فاجأ الحزب الكثيرين من خلال تسميته الرئيس نجيب ميقاتي رئيساً للحكومة الجديدة، مخالفاً رغبة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، ومنسجماً مع مطلب الرئيس نبيه برّي، ونادي رؤساء الحكومات السابقين، ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري.
لكن لماذا اتّخذ حزب الله قرار تسمية ميقاتي؟ وما هي الأهداف التي يريد أن يحقّقها في المرحلة المقبلة؟ وما هي خطة العمل التي سيعتمدها، سواء تشكّلت الحكومة أم لم تتشكّل؟
مصادر مطّلعة على أجواء الحزب لـ”أساس”: اختيار الحزب لميقاتي كان رسالةً للداخل والخارج بأنّ الحزب مع تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن، وكان يرغب بتشكيل حكومة برئاسة سعد الحريري وقدّم كل التسهيلات لذلك
نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، في حوار تلفزيوني أخيراً، استعرض بعض الأسباب التي دفعت الحزب إلى اتخاذ هذا القرار، وهي التالية:
أوّلاً: كان الحزب مع تكليف الرئيس سعد الحريري لتشكيل حكومة، وسيكون مع كل شخصية يقترحها.
ثانياً: الحزب مع كل ما يساعد على تشكيل حكومة بسرعة، وقد تلقّى الرئيس نجيب ميقاتي ضمانات فرنسية ودولية بدعمه.
ثالثاً: كان الخيار الوحيد المطروح لرئاسة الحكومة هو الرئيس ميقاتي، والحزب دعم هذا الخيار.
رابعاً: يدعم اختيار ميقاتي المؤيَّد من طائفته أجواء الوحدة الإسلامية، ويقطع الطريق أمام الفتنة السنّيّة – الشيعية.
خامساً: يمتلك ميقاتي علاقات عربية ودولية قد تساعد في معالجة المشاكل التي يواجهها لبنان اليوم.
مصادر مطّلعة على أجواء الحزب لـ”أساس”: الحزب يستعجل تشكيل حكومة بسبب تزايد المشاكل المالية والاقتصادية والاجتماعية، ويرى أنّ هذه المشاكل لا مجال لمعالجتها بشكل جذري إلا من خلال تشكيل حكومة
إضافة إلى ما كشف عنه الشيخ نعيم قاسم، قالت مصادر مطّلعة على أجواء الحزب لـ”أساس” إنّ “اختيار الحزب لميقاتي كان رسالةً للداخل والخارج بأنّ الحزب مع تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن، وكان يرغب بتشكيل حكومة برئاسة سعد الحريري منذ تسعة أشهر، وقدّم كل التسهيلات لذلك. وليس صحيحاً أنّ الحزب ينتظر الاتفاق الأميركي – الإيراني في الملف النووي أو نتائج المفاوضات الإيرانية – السعودية، بل يرى أنّ تشكيل حكومة هو الطريق الوحيد والأسرع لمعالجة المشاكل الداخلية”.
وأضافت هذه المصادر أنّ “الحزب يستعجل تشكيل حكومة بسبب تزايد المشاكل المالية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، ويرى أنّ هذه المشاكل، وخصوصاً انقطاع البنزين والمازوت والأدوية والكهرباء، لا مجال لمعالجتها بشكل جذري إلا من خلال تشكيل حكومة، وعودة كل المؤسسات للعمل. فعلى الرغم من كل الجهود التي يبذلها الحزب لمعالجة مشاكل بيئته وتقديم كل ما أمكن من مساعدات فإنّ الضغوط تتزايد والمشاكل تتفاقم”.
إقرأ أيضاً: لبنان يدفع ثمن قيام “عهد حزب الله”
وأوضحت هذه المصادر أنّه “في الوقت الذي يراهن الحزب ويتمنّى تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن، فإنّه وضع خطة أخرى لمواجهة الأوضاع إذا فشلت الجهود لتشكيل حكومة وزادت المشاكل. وهو مستمرّ بالخطوات العملية لاستيراد البنزين، وأجرى تجارب عملية لإيصاله إلى كل المناطق. ويستمرّ بتوفير الأدوية والحاجات الأساسية للناس، ومساعدة العائلات الفقيرة والمحتاجة. وسيعمل من أجل تأمين الحماية المطلوبة لكل البواخر والشاحنات التي تنقل هذه الحاجات، ومستعدّ لكل الخيارات، وإن كان خيار تشكيل حكومة ومعالجة كل العقبات التي تقف في طريقها هو الأسرع، لكن الحزب يعمل وفقاً للقاعدة التي أرساها الإمام علي: “إعمل لدنياك كأنّك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنّك تموت غداً”، أي الاستعداد لكل الاحتمالات، لأنّ الشهور المقبلة ستكون صعبة ويجب الاستعداد لكل شيء”.