دياب – الحريري: “الطبطبة” في بيت الوسط

مدة القراءة 3 د

في التقاليد والأعراف البيروتية، تُسمّى زيارة العروس إلى بيت أهلها بعد أسبوع من الزواج: “ردّة الإجر”، وتكون غالباً في حضرة أهل البيت والأقارب والجيران، ويتخلّلها مأدبة غداء أو عشاء.

زيارة رئيس الحكومة المستقيل حسان دياب إلى بيت الوسط الأسبوع الفائت كانت بهذه المنزلة. “ردة الإجر” لزواج جديد مع الطائفة السُنّية، سبقه طلاق بـ”طلقة بائنة” من زواج سابق، عريسه “حزب الله” وأهل بيته، ينجح دياب خلاله أن يحفظ “العهد”.

هذه “الزيجة” حبّها coup de foudre، حبّ من أوّل لقاء وأوّل نظرة. يومها بادر الحريري إلى “طلب يد العروس” خلال الزيارة التي قادته إلى السراي الحكومي تضامناً مع الرئيس دياب بعد الادّعاء عليه بملفّ انفجار مرفأ بيروت، فنشأت علاقة لطيفة خفيفة، وتطوّرت تباعاً إلى أن تمّ النصيب.

لكنّ النصيب لم يتخلّله “عرس مطنطن” ولا زفّة ولا عراضات ولا قطع قوالب حلوى وعصائر، ربما بسبب تفشّي جائحة كورونا. وكذلك “ردّة الإجر” كانت Sec وبخلاف التقاليد أيضاً، على الناشف ومن دون عزائم ولا ولائم ولا أطعمة ولا حتّى مقبّلات وطواجن، إلاّ أنها حملت معانٍ ونكهات و”توابل سياسية” جمّة، كما أرست سوابق لم تشهدها الحياة السياسية اللبنانية وربما لم يشهدها قط تشكيل أي حكومة من بين حكومات دول العالم.

زيارة رئيس الحكومة المستقيل حسان دياب إلى بيت الوسط الأسبوع الفائت كانت بهذه المنزلة. “ردة الإجر” لزواج جديد مع الطائفة السُنّية، سبقه طلاق بـ”طلقة بائنة” من زواج سابق، عريسه “حزب الله” وأهل بيته، ينجح دياب خلاله أن يحفظ “العهد”

قد يكون حسان دياب أوّل رئيس حكومة مستقيل في العالم يقود مساعي ووساطات تستعجل تشكيل حكومة تخلف تلك التي يرأسها، وكأنّ دياب يقول للحريري من دون أن يفصح عما يختلج مشاعره: “دخيل عرضك شيلني من هالورطة”… وهي إشارة كافية ليعرف منها ماذا ينتظر الحريري!

وبخلاف الورطة إيّاها، ربما دياب يستعجل الخروج من جحيم السلطة ليدخل “نادي رؤساء الحكومات السابقين”. ولهذا، كانت زيارته بتلك النكهة السُنية، وتحمل في طياتها أُمنية دخول ذاك النادي، الذي يتخبّط لاعبوه في صفوف “الدرجة الثانية”، فيتردّدون ويتقاعصون عن اللعب جماعياً كما يجب من أجل الارتقاء من ملاعب “الحواكير” و”البُوَر”، إلى رحاب “المدن الرياضية” التي تستضيف مباريات “الدرجة الأولى”، حيث المواجهات الرسمية والدولية وحيث تسجيل الأهداف ونيل الجوائز والكؤوس وتقلّد الميداليات والأوسمة.

من الواضح أنّ دياب أراد دخول هذا النادي على علّاته. أراد العودة إلى “بيت الطاعة” السنّي من بوابة رئيس النادي المكلّف، ويبدو أنّه “لاقى الطبطبة” خلال زيارته إلى بيت الوسط، حيث بدت الضحكات المتبادلة عند مدخل باب بيت الوسط “كلّها كهربا”.

إقرأ أيضاً: حبل الكذب “أورانج” وصاحب الحاجة أرعن

لعلّ سلوك الحريري يختصر المشهد كله، بل يختصر كلّ مشهد مشابه ويوجز بالاستنتاج عبر 4 كلمات، هي “القفلة” في أغنية حسين الجسمي: “مِلكي بقى وأنا أدرى بيه”.

مواضيع ذات صلة

الرجل والمراحيض في “يوم عالمي” واحد يا كفرة؟

فاض السرور والبهجة في قلبي، حينما أخبرتني أم زهير يوم الخميس الفائت، بوجود يوم عالمي للرجل. قالت لي إنّها كانت تحتسي فنجان قهوتها الصباحي وتنفخ…

قولوا لعين الشمس ما تحماشِ… لاحسن حريري ده لي صابح ماشي

قدّر الله ولطف بنا أنا وأم زهير وحمّانا (مدري فالوغا) من انفجار الطريق الجديدة قبل أيام، إذ اقتصر الخراب في منزلنا الملاصق للمبنى المتضرّر، على…

فيروز لماكرون: سأخبرك و”مش فارقة معايا”

في زيارته الثانية إلى لبنان خلال أقلّ من شهر، أراد الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون أن يبدأ مشاوراته السياسية بزيارة سفيرتنا إلى النجوم السيدة فيروز، أم…

“حزب الله” واغتيال الحريري: إيه أني… لا ما أني

كلّ ما يُحكى عن اغتيال الجيش الأميركي لقائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني، هو كذب ومحض هراء. قيادة الجيش الأميركي بريئة من هذه الجريمة النكراء….