فؤاد شهاب: العهد الذي قرأ في “الكتاب”

مدة القراءة 11 د

حين أراد الوزير الأسبق والصحافي اللبناني الفرنكوفوني جورج نقاش أن يلقي محاضرة عن فؤاد شهاب في “الندوة اللبنانية” في تشرين الثاني 1960، اختار عنواناً لها “أسلوب جديد – الشهابية”. عندما أصبح هذا التعبير مألوفاً لدى الإعلام في الإشارة إلى حكم الرئيس شهاب، قلّل الرئيس من إعطاء أيّة سِمة فلسفية أو أيديولوجية لهذه التسمية، وأعلن ببساطة أنّ “الشهابية” أو”النهج الشهابي” ليس سوى أسلوب حكم يهدف إلى خدمة اللبنانيين أفضل خدمة مع المراعاة الدائمة لخصائص واحتياجات المكوّنات اللبنانية كافّة.

من المفارقات أنّ شهاب، واضع أسس الدولة اللبنانية ومؤسّساتها الحديثة، هو رجل عسكري سليل عائلة أمراء إقطاعيين آفلة، عميقة الجذور في تاريخ جبل لبنان وإمارته: وُلد في عام 1902، وورث لقب أمير ونشأ وترعرع معوِزاً في زمن المتصرّفية ومجاعة جبل لبنان والانتداب الفرنسي. فقد والده (الذي قيل إنّه هاجر إلى أميركا عام 1910 وانقطعت أخباره) صغيراً وتربّى في كنف أخواله مشايخ آل حبيش في كسروان. اضطرّ إلى ترك المدرسة باكراً وعمل في عمر 14 أو 17 عاماً ليعيل أسرته. في عام 1921، بعد استتباب الانتداب الفرنسي على “دولة لبنان الكبير”، التحق فؤاد شهاب متطوّعاً بالمدرسة الحربية التابعة للجيوش الفرنسية الخاصة في الشرق، مع عدد من أبناء العائلات اللبنانية “العريقة”، التي شجّعت سلطات الانتداب أبناءها على اختيار الحياة العسكرية. وقد وجد هؤلاء فيها مهنة تحفظ لهم كرامتهم ومكانتهم الاجتماعية. وكان من بين رفاقه في المدرسة الحربية جميل لحّود وفؤاد حبيش وإسكندر عرقجي ومحمد اليافي.

الخطوة الأبرز التي أقدم عليها شهاب كانت وضع قانون انتخاب يقوم على الدائرة الصغرى وصحّة التمثيل وتوسيعه. وهو الذي عُرف فيما بعد بـ”قانون الستّين” لأنّه أُقرّ عام 1960

تخرّج شهاب ضابطاً في كلية حمص الحربية عام 1923، وبدأ مساراً جديداً في حياته. تذكر مجلة “الجيش اللبناني” أنّه في سنة 1926 وبينما كان الضابط الشابّ فؤاد شهاب يقوم بعمليات عسكرية في جبل أكروم، بتكليف من رؤسائه الفرنسيين، ضدّ ثورة زين مرعي جعفر، تعرّف على الآنسة روز رونيه بواتيو Rose – Renee Boitiou ابنة زوجة قائد الحامية العسكرية في بلدة عندقت، المقدّم الفرنسي نواريه، وتزوّجها في السنة ذاتها في دير مار ضومط في القبيّات.

أوّل عسكريّ رئيساً للجمهوريّة

كان شهاب أحد أوائل الضبّاط اللبنانيين الذين تخرّجوا في كليّة حمص حيث كان يدرس ويتدرّب فيها الضباط اللبنانيون والسوريون معاً في ظلّ الانتداب الفرنسي. لمع شهاب في المدرسة الحربية، وكُلّف باكراً بمهمّة التدريب ومهمّات خاصّة. توقّع له الفرنسيون مستقبلاً واعداً لأنّه “لم يتواطأ أبداً معنا: il n’a jamais ét? avenant”. وهذا ما تؤكّده الوثيقة التي وقّعها مع رفاقه في 26 حزيران عام 1941: “نحن نخبة الضباط اللبنانيين نقسم بشرفنا أنّنا لن نقبل الخدمة إلا في سبيل لبنان وتحت علمه، وكلّ من يختار منّا سبيلاً آخر يُعتبر خائناً ويُعامَل على هذا الأساس”.

بعدما استقلّ لبنان اختاره الرئيسان بشارة الخوري ورياض الصلح قائداً للجيش في أوّل آب 1945، لأنّه كان الأفضل بين الضبّاط. لذا يُعتبر أبا الجيش اللبناني وبانيه. شارك بصفته القائـد الأعلى للجيش في حرب 1948 لاستعادة فلسطين. عام 1952، وبعد احتجاجات “الثورة البيضاء” ضدّ الرئيس بشارة الخوري، الذي نخر الفساد والمحسوبية عهده والذي جدّد لنفسه لولاية ثانية، سأل الخوري شهاب هل بإمكانه إنزال الجيش، لم يرفض، وعبّر عن احترامه لبشارة الخوري، لكنّه قال إنّه مستعدّ لإنزال الجيش إلى الشارع إذا صدر أمر حكومي بذلك، لافتاً إلى أنّ مصلحة البلاد تقضي بعدم اصطدام الجيش بالأهالي، وإيجاد حلّ سياسي للأزمة. اضطرّ الرئيس الخوري الذي استقال من الرئاسة إلى تعيينه رئيساً لحكومة انتقالية تشرف على انتخاب رئيس جديد.

فور انتخاب كميل شمعون رئيساً للجمهورية خلال يومين، عاد شهاب إلى موقعه قائداً للجيش، من دون أن يفكّر لحظة في استغلال فرصة تعيينه رئيس حكومة لاغتصاب السلطة في القصر الجمهوري، كما فعل الجنرال ميشال عون الذي لم يأبه بالاستحقاق الدستوري، ومكث سنتين قابضاً على السلطة إلى أن أُخرج منه بالقوّة في عام 1990.

تولّى اللواء شهاب عام 1956 وزارة الدفاع عدّة أشهر خلال عهد شمعون، صاحب الشخصية المميّزة والشعبية الواسعة. لكنّ هذا لم يمنعه من رفض تدخّل الجيش لمصلحة شمعون في أحداث عام 1958 لقمع “الثورة” التي قامت للمطالبة باستقالته متّهمة إيّاه بالانحياز إلى حلف بغداد الأميركي والعمل على التجديد لنفسه ولاية ثانية. وكان الرأي أن تردّي الجو الوطني والسياسي في لبنان كان بسبب السياسة الخارجية التي تبعها الرئيس شمعون، فيما كانت سيرة شهاب تؤكّد أنّه رجل دولة يحترم السلطة والمؤسّسات الدستورية ويُبقي الجيش خارج الصراعات السياسية. وهذا ما رشّحه لقيادة السفينة بعد الانقسام السياسي العمودي الدامي الذي أصاب البلاد سنة 1958. فاتّفق الرئيس المصري جمال عبد الناصر مع الأميركيين على انتخابه رئيساً للجمهورية في نهاية عهد شمعون. وكانت قوات “المارينز” قد انتشرت على شواطئ بيروت في 15 تموز 1958، وانتُخب شهاب رئيساً للجمهورية في 31 تموز، وبدأ معه مسار خروج لبنان من الأزمة على قاعدة “لا غالب ولا مغلوب“.

والحال أنّه على الرغم من تعقيدات “ثورة 1958″، ومن جموح شمعون وتعلّقه بالسلطة، ومن العصبيّات، ومن المحاور والاصطفافات الإقليمية، كان ثمّة مَن يقدر على اجتراح الحلول الممكنة في السياسة، على عكس ما يحصل منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري، إذ تعقّدت الأمور بشكل حادّ ومخيف، ولم تعد السلطة قادرة إلا على إنتاج الفراغ والتعطيل.

كان شهاب أحد أوائل الضبّاط اللبنانيين الذين تخرّجوا في كليّة حمص حيث كان يدرس ويتدرّب فيها الضباط اللبنانيون والسوريون معاً في ظلّ الانتداب الفرنسي

خيمة 1958 الحدوديّة

عند تبوُّئه سدّة الرئاسة نتيجة أزمة 1958، كانت مهمّة الرئيس المنتخب واضحة: إيقاف العنف، نزع فتيل التوتّر، انسحاب القوات الأجنبية من لبنان، وإعادة التوافق في البلاد.

سلك شهاب سياسة حكيمة في قيادة بلدٍ حديث الاستقلال وسط ظروف جيوسياسية معقّدة ووضع داخلي يقوم على موزاييك متشابك ومتداخل ويحتاج إلى سلام اجتماعي لإطلاق ورشة بناء الدولة وتطوير المرافق الاقتصادية والاجتماعية. ومن أجل المسيحيين والموازنة والتوازن السياسيَّين والاجتماعيَّين، وخنق التوتّر الطائفي، سلك شهاب طريق الحياد الخارجي والتضامن العربي، وكان “الجيش هو الصامت الأكبر”. وبدلاً من أن يستقبل الزعيم الشعبي عبد الناصر في بيروت، تفتّقت حكمة الرئيس فؤاد شهاب وحنكته، لتحاشي خضّة داخلية قد تنجم عن معارضي الناصرية المسيحيين، عن عقد اللقاء الشهير بعبد الناصر على الحدود اللبنانية – السورية بعد سنة من إعلان الوحدة بين مصر وسوريا، التي أخافت المسيحيين في لبنان، في 8 شباط 1959.

عُقِد اللقاء في خيمة نُصِبت على الحدود بين البلدين في منطقة المصنع، نصفها في الأراضي اللبنانية ونصفها الآخر في الأراضي السورية. وكانت ثمرة ذلك التفاهم “إطلاق يد شهاب في السياسات الداخلية اللبنانية، مقابل تأييد لبنان سياسات عبد الناصر العربية”. وتحوّلت الخيمة رمزاً ونموذجاً لكيفية المواءمة بين سيادة البلد وقراره المستقلّ، والحفاظ في الوقت عينه على العلاقات مع الجيران والحلفاء.

شكّلت هذه الواقعة رمزاً من رموز الحكم الشهابي. واستمرّ الدعم الناصري للحكم الشهابي من دون التدخّل السافر والفاجر في الشؤون الداخلية اللبنانية الذي مارسه لاحقاً نظام حافظ الأسد الأمنيّ السوري في زمن الوصاية المديد على الدولة اللبنانية، وورثه عنه النظام الخمينيّ الإيراني الذي أنشأ سنة 1982 حزب الله، الذي تمكّن من الإمساك بكثير من مفاصل الحياة السياسية اللبنانية الداخلية والخارجية.

دولة الطاقم الشهابيّ

أمّا الأهمّ في ممارسة فؤاد شهاب فتجلّى في الجهد غير المسبوق الذي بذله لوضع أسس بناء الدولة والمؤسّسات وأجهزة الرقابة. وتميّز شهاب وعهده بالاحتكام الدائم إلى الدستور والقوانين، وشهاب هو صاحب القول الشهير: “شو بيقول الكتاب؟”، أي الدستور، كلّما لاح خلاف أو تباين في وجهات النظر بين أقطاب الحكم والسياسيين. وخاض معارك مع الطبقة السياسية التي كانت ترى في نهجه خطراً على نفوذها ومصالحها وتقاسمها المناصب والمحسوبيّات والولاءات ومقدّرات البلاد. لذا حصلت قطيعة بين الشهابية والشهابيين وكميل شمعون وصائب سلام، مقابل التقارب مع بيار الجميل رئيس حزب الكتائب، ورشيد كرامي الزعيم الطرابلسيّ المسلم، ومع صبري حمادة الزعيم العشائري الشيعي في البقاع، ومع كمال جنبلاط رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي المعجب بنهج شهاب والناقم على الإقطاع السياسي، إلى جانب خصومته مع شمعون. وحصل فتور شهابي مع زعامات سياسية عدّة شمالاً وجنوباً. أمّا ريمون إدّه فشنّ حملة شعواء على الشهابية وسمّاها “حكم العسكريتاريا” المتمثّل بضبّاط المكتب الثاني الذي استعمله شهاب جهازاً لحماية السلم الأهلي، لكنّه تحوّل إلى جهاز يتدخّل في الشؤون السياسية.

قانون الستّين الانتخابيّ

الخطوة الأبرز التي أقدم عليها شهاب كانت وضع قانون انتخاب يقوم على الدائرة الصغرى وصحّة التمثيل وتوسيعه. وهو الذي عُرف فيما بعد بـ”قانون الستّين” لأنّه أُقرّ عام 1960 وجرت على أساسه أوّل انتخابات في عهد شهاب، بعدما كان يتبدّل قانون الانتخابات عند كلّ استحقاق انتخابي ويتغيّر عدد النواب في كلّ دورة.

زاد قانون الستّين عدد النواب إلى 99، وأعاد تقسيم الدوائر الانتخابية، وبقي ساري المفعول حتى عام 1992، تاريخ بداية الهيمنة السورية وتركيب “لوائح المحادل والبوسطات”. وقد شكّلت انتخابات الستّين نقلة نوعية، إذ حملت وجوهاً جديدة ذات كفاية إلى مجلس النواب وكسرت احتكار العائلات والبيوتات التقليدية التمثيل النيابي. لكنّ المفاجاة الأهمّ هي أنّ شهاب عمد إلى تقديم استقالته، معتبراً أنّ مهمّته انتهت، ومؤكّداً زهده في السلطة. غير أنّه عاد عن تلك الاستقالة بعد الصدمة الإيجابية التي أحدثتها والالتفاف النيابي والشعبي حوله، والأكثرية التي كوّنها إلى جانب خطّته الإصلاحية.

الانقلابات العسكريّة والعزوف

هذا العنصر الجديد الذي أدخله شهاب على الحياة السياسية واجهه بعد سنة تحدٍّ خارجي كبير: انهيار دولة الوحدة بين مصر وسوريا في أيلول 1961 على يد ضابط انقلابي سوري هو عبد الكريم النحلاوي. لم يكن شهاب يدرك أنّ هذا التحوّل سيرتدّ على عهده أيضاً، ولم يكن يدرك أنّ الانقلابات ستصبح كالوباء في المحيط العربي، وأنّ شهيّة الانقلابيين ستمتدّ إلى لبنان. وكانت محاولة الانقلاب عليه في 31 كانون الأول 1961 التي قادها الحزب السوري القومي الاجتماعي متّكلاً على بعض ضبّاط الجيش. فشلت المحاولة لكنّها أطلقت يد المكتب الثاني أو “حاكم الظلّ” في الحياة السياسية، الأمر الذي أساء إلى النهج الشهابي لجهة تعرّضه للحرّيات العامّة، والتدخّل في آخر انتخابات العهد عام 1964، على غرار ما حصل خلال عهدَيْ بشارة الخوري وكميل شمعون، إضافة إلى بدء نموّ المنتفعين والمستفيدين والطفيليّين من حوله، وصولاً إلى الاصطدام ببعض العائلات السياسية التقليدية ومن كان يسمّيهم فؤاد شهاب “أكلة الجبنة”.

إقرأ أيضاً: شمعون: فتى عروبةٍ خانها مع الغرب

هذا على الأرجح ما دفعه إلى رفض التجديد لنفسه ورفض “المساس بالكتاب”، على الرغم من الأكثرية التي كانت من حوله. لكنّه اقترح شارل حلو خلفاً له في الرئاسة على الرغم من أنّه لم يكن “شهابيّاً أصيلاً”. وكذلك فعل عندما عادت الأكثرية النيابية الشهابية تعرض عليه عام 1970 العودة إلى الرئاسة مجدّداً من دون الحاجة إلى تعديل الدستور، فاقترح الشهابي بامتياز الياس سركيس لرئاسة الجمهورية التي خسرها بفارق صوت واحد أمام سليمان فرنجية.

انكفأ شهاب عن الحياة العامّة ولزم منزله القريب في جونيه الذي لم يغادره عندما كان رئيساً، إذ كان يعود إليه ليلاً للمبيت فيه. في كتابه “جمهورية فؤاد شهاب” ينقل الصحافي نقولا ناصيف أنّه في “الأسبوعين الأخيرين من حياته، كان وهناً ومتعباً. أكثَر من التدخين. ما يزيد على ثلاث علب في اليوم. في الغالب يدخّن بإفراط، سجائره المفضّلة التبغ المحلّي. اعتمره الغضب وتحكّم بمزاجه. كان يتمشّى بعصبيّة، ويقول لزوّاره وأعوانه ومساعديه السابقين… إنّه غارق في التشاؤم والحزن ممّا ينتظر لبنان… كان يضيف: أرى لبنان مقبلاً على أيّام سود.. أرى برك دم. أرجو الله أن لا يجعلني أحضر هذه الأيّام. هكذا أصبحت “الشهابية” لاحقاً نهجاً ونمطاً للحكم النزيه ولإدارة الدولة وبناء المؤسّسات.

غداً: شارل حلو: راهب في غير مكانه وشهابيّ مُلتبس

المصادر:

– نقولا ناصيف، “جمهورية فؤاد شهاب”، دار النهار.

– باسم الجسر، “فؤاد شهاب”، مؤسسة فؤاد شهاب.

– جورج نقّاش، “أسلوب جديد ـ الشهابية”، محاضرة بالفرنسية منشورة إلكترونياً، موقع مؤسسة فؤاد شهاب.

– منى فيّاض، “فؤاد شهاب.. الرئيس الذي بنى لبنان”.

مواضيع ذات صلة

عهد ميشال عون: جنرال الانقلابات الدائمة

مع نهاية ولاية الرئيس ميشال عون، طوى لبنان صفحة سوداء من تاريخه المعاصر لعهد كانت سنواته الستّ انقلاباً مستمرّاً على الدولة والدستور والطائف. بيد أنّ…

ميشال سليمان: جامع مجد المعادلتين.. “الخشبيّة” و”الذهبيّة”

لعلّ ميشال سليمان هو الرئيس الأقلّ إشكاليّة منذ اتفاق الطائف. فهو أوّل رئيس جاء بتوافق وإجماع لبنانيَّين، معطوف على إجماع عربي ودولي، بعد خروج القوات…

إميل لحّود: رجل الأسد “بنصّ كمّ”

إميل لحّود هو رجل سوريا الأسد، الأب والابن من بعده. وقد سجّل عهده أحداثاً مهمّة ومفصليّة في تاريخ لبنان الحديث: – انسحاب الجيش الإسرائيلي من…

الياس الهراوي: عهد وصاية “الروح القدس” الأسديّة

في التقاليد اللبنانية (العشائرية)، لا يُفَكَّر بالخلف قبل دفن السلف. لكنّ مهلة الخجل، أي وقت الحداد، حسب تيودور هانف، لم تُحترَم بعد اغتيال الرئيس رينيه…