نشرت مجلة “ناشيونال إنترست” الأميركية مقالاً أعدّه روسيل بيرمان، الذي يرئس فريق العمل المتخصّص بشؤون الشرق الأوسط في مؤسسة هوفر، ورأى فيه أنّ لبنان متروك لمصيره، واقترح بعض الخطوات التي يُمكن أن تتّبعها الولايات المتحدة الأميركية من أجل إنقاذ لبنان.
وأشار الكاتب إلى أنّه “باتَ من الواضح أنّ واشنطن ليست بوارد القيام بأيّ مبادرات سياسية خارجية مكلفة، ولا سيّما في منطقة الشرق الأوسط، غير أنّها تستطيع دفع لبنان نحو الاستقرار من خلال خطوات مهمّة وغير مكلفة لها”.
ونبّه الكاتب في مقاله إلى أنّ “الوضع في لبنان يسير نحو الأسوأ”، مذكّراً بأنّ “الليرة اللبنانية فقدت 90% من قيمتها، بالتوازي مع وجود إجراءات وقيود صارمة تفرضها المصارف على عمليات السحب، وأصبح الكثير من اللبنانيين يعتمدون على التحويلات بالعملة الصعبة من أقربائهم في الخارج، بالإضافة إلى عدم توفّر السلع الأساسية، مثل المحروقات، وانقطاع التيار الكهربائي”. وأشار الكاتب إلى أنّ “الأزمة تتفاقم وتُثقل كاهل اللبنانيين في ظلّ الصيف الحارّ، لكنّ التدهور قد يزيد وتتحوّل الأزمة إلى كارثة مع قدوم البرد القارس في الشتاء”.
وفي سياق الحديث عن تقديمات المجتمع الدولي، شدّد روسيل على “أهميّة استمرار المؤسسات والجامعات والمستشفيات في لبنان، من أجل مستقبله”، ورأى أنّه “لذلك يتعيّن على المجتمع الدولي تقديم مساعدات من خلال مؤسسات دولية موثوقة. لكنّ هذه المساعدات تبقى غير كافية، فما يحتاج إليه لبنان هو تنفيذ إصلاحات هيكلية وسياسية مهمّة لا يمكن أن تتحقّق إلا إذا ضغط المجتمع الدولي والولايات المتحدة لتحقيق هذا الهدف”.
وبحسب الكاتب، فإنّ الإدارة الأميركية الجديدة راهنت على المحادثات مع إيران ولم تُعِر أهمّية للقضايا الإقليمية المهمّة، منبّهاً من أنّ “زيادة الاضطرابات في لبنان ترفع من احتمال بروز الإرهاب وارتفاع عدد اللاجئين، اللذين يؤثّران بدورهما على استقرار حلفاء واشنطن في المنطقة، ويزيدان من النفوذ الإيراني والروسي مقابل تراجع القوة الأميركية”. “إذاً لبنان يعتبر حالة الاختبار الفاصلة بالنسبة إلى سياسة الولايات المتحدة الخارجية”، وفقاً للكاتب.
وفنّد روسيل الخطوات التي قد تتّبعها واشنطن بهدف مساعدة لبنان، “وتتمثّل الأولى بالتراجع عن تقليص دورها الاستشاري للمؤسسة العسكرية. فالتدريبات الأميركية للجيش ساهمت في تحقيق نجاح ملحوظ في الحرب على الإرهاب، ناهيك عن أنّ المؤسسة العسكرية تحظى باحترام وثقة اللبنانيين”.
إقرأ أيضاً: “الغارديان”: كلاب بمهمة خاصة بالعراق
أمّا الخطوة الثانية التي يمكن أن تتّبعها الولايات المتحدة للدفع بلبنان نحو باب الخروج من نفق الأزمة الراهنة، “فتكمن في ممارسة ضغوط على القيادة اللبنانية من خلال العقوبات بموجب قانون ماغنيتسكي الذي يعاقب على ممارسات الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان. وبذلك تؤثّر على السياسة اللبنانية، وتدفع بعض السياسيين نحو تطبيق إصلاحات”.
ورأى الكاتب أنّ “القوة المطلقة لـ”حزب الله” في السياسة اللبنانية هي التي تُبقي الطبقة الفاسدة في السلطة. إذ يشارك في الفساد، ويستفيد من عمليات التهريب، ويعمل وكيلاً للنظام الإيراني. ومن أجل حلّ الأزمة اللبنانية الإنسانية المتفاقمة، لا بدّ من معالجة موضوع “حزب الله”، وتنفيذ بنود اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية، والذي ينصّ على نزع سلاح جميع الميليشيات، الذي يجب أن ينطبق على الحزب أيضاً”.
لقراءة النص الأصلي: اضغط هنا