يتوزّع المسؤولون في حزب الله في كلّ الاتجاهات لمواكبة التطوّرات الداخلية والخارجية:
1 – ملف تشكيل الحكومة يتابعه المعاون السياسي للأمين العام للحزب الحاج حسين الخليل بإشراف شورى القرار (قيادة الحزب والأمين العام السيد حسن نصر الله).
2 – العلاقة مع المسؤولين الفرنسيين، يتولّاها رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ومسؤول العلاقات العربية والدولية السيد عمار الموسوي.
3 – عدد من المسؤولين وعلى رأسهم نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم يتولّون مهاماً أخرى للتنسيق مع بقية الحلفاء وتحضير ملفات الشخصيات المرشّحة لدخول الحكومة الجديدة.
4 – والسيد نصر الله يتولّى العلاقة مع الرئيس نبيه بري، فهي من اختصاصه، ويتابع تفاصيلها الحاج حسين الخليل.
5 – النائب رعد يتولّى العلاقة مع رئاسة الجمهورية.
6 – وتتوزّع بقية الملفات السياسية والدينية والحزبية على أعضاء المجلس السياسي للحزب بإشراف رئيس المجلس السيد إبراهيم أمين السيد.
7 – العلاقة مع البطريركية المارونية يتابعها عضو المجلس السياسي، الرئيس السابق لبلدية الغبيري، الحاج محمد الخنسا، بدعم من لجنة متخصصة، ومن خلال التواصل الدائم مع لجنة الحوار التي تضمّ المطران سمير مظلوم والأمير حارث شهاب. والتواصل مع البطريركية مستمر عبر القنوات الخاصة، على الرغم من توقف اللقاءات المباشرة مع البطريرك بشارة الراعي بانتظار التوقيت المناسب، في ظلّ حرص الحزب على عدم الدخول في سجال مباشر مع الراعي وتفضيل النقاش الداخلي. وأما بقية المرجعيات والشخصيات المسيحية، فهناك تواصل دائم ومباشر معها لمناقشة كافة التطوّرات.
8 – بقية الملفات الإسلامية والحزبية والمتخصّصة تتوزّع على بقية أعضاء المجلس السياسي، وأهمها اليوم الملف الفلسطيني الذي يأخذ اهتماماً واسعاً نظراً لتطوّرات القضية الفلسطينية. وعلى الرغم من دور المجلس السياسي المباشر في متابعة هذا الملف، فإنه يتابع مع السيد نصر الله شخصياً بالتعاون مع الجهات المعنيّة في العمل الجهادي.
9 – المجلس التنفيذي برئاسة السيد هاشم صفي الدين يتولّى إدارة كلّ الملفات على الأرض، وفي المناطق، وعلى الصعيد المهني، وفي إطار الاختصاصات المتنوّعة الإعلامية والتربوية والاجتماعية. وقد أضيفت ملفات أخرى مؤخراً، وأهمّها ملفّ وحدة الحماية الاجتماعية، ومؤسسات المجتمع المدني، ومواقع التواصل الاجتماعي. وإلى جانب كلّ ذلك، هناك عدد من مراكز الدراسات والأبحاث والهيئات المتخصّصة التي تتابع الملفات الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والثقافية والجهادية.
إقرأ أيضاً: بين الحزب والحركة: التحالف الاستراتيجي مستمرّ… ولكن؟
يبقى أنّ حزب الله اليوم في ورشة متكاملة لمتابعة كلّ التطوّرات الداخلية والخارجية. ومع حجم الضغوط والأوضاع الصعبة والعقوبات الأميركية والحملات الإعلامية، فإن قيادة الحزب مطمئنة للأوضاع وليست خائفة مما يجري. فالحزب يجري مراجعة دائمة للتطوّرات، ودراسة الأخطاء والعقبات، ويعيد تقييم الأداء، لاتّخاذ القرارات المناسبة لمعالجة الإشكالات. والبئية الداعمة له تزداد قوّة والتفافاً حوله. والعلاقة مع الرئيس نبيه بري وحركة أمل ازدادات تماسكاً مؤخراً، خصوصاً بعد العقوبات الأميركية على الوزير علي حسن خليل والوزير يوسف فنيانوس. أما العلاقة مع رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل، فهي متينة ومتماسكة رغم التباينات والتمايز في بعض المواقف، والحزب يتفهّم ذلك. ومستقرّة هي العلاقة مع بقية الحلفاء على امتداد المناطق اللبناني، رغم ابتعاد البعض بسبب حسابات شخصية أو سياسية أو خلافات في كيفية مقاربة بعض الملفات.
هل سينجح الحزب وحلفاؤه بتجاوز هذه المرحلة الصعبة أم أنّ حسابات البيدر لن تتوافق مع حسابات الحقل؟
وعلى الصعيد العربي والدولي، فشبكة علاقات الحزب متنوّعة شرقاً وغرباً. وهناك حلفاء أقوياء، وقوى دولية وعربية تنظر للحزب باحترام وتقدير. وعلى الرغم من العقوبات الأميركية وتصنيف بعض الدول للحزب بتهمة “الإرهاب”، فالعلاقات مع بعض هذه الدول مستمرة، وبعضها مباشرة وبعضها بشكل غير مباشر. والعلاقة مع الفرنسيين اليوم تشكّل نموذجاً مهماً، في حين أنّ العلاقة مع روسيا والصين حقّقت تطوّراً مهماً في السنوات العشر الأخيرة.
وفي الخلاصة، فإن حزب الله ليس وحيداً، بل هو كتلة متماسكة ممتدة في كلّ المناطق اللبنانية. وله امتدادات عربية وإسلامية ودولية، وعلى الرغم من كلّ الصعوبات والظروف الصعبة التي يواجهها لبنان والحزب اليوم بسبب الأزمة الإقتصادية وكارثة المرفأ وانتشار فيروس كورونا والأزمة السياسية، فإن قيادة الحزب مطمئنة بتجاوز هذه المحنة الصعبة مستعينة بالصبر والبصيرة، وعلى قاعدة “الأمور بخواتيمها”.
فهل سينجح الحزب وحلفاؤه بتجاوز هذه المرحلة الصعبة أم أنّ حسابات البيدر لن تتوافق مع حسابات الحقل؟