بدأ حزب الله الاستعداد لخوض الانتخابات النيابية المقبلة، سواء أُجرِيت في 27 آذار أو أُجِّلت إلى منتصف شهر أيار. ولا يترك الحزب الأمور للاحتمالات أو الصدف، فهو ينظّم صفوفه الداخلية كي يكون مستعدّاً لكلّ الخيارات والاحتمالات، منطلقاً من قوّة شعبيّة متماسكة بلغت في الانتخابات النيابية السابقة حوالي 400 ألف صوت تفضيليّ، وهو قادر على تجييرها لمرشّحيه وحلفائه.
فما أبرز الاستعدادات التي بدأها الحزب حاليّاً؟ وكيف سيدير الحزب الانتخابات المقبلة؟ وكيف ستكون تحالفاته وعلاقاته السياسية والانتخابية؟
تؤكّد مصادر مطّلعة على أجواء حزب الله أنّه أطلق في الأسابيع الماضية كلّ ماكيناته الانتخابية في كلّ المناطق اللبنانية لكي تقوم بإحصاء عدد الناخبين في كلّ منطقة، والبدء بالتواصل مع أبرز الفعّاليات السياسية والاجتماعية لشرح وجهة نظر الحزب في مختلف التطوّرات، والاستماع إلى كلّ وجهات النظر. وعزّز قياديّو الحزب ونوّابه ومسؤولوه حضورهم في مختلف المناطق. ويتمّ حالياً إطلاق العديد من المشاريع التنموية في الجنوب والبقاع. وحرص الحزب على إحياء ذكرى يوم الشهيد في مناطق عديدة لم يكن عادة يقيم فيها هذه الاحتفالات، مثل جبل لبنان وكسروان.
توضح المصادر أنّ الحليف الأساسي للحزب هو حركة أمل والرئيس نبيه بري، وأنّ هذا التحالف مستمرّ وقويّ ولن تؤثّر فيه أيّ اختلافات أو تباينات سياسية أو داخلية
وتضيف المصادر أنّ الحزب يعدّ حالياً دراسات وإحصاءات انتخابية من أجل فهم اتجاهات الناخبين وخياراتهم المستقبلية ووجهات نظرهم السياسية. واهتمّ الحزب بتشجيع المغتربين على تسجيل أسمائهم، وخصوصاً في البلاد التي لا تمنع مشاركة هؤلاء في الانتخابات ودعم لوائح الحزب. وفي المقابل يضع الحزب دراسة عن المجموعات والجبهات المعارضة التي يمكن أن تخوض الانتخابات ضدّ لوائحه. وحتّى الآن لا تنتاب الحزب حالة خوف أو قلق من الدور الذي ستؤدّيه هذه المجموعات في الانتخابات المقبلة، بسبب تشتّتها وعدم فعّاليّتها الشعبية.
لكن ماذا عن التحالفات والحلفاء المتوقّعين للحزب في الانتخابات المقبلة؟
توضح المصادر أنّ الحليف الأساسي للحزب هو حركة أمل والرئيس نبيه بري، وأنّ هذا التحالف مستمرّ وقويّ ولن تؤثّر فيه أيّ اختلافات أو تباينات سياسية أو داخلية، وأنّه انطلاقاً من هذا التحالف يتمّ تركيب اللوائح مع بقيّة الحلفاء والأصدقاء. ويأتي التحالف مع التيار الوطني الحر في المرتبة الثانية، وسيعمل الحزب على تعزيز هذا التحالف والاستفادة من الأخطاء والإشكالات التي وقعت في الانتخابات السابقة عام 2018، وأدّت إلى خسارة بعض المقاعد. ومن هنا أهميّة تجاوز أيّة إشكالات أو تباينات، والعمل على تخفيف التوتّرات بين حلفاء الحزب، ولا سيّما حركة أمل والتيار الوطني الحر.
وتشير المصادر إلى أنّ الحزب سيدعم كلّ الشخصيات الوطنية والسياسية التي تلتقي معه في مختلف المناطق اللبنانية، خصوصاً في ظلّ تراجع دور تيار المستقبل وتركه فراغاً في بعض المناطق، ولا سيّما في بيروت والبقاع، وهذا يتطلّب من حلفاء الحزب وأصدقائه المزيد من التحرّك والنشاط.
إقرأ أيضاً: ربع مليون ناخب مغترب: هل تطير الانتخابات؟
وبانتظار وضوح الرؤية في ما يتّصل بتحديد مواعيد الانتخابات، فإنّ حزب الله تحوّل إلى ورشة داخلية لمتابعة كلّ التطوّرات السياسية والتنظيمية والانتخابية، والهموم السياسية والأمنيّة، والخلافات مع دول الخليج، وتعطُّل عمل الحكومة، وما يجري في المنطقة من تطوّرات، لكنّ كلّ ذلك لا يشغل الحزب عن الاهتمام بالمعركة الانتخابية المقبلة، فهو يتعاطى معها باعتبارها محطة سياسية وشعبية مهمّة من أجل تأكيد استمرار حضوره السياسي والشعبي.
وإنّ غداً لناظره قريب، كما يقول المسؤولون في الحزب.