أم كلثوم: أحبّت رجلَيْن.. أحدهما متزوّج

مدة القراءة 2 د

سأل والدي مصطفى أمين أمَّ كلثوم: “هل تحبّين الشاعر أحمد رامي؟ إنّه لا ينظم الشعر إلا بوحي منك”.

فأجابت أنّها تُقدّره، “لأنّه أحد عوامل بناء مجدها”.. لكنّها لا تحبّه وهو يعلم ذلك. يكتفي بأنّها قد أعطته كلّ يوم إثنين في حياتها، وهو يوم إجازته من دار الكتب. فهي لا تسمح لأحد بأن يدخل بيتها فى هذا اليوم إلا هو. يتناول الغداء معها، ويقرأ معها دواوين الشعر التي تحبّها.

أم كلثوم: عرفتُ الحبّ البريء مع شابّ غنيّ يهوى العزف على الكمان. كنت أصعد أولى درجات الشهرة. أحبّني وأحببته، لكنّه فجأة استيقظ ووجدني أصعد سلّم النجاح بسرعة، وهو يقف مكانه

عاد مصطفى أمين وسألها: ؟”ألم تعرفي الحبّ أبداً؟”.  أجابت: “عرفتُ الحبّ البريء مع شابّ غنيّ يهوى العزف على الكمان. كنت أصعد أولى درجات الشهرة. أحبّني وأحببته، لكنّه فجأة استيقظ ووجدني أصعد سلّم النجاح بسرعة، وهو يقف مكانه. فقرّر أن يتركني قبل أن أتركه. فشلت في أن أقنعه بأن يغيّر قراره. اتّصلت به في اليوم التالي، فقيل لي إنّه مريض. ذهبت إلى منزله فلم أجده. بعد عدّة أيام اتّصلت به تليفونيّاً، فردّ عليَّ بنفسه، وقال لي: النمرة غلط يا آنسة!”.

قبل أن ينتهي لقاء مصطفى أمين بأمّ كلثوم، دقّ التليفون دقّة ترنك (مكالمة من خارج القاهرة). فرفعت أمّ كلثوم السمّاعة وفي عينيها فرح. تظاهرت أنّها تتحدّث مع سيّدة، لكنّ مصطفى أمين فهم أنّها تتحدّث مع رجل. أنهت المكالمة وعلى وجهها حمرة غريبة. فسألها مصطفى أمين: “هل هذا عازف الكمان؟”. فأجابت: “لا.. هو الرجل الذي أحبّه الآن. أريد أن أَأْتمنك على سرّ، على الرغم من أنّني لا أثق بالصحافيين عموماً. اسمه فلان، وهو موظّف كبير، متزوّج وله أولاد. لا أريد أن يعرف أحد عن هذا الحبّ حتى لا أجرح زوجته”. فوعدها مصطفى ألّا يذكر اسمه أبداً، ونشر الحوار في مجلّة “روز اليوسف” في آب من عام 1932، وأخفى اسم العاشق الأول والعاشق الثاني.

إقرأ أيضاً: أمّ كلثوم عقبة في طريق تطوّر الغناء المصريّ!!

لم ينشر مصطفى أمين كلمة واحدة في “روز اليوسف” عن أكبر قصّة حبّ عرفها في حياته في تلك الأيام. ومنذ ذلك اليوم أصبحا صديقين، وأصبحت أمّ كلثوم تثق بمصطفى أمين، وتطمئنّ إليه، وقامت بينهما صداقة قويّة عاشت أكثر من أربعين عاماً بلا انقطاع.

أكتب هذه الذكريات لمناسبة مرور ذكرى رحيل كوكب الشرق أمّ كلثوم أمس.

*نقلاً عن “المصري اليوم”

مواضيع ذات صلة

لاسلو كراسناهوركاي.. “نوبل الأدب” لكاتبٍ من حافة القيامة

في زمنٍ يتسارع فيه كلّ شيء وتضيق فيه فسحات التأمّل، تعود “جائزة نوبل في الأدب” لتعلن وفاءها العميق لجوهرها الأوّل: مكافأة الأدب الذي يُزعج لا…

حين ينكسر المثقّف… وينكفىء

أعاد زهير الجزائري إظهار مقالٍ له نُشر في أواخر التسعينيّات عن يوسف الصائغ، يحاول فيه أن ينبش في ضمير الصائغ وسلوكه بحثاً عن الدوافع أو…

سويروس والسعداوي: “رأس المال” منافحاً عن الفكر الحرّ؟

برغم مرور أربع سنوات على رحيلها عن عالمنا، لا تزال نوال السعداوي تثير الجدل وتدقّ على الأبواب المغلقة حتى تناقش العقل الجمعي في الأفكار التي…

طلال حيدر… شاعر النقاء الرعوي والاستعارات المدهشة

أصعب ما في الكتابة عن طلال حيدر أنك لا تستطيع ضبطه متلبساً في حالة هدوء، أو وضعية ثابتة، لكي تستطيع القبض على ملامحه. فهو يظهر…