احتفل العالم العربي أمس بـ”اليوم العالمي للغة العربية”، وهي مناسبة أغتنمها لأذكّر، إن نفعت الذكرى، جيل “اليومين دول” من ناشطين ومُفسبكين بضرورة الحفاظ على لغتنا العربية، واستعمالها والحفاظ عليها، وبالتالي الكفّ عن استخدام الأحرف اللاتينية في كتاباتهم على تطبيقات الهواتف الذكية، كتلك التي تخاطبني بها “أم زهير” حينما تريد أن “تتكَلسَن” (من كلاس مش كالسون) وتوصيني على بعض الحاجيات التي تريدها.
تقول لي: Abo zouheir jib ma3k ba2dounis w shwayet fwekeh أو تسألني كما تفعل سائر النساء مع أزواجهنّ: 2emta jey أو mtawwal… وهذا المصطلح الأخير يضرب الأرقام القياسية في عدد استعمالاته بين نساء المعمورة كلها.
بربكم هل هذه لغة عربية أم أنّ أم زهير تريد التشبه بالمراهقين لتشعرني دوماً بأنّها ما زالت فرفورة وذنوبها مغفورة؟ لعلّ أم زهير لا تعرف أن اللغة العربية هي لغة أهل الجنّة، وإنّ بُعدها عن تلك اللغة سيُقرّبها في المقابل دركاً من عذاب سقر (الله يغمّقلها).
لكن دعكم الآن من سوالف أم زهير وترهاتها، واسمعوا ماذا حصل معي بالأمس على “فيسبوك”. فقد نبَكَستني (من Inbox) مُفسبكةٌ وأشبعتني مديحاً لكتابتي السرديات والمقالات التي أُعَرّب بها الكلمات الأجنبية وأعجّم تلك العربية، فأتحايل فيها على المصطلحات.
عرضت عليّ هذه السيدة التي تبدو من بروفايلها الفايسبوكي “شلخة”، أن نُطلق صفحة مشتركة تكون بداية ظهوري أمام الجمهور، لكن من خلال منصة تواصلية حديثة قالت إنّها تلقى رواجاً بين معشر المُسَوشِلين المراهقين، تسمى “تيك توك” (قاتل الله المُتكتك والمُتكتكين)، لكنّني رفضت لأننّي لست بمُتكتِكٍ!
بربكم هل هذه لغة عربية أم أنّ أم زهير تريد التشبه بالمراهقين لتشعرني دوماً بأنّها ما زالت فرفورة وذنوبها مغفورة؟ لعلّ أم زهير لا تعرف أن اللغة العربية هي لغة أهل الجنّة، وإنّ بُعدها عن تلك اللغة سيُقرّبها في المقابل دركاً من عذاب سقر (الله يغمّقلها)
راحت تجاذبني من الحديث أطرافاً وتروي لي من القصص سفاسفَ، سألتني عن صفحتي الجديدة التي أطلقتها مؤخراً على “فايسبوك” واستهجنت عدم ظهورها على حائِطها الفايسبوكي حتّى تتمكن من متابعة ما أكتب.
قلت لها إنّ حائطي بحاجة لـ”ورقة ووج دهان”، وإنّ مرقس جبل السكر (أي مالك فايسبوكMark zuckerberg ) يعتمد خوارزمية مقيتة في خادم موقعه الأزرق يعني الـServer.
إقرأ أيضاً: خلّي “الطابع” مستور يا أم زهير!
قلت لها أيضاً، إنّ التحايل على هذه الخوارزمية لا بدّ من إضافتي ضمن قائمة “شاهد أولاً” أو See first من ضمن الأصدقاء. فمرقس هذا، رجل ماكر يسير على مبدأ “يلي متلنا يجي لعنّا”، وهو أيضا يحبّ التفاعل، ولهذا يرفع شعار: “تفاعل حتّى نراك أو نزرع الفجل على خ****”.
ما إن قرأت هاتين الجملتين حتى تقهقهَتْ على وزن هاهاهاهاها، ثم تَقهقهتُ أنا بدوري على وزن هيهيهيهي، وتقهقهنا تارة ها وطوراً هي… حتى “تلّت” المسِنجر.
بعدها، لَكّيت هاتفي الحذق (من lock) ووضعته في جيبي، ثم أكملت مسيري متمتماً أغنية فرنسية أحبها كثيراً وتذكرني بمراهقتي وأيام شبابي. الأغنية للمدعوة هيلين سيجارة وعنوانها: “هي تُحّبها… بقوّة… بقوّة” أي بالفرنسية لمن لا يفقه فك الطلاسم: Elle tu l’aime C4 C4.
*هذا المقال من نسج خيال الكاتب