لقاح كورونا لا يحميك فورًا من الإصابة.. ولا من نقل العدوى

مدة القراءة 5 د

هل تتحقّق المناعة بعد الجرعة الأولى من اللقاح؟ وهل يظلّ من أخذ اللقاح معرّضًا للإصابة بفيروس كورونا؟ خصوصاً أنّ مئات الملايين تلقّوا الجرعة الأولى من اللقاح، وعليهم أن ينتظروا 21 يومًا كي يحصلوا على الجرعة الثاني، باستثناء لقاح “جونسون” الذي يعتمد على جرعة واحدة فقط.

قبل الإجابة عن هذه الأسئلة، لا بدّ من التمييز بين طبيعة هذه اللقاحات، وهذا ما يشرحه لـ”أساس” الرئيس السابق لـ”الجمعية اللبنانية للأمراض الجرثومية” الدكتور زاهي الحلو، مشيرًا إلى أنّ “أوّل لقاح تمّ إنتاجه هو اللقاح الصيني، وهو عبارة عن فيروس مقتول. أما لقاحا فايزر وموديرنا فيقومان على تقنية الـrna، أي الحمض النووي. في حين يتشابه اللقاح الروسي سبوتنيك 7 والفيروس البريطاني أسترازينيكا، في استعمال فيروسات ضعيفة شبيهة بفيروس كورونا”.

ويوضح الحلو أنّ اللقاحات لا تؤسّس للمناعة من الجرعة الأولى، وأنّ الإصابة بفيروس كورونا بعد تلقّي هذه الجرعة احتمال ممكن: “المناعة تُكتسب بعد أوّل أسبوع من أخذ الجرعة الثانية. لكن قد تكون العوارض أخفّ، نظرًا لأنّ الجسم يكون قد اكتسب بعض المناعة”.

هل يمكن إجراء “pcr” لمتلقّي اللقاح؟ وهل يمكن رصد فيروس كورونا لدى متلقّي اللقاح الصيني، نظرًا لكونه أدخل إلى جسمه فيروسًا ميتًا؟

أوّل لقاح تمّ إنتاجه هو اللقاح الصيني، وهو عبارة عن فيروس مقتول. أما لقاحا فايزر وموديرنا فيقومان على تقنية الـrna، أي الحمض النووي. في حين يتشابه اللقاح الروسي سبوتنيك 7 والفيروس البريطاني أسترازينيكا، في استعمال فيروسات ضعيفة شبيهة بفيروس كورونا

يجيب الحلو: “يمكن إجراء pcr بعد 5 أيام من الاختلاط بمصاب كورونا، واللقاح لا علاقة له بالفحص ولا يؤثّر على نتائجه. أما الفيروس الصينيّ فهو فيروس ميت، وبالتالي لا تأثير له أيضًا على نتائج فحص الكورونا”.

إلى ذلك كشف الحلو عن دراسة بريطانية أشارت إلى أهمية إعطاء المصابين بمرض السُمنة جرعة ثالثة من اللقاح: “تقول الدراسة إنّ هؤلاء لا تكفي جرعتان لحمايتهم من الإصابة، وصنّفت مختلف دول العالم أصحاب الوزن الزائد من الشرائح المعرّضة لإصابة خطرة بالفيروس، الأمر الذي يتطلب دخولهم العناية الفائقة إذا أُصيبوا. لذلك يجب أن يصنّفوا في لبنان من بين الفئات الأولى التي تأخذ اللقاح”.

في السياق نفسه، يبشّرنا الدكتور الحلو بأنّ شركة “فايزر” أعلنت مؤخرًا أنّ لقاحها يكافح السلالات الجديدة من فيروس كورونا، والتي ظهرت في جنوب أفريقيا والبرازيل، كما يتحدث عن دراسات تقول إنّ الأشخاص الذين سبق وأصيبوا بفيروس كورونا قد يتم الاكتفاء بمنحهم جرعة واحدة من اللقاح”..

وفي الختام يوضح الدكتور الحلو، أنّ “وتيرة التلقيح في لبنان بطيئة جدًّا، ويجب تسريعها، فهناك أشخاص من المسنين والجسم الطبي سجّلوا أسماءهم ولم يأتِ دورهم بعد”.

في هذا السياق وصل إلى “أساس” اعتراضات عدّة سجّلها مواطنون على الرقم الذي وضعته وزارة الصحة للتسجيل لأخذ اللقاح، فهذا الرقم – وفق المعترضين – لا يلبّي المواطنين على الرغم من أنّ المكالمة مدفوعة الثمن، ولا أحد يردّ على الرغم من الاتصالات المتكرّرة للتساؤل عن التسجيل أو الدور. كذلك شكا مواطنون من تحويلهم إلى مراكز بعيدة جدًّا عن منازلهم لأخذ اللقاح، وعدم التجاوب معهم من قِبل وزارة الصحة لتعديل المركز.

وتيرة التلقيح في لبنان بطيئة جدًّا، ويجب تسريعها، فهناك أشخاص من المسنين والجسم الطبي سجّلوا أسماءهم ولم يأتِ دورهم بعد

وبالعودة إلى اللقاحات ودرجة المناعة، تؤكد نقيبة المختبرات الطبية ورئيسة “اللجنة الوزارية الاستشارية لفحص الكورونا” الدكتورة ميرنا جرمانوس حداد، أنّه ” قبل 10 أيام على إعطاء الجرعة الثانية من اللقاح، لا يمكن القول إنّ هناك أجسامًا مضادّة. وكمية الأجسام المضادة التي يصنعها اللقاح في الجرعة الأولى، ليست بالكمية الكافية”.

وفيما توضح حداد أنّ “الحصانة الكاملة لا تتشكلّ إلا بعد 10 أيام من أخذ الجرعة الثانية”، تؤكد بالتالي أنّ “أخذ اللقاح لا يعني العودة إلى الحالة الطبيعية، إذ يجب على الشخص الحذَر والالتزام بالإجراءات الوقائية. فاللقاح يحميه هو من الإصابة بالفيروس، ولا يمنع أن يكون ناقلًا له، أي أداة تنقل العدوى من دون أن يصاب هو فيها”.

إقرأ أيضاً: البزري: اللقاح لن يحميكم.. حتى يتلقّح 70 % من اللبنانيين

وتكشف حداد عن دراسات علمية تقول إنّ “لقاحَيْ موديرنا وفايزر يمنحان المناعة منذ الجرعة الأولى. غير أنّنا في لبنان سنلتزم بجرعتين. ولقاح فايرز يعطي الجسم الحمض النووي للفيروس، الذي يشكل بدوره بروتينات تُنتج أجسامًا مضادة، مع الإشارة إلى أنّ تقنية الحمض النووي تؤدي إلى توليد أجسام مضادة بكميات كبيرة منذ الجرعة الأولى”.

وتلفت حداد إلى أنّ لقاح جونسون الذي يكتفي بجرعة واحدة فقط، يقوم أيضًا على تقنية الـ”rna”.

إذًا فالجرعة الأولى لا تحمي، ولا تمنع من تلقّحوا من أن يكونوا ناقلين للفيروس إذا أصيبوا به من دون عوارض، لكن صدرت اليوم إرشادات جديدة من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة الأميركية، تسمح “للأشخاص الذين تمّ تطعيمهم بالكامل زيارة بأمان مع أشخاص آخرين تم تطعيمهم بالكامل وبعض الأشخاص غير المطعّمين في الداخل دون ارتداء أقنعة أو تباعد اجتماعي، وأن يستمرّوا في جميع استراتيجيات التخفيف عندما يكونون في الأماكن العامة”.

مواضيع ذات صلة

أيّها اللبنانيّون.. إلى الكمّامة  دُرْ

أعلن وزير الصحة فراس أبيض ارتفاع النسبة الموجبة لفحوص كورونا إلى 2 .14% بعدما كانت تراوح في بداية شهر كانون الأول الفائت بين 5.5% و6%….

كورونا يعود بقوّة: زيادة الوفيات 78% في الشرق الأوسط

قالت منظمة الصحة العالمية أمس الأول (الثلاثاء) إنّ حالات الإصابة بفيروس كورونا تضاعفت ثلاث مرّات في جميع أنحاء أوروبا خلال الأسابيع الستة الماضية، وهو ما…

الكورونا مجدّداً في لبنان: هل “ينفجر” في تموز؟

كورونا.. جدري القردة.. التهاب الكبد الوبائيّ. يبدو أنّ البيئة المجتمعية والصحيّة في لبنان تساعد على تكاثر الفيروسات. دخل “جدري القردة” لبنان عبر حالة وافدة من…

“أنت البطل في معركة الوباء”.. كواليس كورونا الصينية

“أنت البطل في معركة الوباء” (To fight against covid-19, you are the hero) هو عنوان كتاب يعود بنا إلى بداية أحداث انتشار وباء فيروس كورونا في…