ماذا بعد “التلقيح”؟ هل يُسمح للمتلقّح أن يأكل ما يشاء؟ ما هي المخاطر المحتملة؟ ما هي الأوجاع؟ هل يُصاب بكورونا؟ هل بات “منيعاً”؟ أم أنّ المناعة دونها شروط؟ وهي يتخلّك المتلقّح عن إجراءات التباعد والأمان؟
أسئلة يطرحها يومياً اللبنانيون بعدما بدأت المستشفيات في توزيع لقاح فايزر المضاد لفيروس كورونا. وتغذّي هذه الأسئلة شهادات عشرات يتحدثون عن العوارض التي أصابتهم بعد أخذ اللقاح، وذهب بعض هؤلاء إلى تشبيه ما أصابهم بعد الجرعة الأولى بعوارض الإصابة بوباء كوفيد-19.
اللقاح الذي أنتجته شركة “فايزر” يؤخذ على جرعتين، على أن يكون الفارق بين الجرعة الأولى والثانية 21 يوماً. وإلى جانب فايزر، ينتظر لبنان وصول 92 ألف جرعة من لقاح “أسترازينيكا” وهو من جرعتين، في العاشر من آذار، وفق ما أعلن رئيس اللجنة الوطنية للقاح كورونا الدكتور عبد الرحمن البزري، مشيراً في السياق نفسه إلى حجز 150 الف جرعة من اللقاح الصيني للجيش اللبناني، و400 ألف من لقاح “جونسون وجونسنون”، ذي الجرعة الواحدة، ويتم العمل حالياً على ضمان وصول هذه الكمية في شهر أيلول.
“اللقاح ضروري”، هذا ما يشدّد عليه البزري لـ”أساس”. ويطمئن إلى أنّ أخذ اللقاح لا يعني استتباب المناعة: “على من يأخذ اللقاح أن يبقى ملتزماً بالتدابير الوقائية كما لو أنّه لم يتلقّح”
إذاً، العديد من اللقاحات ستصل تباعاً إلى لبنان، وسط تردّد الكثير من اللبنانيين في التسجيل على المنصة، وتخوّفهم من تبعاته.
“اللقاح ضروري”، هذا ما يشدّد عليه البزري لـ”أساس”. ويطمئن إلى أنّ أخذ اللقاح لا يعني استتباب المناعة: “على من يأخذ اللقاح أن يبقى ملتزماً بالتدابير الوقائية كما لو أنّه لم يتلقّح. عليه أن يبقى محافظاً على التباعد الاجتماعي، وأن يلتزم بارتداء الكمامة وأن يتجنّب التجمعات والأماكن المكتظّة”.
ويقول البزري إنّ “المناعة الحقيقية والكاملة لا تتحقق إلا بالمناعة المجتمعية”، وهي التي بات معروفاً أنّها تتحقق بعد تلقيح 70% من الشعب على الأقلّ. وأنّ المناعة الشخصية تحتاج إلى اكتمال الجرعتين، أي إلى 21 يوماً.
لا إجراءات استثنائية بعد أخذ اللقاح، يوضح البزري: “يمكن للشخص أن يأخذ أدويته بعد اللقاح وأن يتناول الأطعمة نفسها التي كان معتاداً عليها، وأن يمارس جميع أنشطته، ولا شيء سيتغيّر. الشيء الوحيد الذي عليه الانتباه منه هو عدم أخذ أيّ لقاح آخر قبل مرور 15 يوماً”.
ويعتبر البزري أنّ كل ما يتردّد عن ضرورة تجنّب أشعة الشمس بعد اللقاح أو الامتناع عن أنواع معينة من المأكولات أو الامتناع عن الاستحمام أو السباحة أو السونا: “مجرّد أقاويل لا صحّة لها”.
لا إجراءات استثنائية بعد أخذ اللقاح، يوضح البزري: “يمكن للشخص أن يأخذ أدويته بعد اللقاح وأن يتناول الأطعمة نفسها التي كان معتاداً عليها، وأن يمارس جميع أنشطته، ولا شيء سيتغيّر
ولا يستغرب البزري العوارض التي يشعر بها الذين أخذوا اللقاح، بل يجد فيها “علامة إيجابية”، قائلاً: “الدراسات المتعلّقة باللقاح أشارت إلى أنّ بعض الذين أخذوه عانوا من ارتفاع محدود بالحرارة، وبعض الآلام. هذه العوارض متوقعة وذكرت في الدراسات وتتجاوب مع “البانادول”، ولا شيء يدعو إلى الخوف بل العكس هي علامة جيدة، وتعني أنّ الجسم تفاعل مع اللقاح”.
إذاً الجرعة الأولى من فايزر ترتبط بعوارض جانبية، ماذا عن الجرعة الثانية؟
يجيب البزري: “للجرعة الثانية لها التداعيات نفسها، ولكن قد تكون أخفّ من الجرعة الأولى، بحيث أنّ الجسم تمنّع، فيأتي في المقابل الرد الفعل المناعي أقوى”.
في السياق نفسه، يوضح البزري أنّ العوارض مشتركة بين مختلف أنواع اللقاحات “الأميركي، البريطاني، الروسي، الصيني”، مضيفاً: “هذه عوارض تحصل في مختلف أنواع اللقاحات، ألم مكان الحقنة، علامات تعب، ارتفاع في الحرارة، لكنّها عوارض محدودة ولوقت قصير”.
ويشدّد البزري أنّ كل هذه التاثيرات وردت في الدراسات ولا خطر على صحة المواطن فـ”لبنان استفاد من تجارب الدول الأخرى التي لقّحت الملايين من مواطنيها”.
إقرأ أيضاً: سوق اللقاحات: الروسي تراجع عن التصدير
إذاً لا خطر ولا خوف، بعد اللقاح تأكلون وتشربون وتمارسون حياتكم بشكل طبيعي، ولا داعي للأسئلة ولا لقراءة الأخبار والدراسات عن العوارض الجانبية المحتملة، لأنّها قد تولّد وساوس لا داعي لها في الأيّام التالية للقاح، وقبل الحصول على الجرعة الثانية.