حركة الاحتجاجات الإيرانية ضدّ نظام الملالي في كلّ إيران، والمستمرّة منذ 16 أيلول، لم تُفقِد النظام في طهران شرعيّته وحسب، بل كشفت للجميع سوء “كاتالوغ الملالي” في الدين والسياسة والاقتصاد والأمن والحكم.
أظهرت الاحتجاجات في إيران قبح هذا الكاتالوغ، وعرّت نظام الملالي أمام الجميع، سواء المتشكّكون أو السذّج، وعرّت عملاء ملالي إيران بالمنطقة، وأحرجت الطائفيّين المتذرّعين بحجج واهية، ويعيشون حالة تذاكٍ مطوّلة ومكشوفة.
حركة الاحتجاجات الإيرانية ضدّ نظام الملالي في كلّ إيران، والمستمرّة منذ 16 أيلول، لم تُفقِد النظام في طهران شرعيّته وحسب، بل كشفت للجميع سوء “كاتالوغ الملالي” في الدين والسياسة والاقتصاد والأمن والحكم
ملالي الكذب والعنف
كشف تعامُل الملالي مع هذه الاحتجاجات، التي هزّت النظام وجعلته يتسوّل الدعم من أشدّ خصومه الداخليّين مثل عائلتَيْ الخميني ورفسنجاني، أساليب الملالي في الكذب والعنف والإرهاب بحقّ الإيرانيين أنفسهم، فما بالك بباقي دول منطقتنا.
يتحدّث المرشد علي خامنئي، مثلاً، عن “العمق الاستراتيجي” لإيران، مسمّياً لبنان والعراق وغيرهما، فيما يثور الإيرانيون ضدّ حكمه ونظامه ويُسقطون العمائم، بل إنّ إحدى التظاهرات توعّدت حسن نصر الله نفسه.
يتغنّى خامنئي بما سمّاه “تمدّد الثورة” فيما الرئيس إبراهيم رئيسي يقول إنّ “الأعداء يريدون إيقاف قطار التقدّم في بلدنا ومنعه من التحرّك، وهذا يعتمد على إرادتكم أيّها المديرون والأفراد، ولا ينبغي أبداً إبطاء عمليّة التحسين”، ولم يقُل “الإصلاح”.
السؤال هنا: مَن الصادق: المرشد الذي يتحدّث عن نصر في الخارج أم الرئيس الذي يتحدّث عن “تحسين” في الداخل فيما الشعوب الإيرانية تُسقط العمائم حتى إنّها احتفلت بخسارة المنتخب الإيراني في كأس العالم؟
السؤال الأكثر إلحاحاً: هل كان بشّار الأسد يقرأ في كاتالوغ الملالي، أم الملالي باتوا يقرأون في كاتالوغ الأسد المليء بالعنف والإرهاب والتنكيل بالعُزّل والانفصال عن الواقع والقناعة بأنّ الإصلاح ضعف وتراجع؟
عرّت الاحتجاجات في إيران نظام الملالي أمام الجميع، سواء المتشكّكون أو السذّج، وعرّت عملاء ملالي إيران بالمنطقة، وأحرجت الطائفيّين المتذرّعين بحجج واهية، ويعيشون حالة تذاكٍ مطوّلة ومكشوفة
عليه إذا كان هذا هو حال نظام الملالي داخل إيران نفسها، ومع الشعوب الإيرانية، فكيف يكون حال عملائهم في منطقتنا من العراق إلى لبنان، ومن اليمن إلى سوريا؟ الأكيد أنّهم يسيرون على نفس نهج كاتالوغ الملالي، بل ويزايدون عليه.
تأمّل حال العراق ذي الثروات، سياسياً واقتصادياً وأمنيّاً واجتماعياً. وتأمّل حال لبنان الذي كان يُنظر له على أنّه قلعة إشعاع، وحال سوريا التي أُحرقت من أجل فرد اسمه بشار الأسد، وفقط لتكون ممرّاً لتهريب السلاح الإيراني إلى حزب الله.
اليمن ليس بأحسن حال، ففوق كلّ مصائبه أضيف إليها التخلّف الحوثي الذي لا يختلف عن تخلّف طالبان إلّا بالانسياق الأعمى وراء الملالي. وتأمّل حال كلّ دولة فاخَر المرشد الإيراني بتصدير الثورة إليها لتعرف مدى سوء كاتالوغ الملالي.
ولتعرف أيضاً مبلغ سوء ما صدّره الملالي إلى دول المنطقة التي احتلّوها، انظر إلى العراق وسوريا ولبنان واليمن، حيث تعطّلت العمليّة السياسية والتنموية، وهُمِّشت الدولة، وتمّ تشريع الاغتيالات والتصفيات، ورُسِّخت الطائفية.
لذا جعلت الاحتجاجات الإيرانية اللعب الآن على المكشوف، خصوصاً لمن كانوا يكابرون ويتفذلكون، وأربكت عملاء إيران بالمنطقة كما أربكت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن والغرب المتخاذل في مواجهة مجرمي طهران، فما بالك لو سقط نظام الملالي؟
إقرأ أيضاً: إيران تتغيّر: سفورُ النساء يُسْقِط العمامات
الحقيقة أنّ منطقتنا لن تعرف الازدهار والأمن والحياة الكريمة ما بقي النظام في طهران وفقاً لكاتالوغ الملالي