برزت أخيراً مجموعة لبنانية جديدة تتولّى رعاية التغيير في الواقع السياسي اللبناني بهدوء وبعيداً من الاستعراضات السياسية والشعبية. وهذه المجموعة تدعى “نحو الوطن”، وهي حسب التعريف الرسميّ لها: “منصّة للتغيير السياسي والتجدّد الاجتماعي والاقتصادي، وهدفها تمكين وصول قادة سياسيين مستقلّين لإدارة البلاد”، تضمّ عدداً من الشخصيات اللبنانية من رجال أعمال ومغتربين ومحامين وشخصيات ناشطة في العمل السياسي والاجتماعي والقانوني.
من هؤلاء المحامية الدولية الأستاذة رندلى بيضون، الأستاذ علي عبد اللطيف، الأستاذ سعيد صناديقي، الأستاذ فراس أبي ناصيف، وشخصيات أخرى متنوّعة.
وقد شارك عدد منهم في الحراك الشعبي في 17 تشرين من عام 2019، وتعاونوا مع مجموعة “كلّنا إرادة”، ومجموعة “لايف” الناشطة في بلاد الاغتراب، لكنّهم قبل حوالي السنة قرّروا إنشاء إطار خاص بهم سمّوه “نحو الوطن”، ومهمّته إقامة تحالف انتخابي متماسك في كل المناطق اللبنانية من أجل خوض الانتخابات النيابية القادمة، والعمل على فرز طبقة سياسية جديدة قادرة على قيادة التغيير المطلوب داخلياً وخارجياً.
تشير مصادر مطّلعة على أجواء المجموعة إلى أنّه “تمّ تشكيل فريق عمل من حوالي ثلاثين عضواً يتولّى الإعداد لمعركة الانتخابات القادمة. وتدير الأمينة العامّة السابقة في القوات اللبنانية شانتال سركيس الفريق الانتخابي حالياً
ومن خلال صفحة الفيسبوك الخاصة بالمجموعة، والموقع الخاص بها، يمكن تلخيص أهمّ الأهداف التي تسعى إليها، وهي التالية:
أوّلاً: العمل على إعداد وإدارة المعركة الانتخابية للقوى التغييرية.
ثانياً: عدم التحوّل إلى حزب سياسي أو مجموعة ضغط أو خليّة تفكير.
ثالثاً: عدم السعي إلى تحقيق مصالح حزبية أو شخصية.
رابعاً: تشكيل فريق عمل متكامل يعمل على الأرض، ومتفرّغ لتحقيق المهامّ المطلوبة.
خامساً: إشراك المغتربين اللبنانيين في كلّ أنحاء العالم في إحداث التغيير.
سادساً: الالتزام بأعلى مستويات الحوكمة السليمة.
وتشير مصادر مطّلعة على أجواء المجموعة إلى أنّه “تمّ تشكيل فريق عمل من حوالي ثلاثين عضواً يتولّى الإعداد لمعركة الانتخابات القادمة. وتدير الأمينة العامّة السابقة في القوات اللبنانية شانتال سركيس الفريق الانتخابي حالياً. ويجري التنسيق مع عدد من مراكز الدراسات والإحصاءات لإجراء دراسات وإحصاءات حول كلّ المناطق اللبنانية، والشخصيات أو القوى القادرة على خوض المعركة الانتخابية وتحقيق الفوز في منطقتها”.
وكشفت هذه المصادر أنّ “فريق العمل الانتخابي تولّى أخيراً إدارة معركة انتخابات نقابة المهندسين، ولعب دوراً مهمّاً في تحقيق الفوز لمجموعة الانتفاضة في النقابة. وكانت هذه المعركة بمنزلة تجربة أولى في المعركة الانتخابية. وستشمل الاستعدادات القادمة كل العمليات الانتخابية، سواء كانت نقابية أو بلدية أو غيرهما”.
وأمّا على صعيد التمويل، فتؤكّد المصادر أنّ “شخصيات لبنانية مقيمة ومغتربة تتولّى التمويل، وستُكشَف كل لوائح الشخصيات أو الهيئات أو المؤسسات الداعمة للمجموعة، وسيُقدَّم كشف مالي بشكل دائم حول عمل المجموعة. وليس هناك أيّة علاقة مع أيّة سفارة أجنبية أو دولة خارجية”.
وتلفت هذه المصادر إلى أنّ “أعضاء المجموعة المؤسسين لن يترشّحوا للانتخابات النيابية، ولن يتولّوا أيّة مهمّة أو مسؤولية رسمية أو حكومية، وهدفهم التنسيق بين كلّ المجموعات والجبهات التغييرية، على أنّ الشرط الأساسي لتقديم أيّ دعم مادي أو عملاني لأيّة مجموعة أو شخصية تريد المشاركة في الانتخابات المقبلة هو الالتزام بمشروع التغيير، والعمل بشكل مشترك مع بقية المجموعات، والاتفاق على لائحة موحّدة في كل المناطق اللبنانية”.
إقرأ أيضاً: كسروان “العاصية”: خمس لوائح و”نشيد”
الأكيد أنّ خروج سركيس من “القوات اللبنانية”، حيث كانت “الأمينة العامة” لسنوات، تشوبه الكثير من علامات الاستفهام. ويقول متابعون إنّ سركيس يعاونها في مسائل التمويل الوزير القواتي السابق كميل أبو سليمان عبر مؤسسة “لايف” في لندن. ما يطرح أسئلة كثيرة حول علاقة “نحو الوطن” بالقوات، لا تبدأ بالانتخابات مع شانتال، ولا تنتهي بالتمويل مع كميل.
وبحسب المعلومات المستقاة من أركان المجموعة أنّها في الأسابيع المقبلة ستُكثّف الحضور الإعلامي لشرح أهدافها وآليات عملها، وستُسرِّع وتيرة الاستعداد لانتخابات 2022 في الفترة المقبلة. والإعلام مكلف في لبنان كما نعلم.
فهل سيكون مشروع شانتال هو “اللعب الانتخابي” في المناطق التي يصعب على القوات أن تكون مقبولة فيها؟