراً، بنى أفخم الفيلات في منطقة ريومار الراقية.

اليوم، أصبحت الفيلا المهجورة تحت الحجز من قبل نظام العدالة الكولومبي. وهرب صعب وعائلته بأكملها إلى فنزويلا المجاورة حيث وفّر لهم مادورو الحماية والحصانة. لكنّ ذلك لم يمنعه، وهو المتّهم أيضاً بالاحتيال في الإكوادور والمكسيك، من مواصلة السفر. فحطّ في روما، موسكو… ليستقرّ في نهاية عام 2018 في باريس حيث يمتلك منزلاً من أكثر من 400 متر مربع في شارع سان جيرمان مع بعض السيّارات الفاخرة.

كما يملك منزلاً في ديزني لاند. بينما وضع القضاء في إيطاليا في عام 2019 يده على عقارات فاخرة باسم عائلة زوجته، بالإضافة إلى حساب مصرفي بقيمة 1.8 مليون يورو. كما يملك أربعة جوازات سفر كولومبي ولبناني وفنزويلي، بالإضافة إلى جواز سفر دبلوماسي صادر عن أنتيغوا وبربودا، وهو ما يسمح له بتجاهل الحدود وتحدّي النشرة الحمراء للإنتربول. في نيسان 2019، تمّ استئجار طائرة من نيس إلى كاراكاس لإحضاره إلى لينز بالنمسا، حيث مرّ عبر الجمارك دون أيّ حادث، ثمّ أعادته بعد ستّة أيام في الاتّجاه المعاكس.

عندما عاد إلى كاراكاس، في 20 كانون الأول 2023، استأنف صعب، الذي يحمل رتبة دبلوماسي، أنشطته في خدمة حاميه

في 8 آذار 2020، انتقل صعب إلى طهران، “للتفاوض على عقد مع إيران لإرسال عدّة ناقلات وقود إلى فنزويلا”، وفقاً لمحقّقي الموقع الفنزويلي Armando.info، وعاد إلى كاراكاس بعد يومين. وقد تمّ فعليّاً استئجار خمس سفن إيرانية محمّلة بالبنزين في شهر أيار لفنزويلا. وأعلنت السلطات الأميركية لاحقاً أنّها استولت على أربع ناقلات إضافية. وفي 12 حزيران، عاد صعب إلى إيران. هبطت الطائرة، المسجّلة في سان مارينو والمملوكة لضابط سابق في القوات الجوّية الفنزويلية، في جمهورية الرأس الأخضر للتزوّد بالوقود. لكن عندما فتح باب الطائرة، ظهرت شرطة الرأس الأخضر. فقد كان عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي وإدارة مكافحة المخدّرات الأميركية قد أعدّوا سرّاً للعمليّة. طالبت واشنطن بتسليم صعب وشركائه. فسارعت كاراكاس إلى تعيين صعب سفيراً لدى الاتحاد الإفريقي لمنع هذا الإجراء. ووراء الكواليس، عملت روسيا وإيران على زيادة الضغوط الدبلوماسية على دولة الرأس الأخضر الصغيرة. لكنّ المحكمة العليا في البلاد تؤكّد أنّها سلّمته إلى الولايات المتحدة حيث سجن في تشرين الأول 2020.

إقرأ أيضاً: حملة يمينية فرنسية على مليارات الحزب (2/3): شبكة فرنسا..

عندما عاد إلى كاراكاس، في 20 كانون الأول 2023، استأنف صعب، الذي يحمل رتبة دبلوماسي، أنشطته في خدمة حاميه. وأصبح المسؤول عن “المركز الدولي للاستثمارات الإنتاجية”، ويستقبل السفراء والمسؤولين ويشرف على الاستثمارات في الصناعة والسياحة والتعدين والزراعة وصيد الأسماك.

 

النص بلغته الأصلية على الروابط التالية:

الرابط الأوّلالرابط الثانيالرابط الثالثالرابط الرابعالرابط الخامس

مواضيع ذات صلة

الرواية الإسرائيلية لتوقيت تفجير “البيجرز”

هل كان يمكن لتفجير “البيجرز” لو حدث عام 2023 انهاء الحرب في وقت أبكر؟ سؤال طرحته صحيفة “جيروزاليم بوست” التي كشفت أنّه كان يمكن لتفجير البيجرو…

فريدمان لفريق ترامب: ما حدث في سوريا لن يبقى في سوريا

تشكّل سوريا، في رأي الكاتب والمحلّل السياسي الأميركي توماس فريدمان، نموذجاً مصغّراً لمنطقة الشرق الأوسط بأكمله، وحجر الزاوية فيها. وبالتالي ستكون لانهيارها تأثيرات في كلّ…

ألكسندر دوغين: إسقاط الأسد فخّ نصبه بايدن لترامب

يزعم ألكسندر دوغين الباحث السياسي وعالم الفلسفة الروسي، الموصوف بأنّه “عقل بوتين”، أنّ سوريا كانت الحلقة الأضعف في خطّة أوسع نطاقاً لتقويض روسيا، وأنّ “سقوط…

إغناتيوس: قطر تقود جهود تشكيل حكومة انتقاليّة في سوريا

كشف ديفيد إغناتيوس المحلّل السياسي في صحيفة واشنطن بوست أنّ “قطر، التي كانت لفترة طويلة داعمة سرّية لهيئة تحرير الشام، تقود الجهود العربية لإنشاء حكومة…