لا أجوبة بعد داخل التيار الوطني الحر وخارجه عن السبب الذي دفع النائب جبران باسيل إلى خوض معركة المتن بلائحة غير مكتملة وبترشيح “ثلاثيّ” شمل إبراهيم كنعان وإلياس بو صعب وإدي معلوف، وهو ما سيشكّل خطراً على حظوظ معلوف أو كنعان بالفوز.
تسلِّم كلّ التقديرات الانتخابية بأنّ التيار الذي يخوض معركة المتن من دون حلفاء عام 2018، أي الطاشناق والقومي وسركيس سركيس وغسان مخيبر، يضمن الفوز بمقعدين فقط. وكان التحالف السابق قد مكّن اللائحة من الفوز بأربعة مقاعد من أصل ثمانية، من ضمنها مقعد آغوب بقرادونيان.
“تناتش” الصوت التفضيلي بين نواب التيار سيزيد من وتيرة التصادم داخل اللائحة نفسها في تقمّصٍ للحالة العونية في جزّين، حيث نزل باسيل بثقله من خلال الترشيح الثلاثي لكلّ من أمل أبو زيد وزياد أسود وسليم الخوري، بخلاف مناطق انتخابية أخرى.
تفيد المعلومات أنّ رئيس الجمهورية الأسبق إميل لحود، جدّ المرشّح ميشال المرّ، دخل على الخطّ مباشرة، عبر نجله إميل إميل لحود، محاولاً جمع ما يلزم من أصوات تدور في فلك الحزب
ستّ لوائح في المتن غير مكتملة باستثناء لائحة التحالف بين حفيد ميشال المرّ والطاشناق بهدف الاستفادة من أيّ صوت قد تكسبه اللائحة من مرشّحين هم “كمالة عدد” فقط لرفع الحاصل، إضافة إلى الاستفادة من مندوبيهم.
لكنّ “استراتيجية” آل المرّ الانتخابية للفوز بالمقعد الأرثوذكسي الثاني في الدائرة (الأوّل مضمون لإلياس بو صعب) لوراثة مقعد النائب والوزير السابق ميشال المرّ، شَطَحت باتّجاه حملة انتخابية دعائية حادّة لميشال جونيور.
بعد مضيّ أكثر من ثلاثة أشهر على الذكرى السنوية الأولى لوفاة ميشال المر، رسا القرار على إحيائها في عزّ الحملة الانتخابية لميشال الحفيد، بالتزامن مع قيام الأخير بجلسات تصوير داخل مبنى “عمارة شلهوب” جالساً أمام عدسات الكاميرا وإلى جانبه صورة الجدّ الراحل.
حفيد إميل لحّود
تفيد المعلومات أنّ رئيس الجمهورية الأسبق إميل لحود، جدّ المرشّح ميشال المرّ، دخل على الخطّ مباشرة، عبر نجله إميل إميل لحود، محاولاً جمع ما يلزم من أصوات تدور في فلك الحزب، وبدعم من السوريين تُرجم من خلال دعم الحزب القومي للائحة المرّ – الطاشناق. هذا وكان الاتفاق المبدئي في المتن يقضي بانقسام البلوك الشيعي بين حزب الله الداعم للائحة التيار وبين حركة أمل الداعمة للائحة المر-الطاشناق.
وقد أوصل آل لحود رسالة واضحة للسوريين والحزب مفادها: “هذا حفيدي وأنا ربّيته. أريد دعمكم”. هذ مع العلم أنّ رصيد جدّه لوالده الراحل سواء في دمشق أو في المتن كفيل بدعم نجاح الحفيد.
كان لافتاً في هذا السياق التداول الكثيف عير وسائل التواصل الاجتماعي لفيديو يُظهِر الياس المر، والد ميشال جونيور، خلال حفل الإعلان عن اللائحة، وهو يقول بصوت خافت للنائب بقرادونيان: “هيدي أول مرّة بيجي الحزب… أنظر هونيك على يمينك”.
وفق المعلومات يعيش التيار إرباكاً حقيقياً بسبب فوضى توزيع الأصوات التفضيلية، مع العلم أنّ ثمّة إيعازاً حزبياً واضحاً بدعم إدي المعلوف
حزب الله مع المرّ
في المحصّلة سيؤدّي هذا الواقع إلى إنجاح آل المر لمرشحهم بالتحالف مع الطاشناق والقومي والحزب لإنجاح المر بالأصوات التفضيلية على حساب النائب آغوب بقرادونيان.
قد تستفيد من هذه الثغرة لائحة القوات اللبنانية الضامنة لفوز ملحم الرياشي عن المقعد الكاثوليكي، بحيث يمكن أن يفوز مرشّحها آرا بارداقجيان بمقعد الأرمن الأرثوذكس. وهو أمرٌ أثار استياءً كبيراً على مستوى القاعدة الأرمنية.
انتهى تدخّل إميل لحود والضغط الذي مارسه في المتن إلى سحب النائب السابق غسان مخيبر من لائحة المعارضة، إذ كان ترشيح مخيبر سيشكّل منافسة قوية لميشال الياس المر. وقد رَصَد المتابعون استياء لحود الكبير من ضمّ النائب باسيل لنصري لحود ابن شقيق الرئيس السابق إلى لائحة التيار الوطني الحر.
وفق المعلومات يعيش التيار إرباكاً حقيقياً بسبب فوضى توزيع الأصوات التفضيلية، مع العلم أنّ ثمّة إيعازاً حزبياً واضحاً بدعم إدي المعلوف.
من جهة القوات طَرَح مرشّحها عن المقعد الكاثوليكي ملحم الرياشي مشروعاً سياسياً واضحاً تحت عنوان “الحياد البطريركي لإنقاذ لبنان”، وهو يلاقي صدى في الشارع المسيحي الرافض لسياسة المحاور.
إقرأ أيضاً: عملاء إسرائيل في “خدمة” الانتخابات النيابيّة!!
ويرى كثيرون أنّ إصرار باسيل بموافقة ميشال عون على ترشيح إدي المعلوف على لائحة التيار يعني هدم كلّ الجسور بين التيار والقوات، وانعدام احتمال عودة الطرفين إلى طاولة التفاهم بعد الانتخابات النيابية، وذلك بعد وضع إدي المعلوف بوجه ملحم الرياشي.
يُذكر أنّ المتن شهد ولادة لائحتين للمعارضة هما “نحو الدولة” و”متنيون سياديون”، إلى جانب لوائح القوات والتيار الوطني الحر والكتائب والطاشناق-المرّ.