نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية مقالًا أعدّه مراسلها ديفيد بارنيت وكشف فيه عن مهمة يقوم بها عدد من الكلاب مع مدربيهم في العراق، من أجل التخلّص من الألغام التي كان قد زرعها تنظيم “داعش”.
وأوضح الكاتب أنّ هذه المهمة ستستغرق سنوات طويلة، لكنّ الكلاب تقوم بعمل جيّد من خلال الكشف عن أماكن الألغام غير المنفجرة.
وعن مشاهداته، تحدّث الكاتب عن مدرّب في منطقة سنجار في شمال العراق، يُدعى نايف خلف قاسم الذي يترك كلبه “برانكو” البلجيكي، البالغ من العمر ثماني سنوات، يتنقل في مساحة الأرض وبعدما يكتشف وجود لغم تحت الأرض، يتوقف الكلب ويهز ذيله، ليعرف المدرّب أنّه اكتشف متفجرات أو لغمًا.
وأوضح الكاتب أنّ المدربين يستعينون بالكلاب البلجيكية والألمانية، بسبب مهارتها في تمييز الروائح، فعلى سبيل المثال، تمّ تدريب برانكو على شم المسافة أمامه، وحين يشمّ رائحة يتوقّف قبل الوصول للغم، وبالتالي لا يدوس عليه.
وأشار الكاتب إلى أنّ برانكو ضبط شيئًا تحت الأرض، وعندما حضر الفريق المتخصص بإزالة الألغام ليتحقق من المكان الذي توقف فيه الكلب، عثرَ على عبوة ناسفة تُعرف باسم VS500، وهي مغلّفة ببلاستيك ويبلغ عرضها 30 سنتم وتحتوي على 15 كلغ من المتفجرات، كافية لتدمير مركبة مصفحة. وبحسب الكاتب فهذه الألغام هي جزء من الأسلحة التي أنتجها “داعش” إبّان سيطرته على هذه المنطقة في العراق، وتحديدًا حين استولى على مصانع البلاستيك في الموصل.
إقرأ أيضاً: “ناشيونال إنترست”: انهيار لبنان يشجع الإرهاب
في هذا السياق، لفت الكاتب إلى أنّ الكلاب المتدربة للكشف عن الألغام ليست جديدة، كما أنّ المجموعة الاستشارية للألغام (MAG) ومقرها في المملكة المتحدة، تعمل في شمال العراق منذ ثلاثة عقود. وأضاف أنّه في الفترة الممتدة من حزيران 2020 إلى الشهر نفسه من العام 2021، عثرت الكلاب على 3540 لغم أرضي ومتفجرات من مخلفات الحرب. لكن الآن، بدأت المجموعة في تنفيذ برنامج متخصص للكشف بشكل أفضل عن المتفجرات التي زرعها “داعش”.
وتبدأ الكلاب التي تدربت في البوسنة والهرسك، والتي تشمّ رائحة المتفجرات مثل تي أن تي، والبطاريات والمعادن وغيرها، عملية البحث عن ألغام “داعش” عند الساعة الخامسة صباحًا لكي تنتهي قبل أن تكون الشمس مرتفعة، لا سيما وأنّ الحرارة ترتفع كثيرًا، وقد بلغت 49 درجة الأسبوع الماضي.
لقراءة النص الأصلي: اضغط هنا