يتناتش حلفاء دمشق في لبنان فتات المقاعد النيابية التي يخصصها لهم حزب الله، نزولاً عن رغبة نظام الأسد. فبعدما كانت “عنجر” تحدّد من هو النائب ومن ليس النائب، بات الأمر لحارة حريك. حتى بات الحزبين “السوريين”، القومي الاجتماعي من جهة، والبعث من جهة أخرى، يتنافسان حول بعض المقاعد المخصّصة لهما.
باسيل ومحاولاته
في مفاوضاته الانتخابية مع حزب الله، طلب رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من حزب الله أن تؤول إليه المقاعد المسيحية المحسوبة على الحزب السوري القومي الاجتماعي “لأنّ ترشيح القوميين عن المقاعد المسيحية يبعد المسيحيين عن التيار، ويسهّل استقطاب القوات اللبنانية لأصواتهم”. فكان ردّ حزب الله: “لكَ ما تريد”، مع بعض الاستثناءات المتعلّقة بحيثيّة رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي السابق النائب أسعد حردان في مرجعيون –حاصبيا.
في معلومات “أساس” أنّ دمشق رعت محاولات للمصالحة بين المجموعتين عبر السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي. وقد تُوِّجت هذه المحاولات بلقاء جمع حردان والبنات منذ أكثر من سبعة أشهر في السفارة السورية، غير أنّه لم ينجح في توحيد الصفوف
غير أنّه ما لم يكن في الحسبان هو انعكاس انقسام الحزب السوري القومي على المشهد الانتخابي في الدوائر المختلفة. هو انقسام ليس لمصلحة أحدٍ، خصوصاً الحزب القومي نفسه الذي يتوقّع أن يخسر مقاعد نيابية بسبب انقسام أصوات القوميين.
ليس انقسام الحزب القومي بجديد. بل توالت فصوله بدءاً من الاستحقاقات الداخلية التي أجراها الحزب، وصولاً إلى انتخابات رئاسة الحزب. شرخ كبير بين مجموعة رئيس الحزب الحالي ربيع البنات، ومجموعة الرئيس السابق النائب أسعد حردان.
في معلومات “أساس” أنّ دمشق رعت محاولات للمصالحة بين المجموعتين عبر السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي. وقد تُوِّجت هذه المحاولات بلقاء جمع حردان والبنات منذ أكثر من سبعة أشهر في السفارة السورية، غير أنّه لم ينجح في توحيد الصفوف وإعادة المجموعتين إلى القيادة الواحدة للحزب وفق هرميّة يُتّفق عليها.
وقد جوبهت المبادرة السورية بتعنّت الطرفين، لكن ما تزال مساعي الصلحة قائمة، وستُستأنف بعد الانتخابات بفعّالية أكبر لأنّ الفريقين تورّطا بترشيحاتهما وأصبح من الصعب العودة إلى الخلف أو الاتفاق على مرشّحين موحّدين للحزب.
انقسام في الدوائر
اليوم للحزب القومي 3 نواب هم سليم سعادة (الشمال الثالثة)، أسعد حردان (مرجعيون) وألبير منصور (بعلبك- الهرمل).
تشير المعلومات إلى أنّ كلّ مجموعة تتّجه إلى ترشيح شخصية مختلفة في مختلف الدوائر، باستثناء المقعد الأرثوذكسي في مرجعيون-حاصبيا حيث نجح حزب الله في رعاية اتفاق بين المجموعتين يضمن المقعد للنائب أسعد حردان من دون ترشيح مقابل له. وقد أسقط “فرع الروشة” (أي الحزب الرئيسي) توجّهه إلى ترشيح محمود أبو خليل عن المقعد الشيعي في صور، حيث يتمتّع الثنائي بحيثيّة مهمّة هناك.
تحدّثت معلومات عن طلب دمشق من حزب الله ترشيح المين العام الجديد لحزب البعث في لبنان، علي حجازي، قبل أن تعود قيادات عليا في سوريا وتتدخّل لمصلحة إعادة ترشيح السيّد
لدى فرع الروشة في عكّار توجُّه بترشيح شكيب عبود عن المقعد الأرثوذكسي، فيما يتّجه حردان إلى ترشيح الدكتور سلفادور مطر مسؤول الحزب في عكار.
اختار فرع الروشة في طرابلس ترشيح جودت بطرس عن المقعد الماروني، فيما ليس لدى حردان مَن يرشّحه.
أمّا فرع الروشة في الكورة فقد يرشِّح وليد عازار، فيما اختار سليم سعادة إعادة الترشّح تحت عنوان حيادي ليكون ممثّلاً عن القوميين في هذا القضاء حيث تُعتبر أميون عاصمة القوميين وعرينهم. غير أنّ استمرار الترشيحَيْن سيؤدّي في الأغلب إلى سقوطهما معاً لانقسام أصوات القوميين بينهما. وهذا بدوره سيؤدّي إلى خدمة الحلفاء، سواء التيار الوطني الحر المتمثّل بالنائب جورج عطالله أو تيار المردة الذي قد ينال مقعداً في الكورة.
من جهتها، اختارت قيادة الروشة في بيروت ترشيح رمزي معلوف، فيما قد يرشّح حردان رئيس الاتّحاد العمّالي العامّ السابق غسان غصن عن المقعد الأرثوذكسي.
في البقاع الغربي ارتأى حردان ترشيح طوني سلوان عن المقعد الماروني، فيما امتنع فرع الروشة عن ترشيح أحد.
أمّا في بعلبك الهرمل أو البقاع الشمالي، فهناك توجّه لدى قيادة الروشة إلى ترشيح حنّا جعجع، رئيس بلدية برقا السابق مقابل ترشيح باسيل لروني نصرالله عن المقعد الكاثوليكي، مكان النائب الحالي ألبير منصور، فيما يتّجه حردان إلى ترشيح إحدى الشخصيات عن المقعد السنّيّ.
في المتن الشمالي تتجه قيادة الروشة إلى ترشيح أنطون خليل من دون أن يتبنّى ترشيح مسؤول الحزب في عينطورة روكز الحج الذي اختار أن يترشّح من خارج انقسام حزبه على أن ينسحب من المعركة في حال عدم التوافق عليه.
تشير المعلومات إلى أنّ كلّ مجموعة تتّجه إلى ترشيح شخصية مختلفة في مختلف الدوائر، باستثناء المقعد الأرثوذكسي في مرجعيون-حاصبيا حيث نجح حزب الله في رعاية اتفاق بين المجموعتين يضمن المقعد للنائب أسعد حردان من دون ترشيح مقابل له
التخبّط بين السيّد وحجازي
بينما يتناقل الجميع أخباراً عن الإشكالية المتعلّقة بترشيح أو عدم ترشيح النائب جميل السيّد في الدورة المقبلة، تحدّثت معلومات عن طلب دمشق من حزب الله ترشيح المين العام الجديد لحزب البعث في لبنان، علي حجازي، قبل أن تعود قيادات عليا في سوريا وتتدخّل لمصلحة إعادة ترشيح السيّد.
غير أنّ التغريدة التي كتبها السيّد وجاء فيها أنّه “عندما يلعب الصغير في ملعب الكبار، ويظُنّ نفسه أنه أصبح كبيراً، بيروح دعْس بين الأرجُل وفرْق عملة…”، أعادت خلط الأوراق. فتحدّثت معلومات عن انقلاب كلام السيّد لغير مصلحته، بعدما أحرجت تغريدته أكثر من طرف، ولا سيّما أنّ دمشق لم تستسِغ الكلام عن الصغار والكبار.
آخر الكلام في هذا الموضوع صدر عن دائرة العلاقات الإعلامية في حزب الله التي قالت إنّ “اللواء السيّد شخصيّة مستقلّة وقرار ترشّحه أو عدمه واختيار الدائرة والتحالفات هما قراره الشخصيّ حصراً”.
إقرأ أيضاً: زياد أسود “يتمرّد” لمعركة جزّين… وأبو زيد يعتكف؟!
منهم مَن قرأ في هذا البيان تنصّلاً غير مباشر من ترشيح السيّد وعودة إلى ترشيح حجازي، ومنهم من قال إنّ الأمر غير محسوم بعد. الأكيد أنّ حجازي سيلتزم بقرار دمشق المتعلّق بترشّحه أو عدم ترشّحه، فيما تحدّثت مصادر مقرّبة من حزب البعث عن إجراءات مشدّدة ستُتّخذ بحقّ مخالفي قرار القيادة، وأوّلهم الوزير عاصم قانصوه وغيره.
الأكثر تأكيداً عاد إلى تأييد ترشيح السيّد بعد أن توضحت له خلفية رسالة رسمية وصلت من جهاز أمني سوري تعمّدت ترك القرار مائعاً بشأن الترشيح باعتبار أنّ هناك لائحة ستتشكّل تعطي السيّد وحزب البعث حصتهما من المقاعد النيابيّة. أمّا السيّد حسن نصرالله فحدّد أربع قواعد للنائب السيّد لدعم ترشيحه أهمها أنّ الرئيس برّي “خط أحمر” ويحظر التعرّض له.