“حزب الله” واغتيال الحريري: إيه أني… لا ما أني

مدة القراءة 3 د


كلّ ما يُحكى عن اغتيال الجيش الأميركي لقائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني، هو كذب ومحض هراء. قيادة الجيش الأميركي بريئة من هذه الجريمة النكراء. وإنما تقع المسؤولية في ذلك على ضابط متفلّت في الجيش الأميركي، نفّذ العملية من دون علم قيادته، التي اضطرت لاحقاً أن تعترف بها من باب تحمّل المسؤولية.

إقرأ أيضاً: الرئيس عون: بعد “تفجيرين تلاتة” ونتخطّى أزمتنا الاقتصادية

في الثاني من كانون الثاني هذا العام، دخل هذا الضابط الحقير والدنيء (الرذيل على رأي الرئيس إميل لحود) مبنى البنتاغون، وتمكّن من إطلاق مُسيّرة تقبع في أحد القواعد العسكرية في دولة خليجية بواسطة الـ”ريموت كونترول”. رصد موكب قائد فيلق القدس منفرداً، ثم استهدافه ومن كان معه في محيط مطار بغداد الدولي، بـ3 صواريخ وأعاد المسيّرة أدراجها.

وفق المنطق نفسه، يحاول “حزب الله” القول إنه بريء من دم رفيق الحريري، وإنّ سليم عياش لا علاقة له بالجريمة، وهذا كله كذب وافتراء… فيما سلوك بيئته الحاضنة تشي بما هو خلاف ذلك كلياً.

يطلق أنصاره المفرقعات النارية لبراءة 3 من عناصره المتهمين، وفي الوقت نفسه يجاهرون بلافتة مهلّلة لـ”المقاوم البطل” سليم عياش، عُلّقت في مسقط رأسه، بلدة حاروف جنوب لبنان، ثم يتدخّل الحزب لإزالتها “منعاً للتهوّر” في تأكيد المؤكد.

يحاول “حزب الله” القول إنه بريء من دم رفيق الحريري، وإنّ سليم عياش لا علاقة له بالجريمة، وهذا كله كذب وافتراء… فيما سلوك بيئته الحاضنة تشي بما هو خلاف ذلك كلياً

يقال إنّ الشيءَ بالشيءِ يُذكر، ومن أجل الصدف فإنّ البلدة نفسها، حاروف، هي بلدة الممثّل القدير عباس شاهين الذي خرج إلى النجومية في الثمانينيات من خلال برامج ومسرحيات زياد الرحباني. ثم تألّق ولمع نجمه في عالم الكوميديا انطلاقاً من “تلفزيون المستقبل” الذي كان يملكه الراحل رفيق الحريري.

عباس ما غيرو في أحد الـ”سكيتشات” هو صديقٌ للمدعو “فريد الريّس” الذي ما ينفكّ يكيد لعباس حيلاً وضروبَ نصب و”تشبيح”، وفي كل مرّة يقول لعباس: “لأ ما أني”.

هكذا يفعل حزب الله، الذي يقول لنا بأنّ عناصره براء من التهمة ولم يكونوا يوماً محطَ اتهام.

– طيب مش إنتِ الجهة الوحيدة التي تملك سلاحاً غير شرعي في الداخل اللبناني وتدّعي أنّه سلاح مقاوم؟

– مبلا أني!

– مش إِنتِ يلي مشارك بكل صراعات المنطقة قتالاً وتسليحاً وتدريباً وتهجيراً؟

– مبلا أني!

– مش إنتِ يلي قلت هذه المحكمة وقراراتها وما ينتج عنها بالنسبة إلينا هو أميركي وإسرائيلي؟

– مبلا أني!

– مش أنتِ اليوم يلي عم تحتفل ببراءة 3 عناصر وبتجاهر بإدانة الرابع بـ6 تُهم في الجريمة؟

– لا ما أني!

يصرّ “حزب الله” على إنو يعملّنا فيها “أني… وما أني”.

 

*هذا المقال من نسج خيال الكاتب 

مواضيع ذات صلة

دياب – الحريري: “الطبطبة” في بيت الوسط

في التقاليد والأعراف البيروتية، تُسمّى زيارة العروس إلى بيت أهلها بعد أسبوع من الزواج: “ردّة الإجر”، وتكون غالباً في حضرة أهل البيت والأقارب والجيران، ويتخلّلها…

الرجل والمراحيض في “يوم عالمي” واحد يا كفرة؟

فاض السرور والبهجة في قلبي، حينما أخبرتني أم زهير يوم الخميس الفائت، بوجود يوم عالمي للرجل. قالت لي إنّها كانت تحتسي فنجان قهوتها الصباحي وتنفخ…

قولوا لعين الشمس ما تحماشِ… لاحسن حريري ده لي صابح ماشي

قدّر الله ولطف بنا أنا وأم زهير وحمّانا (مدري فالوغا) من انفجار الطريق الجديدة قبل أيام، إذ اقتصر الخراب في منزلنا الملاصق للمبنى المتضرّر، على…

فيروز لماكرون: سأخبرك و”مش فارقة معايا”

في زيارته الثانية إلى لبنان خلال أقلّ من شهر، أراد الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون أن يبدأ مشاوراته السياسية بزيارة سفيرتنا إلى النجوم السيدة فيروز، أم…