** الكرة الآن في ملعب حزب الله. هو متهم بتغطية الهدر والفساد، ومتهم بأنّ هذه الحكومة هي حكومته. فإما أن يفعل شيئاً لمعالجة ذلك، وإلا فإنّ الأمور إلى تفاقم. السيد حسن نصر الله هو الرئيس الفعلي للبنان، وهو ما أشرتُ إليه في مقالة سابقة لي. ما يحصل ليس لمصلحة الحزب. (اساس ميديا 17 تموز 2020)
** قال السيد نصرالله ما يريد قوله، فإستعاد الأميركيون حضورهم، وهم الذين لم يغيبوا لحظة عن المشهد اللبناني. شهدنا حيوية في حركة السفراء الخليجيين وكذلك سفير تركيا في بيروت. هذا التحرك الغربي والعربي والتركي هو نتيجة للوضع المزري الذي وصل اليه لبنان. ان ذلك علامة ضعف لأولياء السلطة الحاكمة وليس تعبيراً عن خوف منهم ومن استمرارهم. (180 بوست 15 تموز 2020)
خفف بوحبيب من أهمية الدعم المالي الخليجي، معتبرا أن المساعدات المهمة كانت تأتي من الاتحاد الأوروبي، “أما مساعدات السعودية فهي ليست للدولة، بل أعطيت في الانتخابات وأعطيت مساعدات لهيئة الإغاثة بعد 2006 التي لا نعرف أين صرفت
** الرئيس القوي يضمن سلامة لبنان بتحييده عن الخلافات العربية...
** إذا كنا لا نستطيع أن نختلف ما بدي هيك أخوة، اليوم إذا أقالوا قرداحي ماذا سنحصد من المملكة؟ لا شيء.. سيطلبون أموراً أكثر.
وخفف بوحبيب من أهمية الدعم المالي الخليجي، معتبرا أن المساعدات المهمة كانت تأتي من الاتحاد الأوروبي، “أما مساعدات السعودية فهي ليست للدولة، بل أعطيت في الانتخابات وأعطيت مساعدات لهيئة الإغاثة بعد 2006 التي لا نعرف أين صرفت، لكن الدولة لم تأخذ منها شيئاً.
هذه ليست مقاطع من مناظرة سياسية ومواجهة بين شخصين مختلفين. هي تصريحات صادرة عن شخص واحد دون أي لُبس أو تحريف أو اجتزاء. إنها تصريحات صادرة عن وزير خارجية لبنان عبد الله بو حبيب قبل الوزارة وبعدها، تجعلك تظن للوهلة الاولى وكأن عبد الله يردّ على بو حبيب وبو حبيب يُساجل عبد الله.
تقف محتاراً أمام حالة نادرة قد لا تراها إلا كل 100 عام تتساءل من نصدق عبد الله أو بو حبيب؟ من هو النسخة الاصلية تسترجع تاريخ الرجل تتذكر حواراتك السابقة معه. كله حكمة ودبلوماسية ويجيد فنون الكلام. هو من طينة رجال الدبلوماسية الكبار الذين تركوا في مواقعهم بصمات وسلوكاً لا يختلف عليه اثنان فتتساءل متعجباً: هل هي لوثة الحكم أم لعنة العمر؟
الكرة الآن في ملعب حزب الله. هو متهم بتغطية الهدر والفساد، ومتهم بأنّ هذه الحكومة هي حكومته. فإما أن يفعل شيئاً لمعالجة ذلك، وإلا فإنّ الأمور إلى تفاقم
لم يساورنا العجب عندما انزلق وزير الاعلام في “قردحته” فمواقفه نعرفها مسبقاً ومن فرض اسمه على الحكومة معلوم الهوية والعنوان.الرجل إن كان مقدماً ناجحاً لبرامج التسلية التلفزيونية فليس بالضرورة ان يكون كذلك بدهاليز السياسة في لبنان. أما أن يصدر ما صدر عن وزير كنا نصنفه بين القلة الخيّرة التي نراهن عليها في الحكومة الميقاتية فتلك هي الصدمة بكل معانيها ومقاصدها.
أحد المعلقين على كلام بو حببيب في مقال له قبل الوزارة تحت عنوان: “حزب الله إلى أين؟” ويدعى عيسى الجنوبي خاطبه قائلاً: “يا سعادة السفير لم تكن هذه أراؤك عندما كنت تحل ضيفاً على قناة المنار كان رأيك مختلفا كلياً وكنت تشيد بالمقاومة فماذا جرى؟!”. فيما خاطبه آخر يطلق على نفسه الحاج أبو حسن قائلاً: “اعرفك متكلماً لبق وليس انفعالي فعد استاذ بو حبيب كما عهدناك”.
هو الانفصام السياسي، الذي يُشكل وباءً لعهد منذ بدايته تحدّث عن اصلاح وتغيير فإذا به يمارس افساداً وتعطيلاً، وباءً حكومياً لا يقتصر على الوزير بو حبيب بل يشمل حكومة اعتقدنا أن أحدهم وهو زميل لبو حبيب اختصاصي يستحق أن يكون وزيراً فإذا به يحدثنا عن الضفادع والحفاضات وكيف يجب أن نعلقها على حبال الغسيل. ثم أطل علينا وزير الاعلام يتحدث عن القضايا الكبرى وكل ما في سيرته الذاتية صغير بصغير. ثم كانت الطامة الكبرى مع الوزير بو حبيب.
إقرأ أيضاً: السنة الأخيرة للعهد… سنة الحصاد للحزب
صدق الراحل الكبير كمال جنبلاط عندما حدّد سنّ التقاعد السياسي متى يجب أن ينكفئ عن الاعلام ليس كيداً ولا هو بكلام انتخابي بل لأن كلام جنبلاط كان حريصاً على أن يبقى الكبير كبيراً ولا يناله من اللوم حتى الشيء القليل عبر أي لسان.