في اليوم العالمي لحقوق الإنسان، ترتفع علامة استفهام حول حقوق المرأة، ليس في لبنان وحده (كما أشارت إلى ذلك مبادرة السفراء الـ25 في لبنان)، لكن في العديد من الدول الأخرى، عربية وأجنبية.
فعندما قامت الثورة الفرنسية، رفعت لأوّل مرّة شعار الهويّة الوطنية، وأعلنت مبدأ المساواة بين المواطنين أمام القانون. في ذلك الوقت كان الإعلان يتحدّث عن المواطن الرجل. ولم ترِد أيّ إشارة إلى المرأة من قريب أو بعيد. فقد أكّد الإعلان “حقوق الرجل في الحريّة وفي المساواة في الحقوق”. الرجل المواطن. ولم يرِد ذكرٌ للمرأة المواطنة.
في اليوم العالمي لحقوق الإنسان، ترتفع علامة استفهام حول حقوق المرأة، ليس في لبنان وحده (كما أشارت إلى ذلك مبادرة السفراء الـ25 في لبنان)، لكن في العديد من الدول الأخرى، عربية وأجنبية
في الواقع لم يُسمَح للمرأة الفرنسية بدخول الجامعات للدراسة إلا في عام 1880. ولم يُسمح لها بحقّ التصويت في الانتخابات البرلمانية إلا في عام 1944، وتبعتها سويسرا. وحتى اليوم يبلغ تقدير أجر المرأة العاملة نحو 20 في المئة أقلّ من أجر الرجل. وحتى اليوم أيضاً لا تزيد نسبة عضوات مجلس النواب الفرنسي على عشرين في المئة.
تواجه فرنسا، والعديد من الدول الأوروبية الأخرى، قضية التوفيق بين النسويّة والأنوثة، بمعنى هل يصحّ أو يحقّ للمرأة العاملة في الشأن العام أن تمارس أو أن تتباهى أو أن تظهر أنوثتها كأيّ امرأة أخرى، سواء من حيث التبرّج أو اختيار الملابس؟!
تقول الدراسات الإحصائية الفرنسية إنّ أكثر من 75 ألف امرأة يتعرّضن للاغتصاب سنويّاً. والرقم في الولايات المتحدة أكثر من ذلك. وحتى جرائم القتل التي تتعرّض لها المرأة غالباً ما تتمّ على يد أقرب المقرّبين إليها كزوجها أو عشيقها. ولذلك وصفت مجلّة “تايم” الأميركية “البيت بأنّه أخطر مكان للمرأة الأميركية”.
وفي الدولة الأوروبية إيسلندة تبلغ نسبة المواليد من خارج الزواج حوالي 70 في المئة، ذلك أنّ معظم العائلات تتعايش ولا تتزاوج، الأمر الذي يعطي بُعداً خاصّاً للعلاقات العائلية غالباً ما تكون المرأة هي الضحية فيها، وتكون حقوقها أيضاً معرّضة للتجاوز.
يعتقد علماء الاجتماع أنّ سبب التأخير يعود إلى إشكالية العلاقة الخاصّة جدّاً بين المرأة السيّدة، وبين المرأة الأنثى. ويذكر التاريخ قصة كليوباترا في مصر والإمبراطور الروماني أنطونيو
في عام 1991، تقدّمت سيّدة أميركية تدعى “أنيتا هيل” بدعوى أمام القضاء تتّهم مديرها في العمل بالاعتداء الجنسي عليها. وأثناء محاكمته نفى التهمة جملةً وتفصيلاً. فبرّأته المحكمة التي كانت تتألّف من عدّة قضاة كلّهم رجال. ومنذ ذلك الوقت أصبحت المحاكم تتألّف من رجال ونساء في الولايات المتحدة، وخاصة تلك التي تنظر في قضايا شخصية أو عائلية أو اجتماعية.
أدّى اعتماد مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة في الولايات المتحدة إلى فتح أبواب الجنديّة أمام المرأة. فارتفعت الشكوى جرّاء الاغتصاب. وهي شكوى تردّدت مثيلاتها في العديد من الدول الأخرى.
لم تصل سيدة إلى البيت الأبيض حتى الآن. حاولت هيلاري كلينتون وفشلت. ولم تصل سيدة إلى الكرملين، ولم تحاول. وقبل وصول مارغريت تاتشر وبعدها أنجيلا ميركل إلى الرئاسة في بريطانيا وألمانيا، كانت قد وصلت سيدة إلى الرئاسة في كلّ من أندونيسيا وسريلانكا والهند وباكستان. وهي دول تُصنّف متخلّفةً عن الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا. ووصلت إلى الرئاسة أيضاً سيدة في البرازيل، ولم تصل سيدة إلى الرئاسة في إيطاليا أو إسبانيا أو اليونان. وعلى الرغم من أنّ العديد من الدول يتمثّل في الأمم المتحدة بسيّدات، فلم تعرف المنظمة الدولية سيّدة أمينةً عامّةً لها منذ إنشائها حتى اليوم.
يعتقد علماء الاجتماع أنّ سبب التأخير يعود إلى إشكالية العلاقة الخاصّة جدّاً بين المرأة السيّدة، وبين المرأة الأنثى. ويذكر التاريخ قصة كليوباترا في مصر والإمبراطور الروماني أنطونيو. فاللقاء السياسي تحوّل إلى لقاء غرامي دوّنته ملاحم شعرية عديدة عربية وغير عربية. فحيث عجزت المرأة، نجحت الأنوثة.
إقرأ أيضاً: مَن يهجّر المسيحيّين؟
كان الرئيس الأميركي رونالد ريغان معجباً بمارغريت تاتشر الامرأة الحديدية، وليس الأنثى الحريرية. وكان الرئيس دونالد ترامب يكره المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لحضورها الخشن والقويّ، وهو المعروف بأنّه كان قبل الرئاسة ينظّم مسابقات ملكة جمال العالم.
وهكذا يُخشى أن تبقى قضية حقوق المرأة في منظومة حقوق الإنسان وجهة نظر!!