ترئيس ميقاتي: هذه نقاط ضعفه… وقوّته

مدة القراءة 4 د

حَسَمها وئام وهاب: نجيب ميقاتي سيكون رئيساً للحكومة قبل الرابع من آب المقبل… قبل أن يعود ويحذف تغريدته. لدى مُواكِبي أجواء تأليف الحكومة، ثمّة إشارات إيجابية تصبّ في مصلحة رئيس الحكومة الأسبق الطرابلسي، لكنّ الطبخة بنظرهم لم تستوِ بعد. فهي تحتاج إلى الكثير من الجهود لإقناع رئيس الجمهورية ميشال عون بالسير بميقاتي رئيساً للحكومة، لكون الأول غير متحمِّس للثاني، لا بل يعتقده مصدراً للمزايدة السنّية، وغير مقبول شعبياً بسبب شبهة الفساد التي ارتبطت بملف القروض المصرفية المدعومة.

فما حقيقة ما يتمّ التداول به من أسهم مرتفعة قد تعيد ميقاتي إلى السراي الحكومي؟

يؤكّد أحد الأصدقاء المشترَكين بين رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، وميقاتي، أنّ “الأول أنجز منذ أسابيع تفاهماً شاملاً مع الثاني، وسبق له أن حاول إقناع “حزب الله” بسيناريو ترئيس ميقاتي للحكومة، لكنّه لم يصل إلى نتيجة”. ويشير إلى أنّ “الاتفاق بين رئيسيْ الحكومة السابقين يشمل تحالفات الانتخابات النيابية وتفاصيل حكومية. ولذا الكلام عن فيتو، قد يرفعه الحريري بوجه ميقاتي، غير دقيق، مع أنّ الأول ختم مشوار تكليفه بالتأكيد أنّه لن يسمّي أيّ شخصية سنّية تخلفه في رئاسة الحكومة، لكنّ الاتفاق بين الحريري وميقاتي قد يقضي بأن لا يتّخذ الأول أيّ موقف اعتراضي على تسمية الثاني”.

يؤكّد المواكبون لمسار التأليف أنّ الفرنسيين هم أكثر الداعمين لقيام حكومة تُجري الانتخابات النيابية في موعدها، وتخفّف من سرعة الانهيار الذي قد يتحوّل إلى فوضى لا ترغب باريس بوقوع محظورها

في السياق عينه، يؤكّد المواكبون لمسار التأليف أنّ “الفرنسيين هم أكثر الداعمين لقيام حكومة تُجري الانتخابات النيابية في موعدها، وتخفّف من سرعة الانهيار الذي قد يتحوّل إلى فوضى لا ترغب باريس بوقوع محظورها”، مشيرين إلى أنّ “ميقاتي قد يكون نقطة التقاطع في هذه اللحظة بالذات، خصوصاً أنّ الأميركيين متحمّسين لوقف التدهور الدراماتيكي، ولا سيّما على المستوى الاقتصادي، لتكون حكومة منع الانفجار لا أكثر، لأنّ إعادة لملمة الوضع قد تكون مستحيلة. ولهذا بدا القطب الطرابلسي نقطة التقاء في هذه اللحظات المصيرية الصعبة من تاريخ البلد”.

ومع ذلك، يؤكّد هؤلاء أنّ “عودة ميقاتي إلى السراي دونها عقبات، أبرزها: تبنّي قوى الثامن من آذار لترشيحه، ولا سيّما أنّ رئيس الجمهورية ميشال عون غير متحمِّس له، فيما حزب الله يتحفّظ على تجربته… إضافةً إلى سياسة إدارة الظهر التي تمارسها المملكة السعودية”.

ومع ذلك، يتردّد أنّ حزب الله هو مَن يتولّى التفاوض مع رئيس الجمهورية لإنجاز اتفاق حكومي يعيد ميقاتي إلى السراي من باب تخفيف سرعة التدهور الذي قد يطيح بكل شيء، بعدما صارت الفوضى الاجتماعية على الباب. فيما يقول المواكبون إنّ “ميقاتي يكتفي بعدم دخول السعودية في التسمية حتى لو تحفّظت على تقديم الدعم، خصوصاً إذا تأكّد وجود غطاء أميركي لجلوسه إلى طاولة الحكومة”.

ولكن ما هو ثمن الغطاء الأميركي؟

يجيب المطّلعون أنّ “الغطاء قد يتمثّل في الشروط التي يضعها ميقاتي لرئاسته، وأهمّها وإطلاق المفاوضات مع صندوق النقد. والنقطة الأولى قد تكون العقبة الأبرز على طريق قيام الحكومة، على اعتبار أنّ ما بلغه الوضع من تدهور أفرز نتائج ووقائع تتجاوز ما يريده صندوق النقد من شروط، ولعل أهمّها رفع الدعم”.

إقرأ أيضاً: الحريري لن يُسهِّل التكليف والفرنسيّون “يشتغلون” على البديل

في المقابل، يجزم أحد نواب تكتّل نواب لبنان القوي، المقرّب من النائب جبران باسيل، أنّ “التيار الوطني الحر ليس في أجواء قدرة ميقاتي على اختراق الجمود”، ويعتبر أنّ “اسم الرجل ليس موضع قبول من جانب الجمهور العوني لكونه جزءاً من المنظومة التي أوصلت البلاد إلى وضعها المأساوي”، سائلاً: “هل يوقّع رئيس الجمهورية، في آخر أيام عهده، على مرسوم قيام حكومة انتقالية تكتفي بإجراء الانتخابات في موعدها، من دون أن تتمكّن من وضع خطة إصلاحية إنقاذية تعطي العماد عون بعضاً من حقّه في مشروعه الإصلاحي؟ حتى الآن، لا يبدو هذا المناخ متوافراً. إضافة إلى ذلك، كيف تحلّ مسألة الوزراء المسيحيين؟ هل يُقدِم ميقاتي على ما رفض الحريري الإقدام عليه في ظل إصرار رئاسة الجمهورية على عدم تقديم أيّ تنازل جوهري قد يمسّ حقوق المسيحيين؟ هل يقبل ميقاتي برئاسة حكومة لا يعطي فيها التيار الوطني الحر الثقة؟”.

مواضيع ذات صلة

التّوافق “شغّال”… وبرّي: لا تحلُموا!

بعد اكتمال كلّ التواقيع الرئاسيّة والوزاريّة، تُرسِل اليوم رئاسة الجمهوريّة مشروع القانون المعجّل للتعديلات على قانون الانتخاب إلى مجلس النوّاب. لكن ليس لهذه الخطوة الدستوريّة…

“القوّات” تشنّ حرباً على العهد: كونوا كأفيخاي!

قانونيّاً، ودستوريّاً، لم يعُد للحكومة أيّ دور في شأن تحديد مسار قانون الانتخاب. لكنّ حزب القوّات اللبنانيّة، كالعادة، يواظب على سياستها بما يكفي لإبقاء التوتّر…

لبنان يطمر رأسه في الرمال

في الوقت نفسه، حصلت زيارتان دوليتان: الأولى للرئيس السوري أحمد الشّرع الذي اتّخذ مساراً لبلاده أوصله إلى لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والثانية للرئيس اللبناني…

هل يَطرح “الثّنائيّ الشّيعيّ” الثّقة بحكومة نوّاف سلام؟

مُجدّداً، رُميت الكرة في ملعب الرئيس نبيه برّي في ما يخصّ التعديلات على قانون الانتخاب. تسوية أو مواجهة قاسية تهدّد بتطيير الانتخابات؟ وفق معلومات تسرّبت…