تتعامل ماغي فرح مع عالم الأبراج بوصفه خريطةً لا يُكتمل رسمها إلاّ برصد مواقع الكواكب وتحوّلاتها، ومراقبة خطّ سيرها، ورصد تراجعها وتقدّمها، توافقها واختلافها.
وهي كانت قد سجّلت سبقاً لناحية إصدارها الكتاب العربي الأوّل عن الأبراج وتوقعاتها مطلع التسعينات، كما حرصت بشكل دائم على الفصل بين مفهوم الأبراج وبين جملة من الممارسات الشّائعة الّتي تستخدمه في عناوين لا تربطها بها أيّ صلة، من قبيل التّنجيم والتّبصير وادّعاء معرفة الغيب.
تحدّد فرح عالم الأبراج بأنّه علم يمتلك قواعد علمية ثابتة ورصينة، تتيح لدارسه الاطّلاع على شبكة احتمالات ومناخات عامة، لا تحمل سمة اليقين ومعرفة الغيب، ولا يسود فيها أيّ طابع حتميّ ونهائي.
خبرتها الإعلاميّة الطّويلة في عالم تقديم البرامج الّسياسية تكاملت مع اشتغالها في علم الأبراج، لتخلق شخصية استثنائية ينتظرها جمهور عريض لبنانيّ وعربيّ وعالمي، لتقدّم له دليل التّعامل الآمن مع التّقلبات الفلكيّة وطرق تجنّب مطبّاتها، وكيفية الاستفادة من إيجابيّاتها.
في حوارها مع “أساس” تضيء ماغي فرح على موقع علم الأبراج عموماً، وتردّ على التُّهم التي توجّه إليه بأنّه يطرح نفسه بديلاً عن السياسة والثقافة والعلوم. تشرح المناخ العام لوضع البلد انطلاقاً من برجه.
ترصد التوقّعات العامة لعام 2021 وتعلن عن شبكة الأبراج الأكثر حظّاً.
وتشير إلى الأوضاع الخاصّة التي يرجّح أن تصيب مجموعة من السّياسيين اللبنانيين انطلاقاً من أبراجهم، خاتمةً حديثها بنصيحة عامّة للتعامل مع المناخ السّائد في العام الجديد.
تحدّد فرح عالم الأبراج بأنّه علم يمتلك قواعد علمية ثابتة ورصينة، تتيح لدارسه الاطّلاع على شبكة احتمالات ومناخات عامة، لا تحمل سمة اليقين ومعرفة الغيب، ولا يسود فيها أيّ طابع حتميّ ونهائي
بين علم الفلك والغيب
يعود علم الفلك، وفق فرح، إلى أصول قديمة متّصلة بنمط جاذبية الكون، وهو ليس من اختراعنا، بل تمّ اكتشافه منذ زمن سحيق، حين لاحظ العلماء أنّ حركة الكواكب تتماشى مع حركة معيّنة على الأرض. المسألة ليست غيباً ولا تبصيراً بل تستند إلى حسابات فلكيّة.
تعيد أسباب الاهتمام المتزايد بهذا العلم إلى الجّو الاستثنائي الذي سيطر على العالم عام 2020، بسبب تزامن وجود ثلاثة كواكب في برج الجدي في ظاهرة فلكية لا تحدث سوى مرّة واحدة كلّ ألف عام، وترتبط بحدوث مشاكل واضطرابات كبيرة. حين انضمّ إليها في القسم الثاني من العام كوكب رابع اكتملت ظاهرة التّربيع وصرنا أمام مربّع فلكيّ بزاوية 90 درجة. هذا الوضع يُطلق عليه تسمية “désastre” أي الكارثة.
تفاقمت عناصر الكارثة مع دخول مارس، كوكب الحرب، في القسم الثاني من العام في مربّع مع ثلاثة كواكب، مشكّلاً حركة غير طبيعيّة، نتجت عنها التأثيرات التي شهدناها والتي كان أبرزها انفجار المرفأ في الرابع من آب.
تسخر من منطق الخرافات ولغته معتبرة أنّ كلاماً من قبيل “أرى غيمة سوداء فوق البلد وغيرها” ليس سوى تدجيل، وتؤكّد أنّها حين تعلن عن احتمالات وترجيحات سلبيّة أو إيجابيّة في بلاد معيّنة فإنّها تفعل ذلك انطلاقاً من حسابات دقيقة، تحدّد الفترات وترصد المناخات، كما كان الحال مع توقّعاتها بنشوب ثورات واضطرابات في أميركا وفرنسا في ـ2020.
التعلّق بعلم الأبراج ليس جديداً كما تشير فرح، وهو ناتج عن الرغبة البشريّة القديمة في معرفة الغيب والاطّلاع على المستقبل، انطلاقاً من دوافع الخوف والقلق، أو استجابةً لقناعة، أو فقط لمجرد التسلية.
لكن ماذا يقول برج لبنان؟
للبلاد كما الأشخاص برج يتمّ تحديده بناء على تاريخ استقلالها. قياساً على ذلك تنبّه ماغي أنّ منطقتنا بشكل عام تُحسب على برج العقرب.
بلوتون هو الكوكب الحاكم لبرج العقرب. وهذا الأمر يعني انطلاقاً من المعطيات الفلكية لعام 2021، أنّ السنة المقبلة ستكون قاسيةً جداً على لبنان والبلدان التي تنتمي إلى مدار العقرب مثل سوريا والعراق.
تلفت إلى أنّ حدّة التأثّر بالأوضاع الفلكية السلبيّة أو تضاؤلها تتعلّق بالوضع القائم في البلد أساساً. التّأثيرات لا تكون موحّدةً في كلّ البلدان، بل ترتبط بمدى مناعة كلّ بلد وهشاشته، وعليه فإنّ منطقتنا، ونظراً لهشاشة الأوضاع فيها، تؤمّن بيئةً صالحةً لاستقبال السلبيات التي تكشفها الحسابات الفلكيّة بشكل لا يمكن مقارنته بتأثير الأوضاع نفسها على بلد مثل سويسرا.
تسخر من منطق الخرافات ولغته معتبرة أنّ كلاماً من قبيل “أرى غيمة سوداء فوق البلد وغيرها” ليس سوى تدجيل، وتؤكّد أنّها حين تعلن عن احتمالات وترجيحات سلبيّة أو إيجابيّة في بلاد معيّنة فإنّها تفعل ذلك انطلاقاً من حسابات دقيقة
تستفيض في شرح الموضوع مشبّهةً إيّاه بحالة انتشار مرض معيّن في الجسم، حيث تُقاس قدرته على إيقاع ضرر في جسم الشخص المصاب وفق درجة مناعته، فتكون الإصابة شديدة في حال الافتقاد للمناعة، بينما يمكن أن تكون طفيفة في حال توفّرها.
الخطر المتوقّع على منطقتنا ينشأ، ودائماً بناءً على حديث فرح، من اجتماع انعدام المناعة مع العواصف الفلكيّة.
إقرأ أيضاً: 20 حدثاً في 2020: من سليماني إلى كورونا ومارادونا…
تروي قصّة لقاء جمعها بأحد الفقهاء في البحرين، وكيف قال لها: “نحن لا نزوّج عندما يكون القمر في العقرب، لأنّ ذلك يعني فسخ العقود، كما نؤمن أنّه في فترة الخسوف والكسوف يموت العالم أوالظّالم”.
إحصاءات الاغتيالات والاضطرابات على مدار التّاريخ تثبت بشكل قاطع أنّ جزءاً كبيراً منها حدث في فترة الكسوف أو الخسوف، وكذلك فإنّ وجود القمر في برج العقرب لطالما تزامن مع خلافات وخرق للمعاهدات.
المرحلة المقبلة في قراءة ماغي فرح تبشّر بأنّ العالم قد تجاوز العاصفة الفلكيّة الأسوأ في عام 2020، وتالياً فإنّ الأزمات المتوقّعة في العام الجديد قد تكون حادّة وعنيفة، لكنّها تفتح الباب أمام مؤشّرات عامّة لحلول، تبدأ تباشيرها في القسم الثاني من العام.
غداً في الحلقة الثانية: ماذا تحمل الأبراج لسعد الحريري ووليد جنبلاط وسمير جعجع وميشال عون وحسن نصر الله ونبيه برّي.