الغضب الكبير الذي شعر به اللبنانيون بعد انفجار المرفأ، تُرجم بمشانق رمزية علّقها المتظاهرون السبت في ساحة الشهداء، حيث لفّت الحبال لأوّل مرة حول مجسمات أعدّت لكل من رئيس الجمهورية ميشال عون وأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، ورئيس مجلس النواب نبيه برّي، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، إضافة إلى رئيس الحكومة دياب والوزير السابق جبران باسيل والرئيس سعد الحريري.
وتخلّل التظاهرات، شتائم علنية ضد عون وحزب الله، حيث حمّلهم المحتجون مسؤولية جريمة المرفأ. وكان لافتاً العنف المفرط الذي مارسته القوى الأمنية والعسكرية في قمع المتظاهرين.
إقرأ أيضاً: الغضب الشعبي انفجر: لا سلمية بعد الآن
التظاهرات التي بدأت السبت وانتهت ليلاً باقتحام عدد من الوزارات، ثمّ الانسحاب منها تحت ضغط الأجهزة الأمنية، استؤنفت الأحد تحت عنوان “المحاسبة والانتقام”، وتجدد معها العنف الذي استخدمته الأجهزة الأمنية لحماية السلطة من الغضب الشعبي.
مواجهات يوم السبت أسفرت عن إصابة أكثر من 120 شخصا، 26 شخصا تم نقلهم إلى مستشفيات المنطقة و94 مصابا تم إسعافهم في المكان، وذلك وفق الصليب الأحمر، مع العلم أنّ فوج إطفاء بيروت كان قد رفض المشاركة في قمع المتظاهرين.
أما فيما يتعلق بمواجهات الأحد فلم يتم تحديد العدد بعد، فيما أعلن الصليب الأحمر أنّ 11 طاقماً يعمل على نقل الجرحى وإسعاف المصابين في بيروت.
نفت المديرية العامة للأمن الداخلي في تغريدة على حسابها عبر “تويتر”، إطلاق عناصرها الرصاص المطاطي على المتظاهرين
وكما يبدو من وتيرة العنف، ومن عدد الجرحى، فإنّ السلطة هي التي قررت تعليق مشانق المواطنين ومنعهم من التعبير عن رفضهم لها.
إلى ذلك فجّر مفاجأة وزير الصحة السابق الدكتور محمد جواد خليفة، عبر حسابه الخاص على تطبيق “تويتر”، قائلاً: “للعلم فقط، الرصاص المطاطي يمكن أن يقتل أو يسبب بعطل دائم، واذا لزم الأمر يستعمل على الأرجل فقط”، وأضاف خليفة: “مبارح بإحدى المستشفيات 7 عيون (open surgical eyes) وطحال بالبطن مفجور”.
من جهتها نفت المديرية العامة للأمن الداخلي في تغريدة على حسابها عبر “تويتر”، إطلاق عناصرها الرصاص المطاطي على المتظاهرين في وسط بيروت. أما الجيش اللبناني فأكّد في بيان صادر عنه أنّ عناصر الجيش لم يطلقوا أي نوع من أنواع الرصاص الحي باتجاه المدنيين وسط بيروت.
فمن هي الجهة التي أطلقت الرصاص إذاً وفقأت عيون المتظاهرين وفجّرت بطونهم؟!