لم يعد يفصلنا عن الانتخابات الأميركية الرئاسية سوى أيام قليلة، وقد دخل لبنان مرحلة جديدة برعاية فرنسية – روسية – فاتيكانية – مصرية (دون ممانعة أميركية أو إيرانية)، ما أدّى لعودة الرئيس سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة بعد عام من الاستقالة والحراك الشعبي في السابع عشر من تشرين الأول من العام الماضي.
وإذا كان حزب الله (من خلال كتلته النيابية) لم يسمّ الحريري لرئاسة الحكومة الجديدة، إلاّ أنّه من أكثر المرحّبين بعودته والمستعدّين للتعاون معه مجدّداً، خصوصاً أنّ الحزب كان أساساً معارضاً لاستقالته ومن الداعين إلى بقائه والعمل لتطبيق الخطة الإصلاحية التي أقرّت في حكومته بعد انطلاقة الحراك الشعبي.
إقرأ أيضاً: 3 ساعات بين باسيل ونصرالله؟ العلاقة على القطعة
لكن الحريري الذي واجه ضغوطاً داخلية وخارجية حاول الابتعاد عن القيادة المباشرة للعمل الحكومي طيلة الاثني عشر شهراً الماضية. وهو يعود اليوم بدعم فرنسي مباشر وبدون عقبات كبيرة داخلية وخارجية. وقد حقّق أهم إنجاز له بإخراج الوزير جبران باسيل من الحكومة وإضعاف دوره المباشر.
وعلى الرغم من أنّ الحزب قد راعى باسيل والرئيس العماد ميشال عون بعدم تسمية الحريري، إلا أنّه في المقابل سيكون شريكاً أساسياً في التأليف والمشاركة في الحكومة المقبلة.
فما هي الخيارات المتوقّعة أمام الحزب والحكومة؟ وما هي الاحتمالات في إدارة ملف التأليف؟
المطلعون على أجواء التأليف يقولون: نحن أمام خيارين اثنين، الأول أن يتمّ التأليف قبل حصول الانتخابات الأميركية وعدم الرهان على نتائجها، وهذا الخيار صعب لأنه لن يكون بالإمكان التفاهم على الحكومة خلال أقل من عشرة أيام مع مراعاة مطالب جميع القوى السياسية والحزبية، إلا إذا كان هناك اتفاق مسبق على الحكومة والوزراء وتوزيع الوزارات مع موافقة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وهذا غير متوفّر حالياً.
الحزب يعتبر اليوم أنه نجح في الصمود في مواجهة كلّ الضغوط الداخلية والخارجية طيلة العام الماضي. وبعد عشرة أيام، سيدخل العالم في مرحلة جديدة، وفي ضوء طبيعة وشكل هذه المرحلة سيكون لديه خطته الجديدة القادرة على مواجهة مختلف التحدّيات الداخلية والخارجية
والثاني: أن يتأخر التأليف إلى ما بعد نتائج الانتخابات الأميركية، وبذلك سيرتبط التأليف بطبيعة النتائج وانعكاساتها على لبنان والمنطقة والعالم. فعودة الرئيس دونالد ترامب ستفرض على الجميع التعاطي بمرونة والاستعداد لمواجهة مرحلة صعبة جديدة، والعمل من أجل ترتيب الوضع الداخلي منعاً لمزيد من الانهيار. وأما في حال نجاح المرشح جو بايدن، فقد يذهب بعض الأفرقاء اللبنانيين ومنهم حزب الله للتشدّد والدعوة لتشكيل حكومة تكنو- سياسية لأن الأوضاع تتطلّب ذلك في ظلّ ما ستواجهه أميركا من تطوّرات داخلية جديدة، ما سينعكس على كلّ سياساتها الخارجية.
لكن في كلا الحالتين، فإن حزب الله سيكون شريكاً أساسياً في أي حكومة مقبلة سواء من خلال وزراء اختصاصيين (إذا كانت حكومة اختصاصيين) أو من خلال وزير سياسي (إذا كانت حكومة تكنو– سياسية). فالحزب يعتبر اليوم أنه نجح في الصمود في مواجهة كلّ الضغوط الداخلية والخارجية طيلة العام الماضي. وبعد عشرة أيام، سيدخل العالم في مرحلة جديدة، وفي ضوء طبيعة وشكل هذه المرحلة سيكون لديه خطته الجديدة القادرة على مواجهة مختلف التحدّيات الداخلية والخارجية.