تراقب الأوساط الدبلوماسيّة العربيّة الأوضاع في لبنان بقلق واهتمام كبيرين في ظل فشل الجهود السياسيّة لتشكيل الحكومة، والخوف من تدهور الأوضاع الاجتماعيّة والمعيشيّة والأمنيّة. وتتابع هذه الأوساط كلّ التطوّرات الجارية اليوم في لبنان والمنطقة، ولا سيّما بعد معركة سيف القدس في فلسطين والمتغيّرات الحاصلة إقليميّاً ودوليّاً التي ستُدخل المنطقة في مرحلة جديدة في الفترة المقبلة.
وحول الأوضاع اللبنانيّة توضح الأوساط: على الرغم من حالة الإحباط واليأس، التي أصابت القوى الإقليميّة والدوليّة، من سوء إدارة القوى السياسيّة والحزبيّة للأوضاع في لبنان، فإنّ الوضع اللبناني لا يزال مثار اهتمام هذه القوى لأنّه لا أحد يريد ترك لبنان ينهار أمنيّاً واجتماعيّاً، ولذا تتركّز الجهود حالياً على توفير كلّ أشكال الدعم للجيش اللبناني والقوى الأمنيّة، سواء بشكل مباشر من الدول العربيّة والغربيّة، أو عبر الاستعداد لعقد المؤتمر الدولي لدعم الجيش اللبناني في الأيام القليلة المقبلة بدعوة من الحكومة الفرنسية. بموازاة ذلك، تستمرّ كلّ أشكال الدعم الإنساني والصحّي والاجتماعي من خلال العديد من الجهات العربيّة والدوليّة، لمنع الوصول إلى حالة الانهيار الكامل.
نجحت مصر في تثبيت قواعد جديدة على الصعد الإقليميّة والدوليّة من خلال دورها في العديد من الملفّات الساخنة، إضافة إلى تثبيتها معادلات جديدة في ملفّ سدّ النهضة ومواجهة الأطماع الأثيوبيّة، وكلّ ذلك سيعزّز من الدور المصريّ في المرحلة المقبلة
لا تجد هذه الأوساط أيّ تفسير مقنع للفشل في تشكيل حكومة جديدة قادرة على القيام بالمهمّات المطلوبة منها حتى الآن. وهي ترفض الدخول في تفاصيل اللقاءات والاتصالات الجارية، سواء مع الجهات اللبنانية أو على الصعيد الخارجيّ، لمعالجة العقبات التي تقف دون الوصول إلى حلول سياسيّة للأزمة اللبنانية، لكنّها تؤكّد أنّ لبنان لن يُترك وحيداً مهما حصل، وأنّ الدول العربية، وخصوصاً مصر، تتابع كل التفاصيل وتعمل بكل الإمكانات لدعم لبنان وإنقاذه من محنته الحالية.
وعن الأوضاع الإقليمية والدولية، ولا سيما بعد معركة سيف القدس في فلسطين، تقول هذه الأوساط: “نحن نعيش اليوم مرحلة جديدة إقليميّاً ودوليّاً، ولا سيّما في ظل الإدارة الأميركية الجديدة، وبعد التطوّرات المهمّة في فلسطين والمتغيّرات الحاصلة في المنطقة وما نشهده من تغيّرات في أداء ومواقف العديد من القوى الإقليميّة، ولا سيّما تركيا وإيران، وسعيها للعودة إلى التواصل والتفاوض مع الدول العربية الأساسية (مصر والسعودية)، الأمر الذي سيفتح الباب مجدّداً أمام متغيّرات فعليّة في التطوّرات الجارية في المرحلة المقبلة”.
وتؤكّد هذه الأوساط أنّ “مصر نجحت أخيراً في تثبيت قواعد جديدة على الصعد الإقليمية والدولية من خلال دورها في العديد من الملفّات الساخنة (فلسطين وليبيا وسوريا وقضايا النفط والغاز في البحر المتوسط)، إضافة إلى تثبيتها معادلات جديدة في ملفّ سدّ النهضة ومواجهة الأطماع الأثيوبيّة، وكلّ ذلك سيعزّز من الدور المصري في المرحلة المقبلة وسيساهم في بلورة رؤية جديدة للتطوّرات الإقليميّة والدوليّة”.
نجحت مصر أخيراً في تثبيت قواعد جديدة على الصعد الإقليميّة والدوليّة من خلال دورها في العديد من الملفّات الساخنة (فلسطين وليبيا وسوريا وقضايا النفط والغاز في البحر المتوسط)، إضافة إلى تثبيتها معادلات جديدة في ملفّ سدّ النهضة ومواجهة الأطماع الأثيوبيّة، وكلّ ذلك سيعزّز من الدور المصريّ في المرحلة المقبلة.
إقرأ أيضاً: عودة مصر (4): “انهيار لبنان ليس حلّاً… وسنحاربه”
وتختم هذه الأوساط: “نحن اليوم أمام مرحلة انتقالية إقليميّاً ودوليّاً، والجميع ينتظر ما ستؤول إليه المفاوضات في الملفّ النووي الإيراني، والمفاوضات السعوديّة – الإيرانيّة، والقمّة الروسية – الأميركية، وفي ضوء ذلك يمكن معرفة آفاق الأوضاع في المرحلة المقبلة. لكنّنا في الوقت نفسه نؤكّد أنّ الوضع العربي اليوم يشهد متغيّرات مهمّة سيكون لها دور مهمّ في طبيعة التطوّرات القادمة، وعلينا جميعاً أن نكون بمستوى هذه المتغيّرات الحاصلة”.