يبدو أنّ موقف حزب “القوات اللبنانية” لا يزال مرتبكاً من “تجرّع الرئيس سعد الحريري السم” وإعلان موافقته على إعطاء وزارة المالية ليسمّي “الثنائي الشيعي” وزيرها. فعضو كتلة “الجمهورية القوية”، النائب جوزيف إسحاق، يترّيث في التعليق على الموقف الأخير للحريري، مشيراً في حديث لـ”أساس” إلى أنّه ليس على دراية لا بتفاصيل المبادرة ولا إن كان الوزراء سيكونون من المستقلين، أم أن الوزارات ستتوزّع بالطريقة نفسها كما في الحكومة السابقة.
إقرأ أيضاً: الحزب يرفض “تضحية” الحريري: من قال لكَ إننا نريد حكومة؟
ويشدّد إسحاق على تأييد “القوات” لمبدأ المداورة: “لا يمكننا التعليق لكن المداورة في كلّ الوزارات هي الحلّ الأمثل للإصلاح. لأنّنا إن لم نصل إلى هذه المرحلة، ولم نأتِ بأشخاص مستقلين، لن نستطيع البدء بإصلاح حقيقي للوضع الاقتصادي”.
وفيما يتعلّق بتناقض مبادرة الحريري مع كلام البطريرك بشارة الراعي في عظة الأحد، الذي رفض “احتكار أيّ طائفة حقيبة وزارية معيّنة”، ومع الموقف الأخير للرئيس ميشال عون، اعتبر إسحاق أنّ “من يريد مستقبل لبنان في هذا الوضع الاقتصادي الحالي عليه أن يؤمن بالمداورة. فكلّ فريق سياسي ضمن طائفة معيّنة يدافع عن وزارة محدّدة، وكأنّها ملك له. هذا ليس بالأمر السليم، فإدارة البلد التي قامت على إعطاء كلّ فريق وزارة محدّدة في السنوات الأخيرة، أدّت إلى عرقلة الإصلاح”.
نحن للأسف لم نطبّق الطائف. نحن نأخذ ما يعجبنا من الطائف فقط، أتمنى أن نصل إلى تطبيق الطائف وتعديل بعض الثغرات فيه. أما فيما يتعلّق بكلام البطريرك، فأنا أفضّل أن يكون الكلام الآن باتجاه التهدئة لمصلحة لبنان
وأكّد اسحاق في الختام على أنّ “المداورة ضرورية للإصلاح، وهذا رأي البطريرك ورئيس الجمهورية. وليس فقط المداورة، وإنّما اختيار أشخاص مستقلين أكفاء بالعلم والنظافة، كي نتخلّص من مبدأ: غطّيني لغطّيك”.
وعلى عكس تريّث إسحاق، لا يتردّد النائب في كتلة “الجمهورية القوية”، سيزار معلوف، في الثناء على مبادرة الحريري، معلّقاً لـ”أساس”: “نحن اعتدنا على بيت الحريري وعلى ابن الشهيد رفيق الحريري، وعلى المبادرات التي يقدّمها. والتي يخسر خلالها من شعبيته من أجل لبنان”، ويضيف: “في كلّ ما يتخذ لمصلحة البلد نحن إلى جانبه طبعاً من دون أن نشعر الطائفة الشيعية بأنّها مستهدفة”.
وعند سؤاله عن الموقف الأخير للبطريرك الذي حسم فيه أن لا حصرية لأي طائفة في أيّ حقيبة، وإن كان موقف الحريري ناقضه، قال معلوف: “نحن للأسف لم نطبّق الطائف. نحن نأخذ ما يعجبنا من الطائف فقط، أتمنى أن نصل إلى تطبيق الطائف وتعديل بعض الثغرات فيه. أما فيما يتعلّق بكلام البطريرك، فأنا أفضّل أن يكون الكلام الآن باتجاه التهدئة لمصلحة لبنان، لأنّ المبادرة الفرنسية هي آخر خرطوشة لخلاص لبنان من الغرق. فحينما تغرق السفينة سنكون جميعاً في داخلها نغرق”.
وختم معلوف قائلاً: “أتمنى أن تتقارب وجهات النظر. البطريرك يريد مصلحة لبنان، وبكركي جامعة لكلّ لبنان، وأن نشكّل الحكومة سريعاً لإنقاذ ما تبقّى من هذا الوطن”.