من المؤكّد أنّ إربكان ينزح من البئر نفسه، من القاعدة الإسلامية لحزب العدالة والتنمية، بعدما كثر المتذمّرون من سياسات إردوغان وحكومته وحزبه. وليس الموقف البارد من مذبحة غزّة بالأمر السهل هضمه. بل الامتناع عن اتّخاذ أيّ إجراءات عقابية ضدّ إسرائيل في أيّ مجال من المجالات، سواء السياسية أو الدبلوماسية أو الاقتصادية. فهل كانت غزّة هي السبب؟ هي إحدى العلامات والعوامل. وتكمن رمزية القضية الفلسطينية في أنّها جزء عضوي من الخطاب الإسلامي الإردوغانيّ. وعليه، فإنّ حزب العدالة والتنمية فشل في مجالين هما المادّي الاقتصادي والمعنوي السياسي. فمع استمرار الأزمة الاقتصادية، هناك خيبة أمل بمستوى الخطاب الأيديولوجي الذي هبط إلى درجة الخمود.
فهل يكون فاتح إربكان نجم انتخابات الرئاسة عام 2028، أم يكون الحصان الأسود الذي يتسبّب بوصول أكرم إمام أوغلو عن حزب الشعب إلى الرئاسة، فيخلع “العدالة والتنمية” عن سدّة الحكم للمرّة الأولى منذ عام 2002؟ من المبكّر التكهّن من الآن بشكل المعركة الرئاسية المصيرية المقبلة. لكن ليس مجازفةً القول إنّ نجل إربكان يربك صفوف إردوغان بأضعاف ما يفعله الشابّ العلماني أكرم إمام أوغلو. ولو كان إربكان حيّاً فهل كان ليقبل صراعاً بين الإسلاميين على السلطة فيربح خصومهم العلمانيون؟
التفاصيل في مقال الزميل هشام عليوان اضغط هنا