32 قتلهم كورونا في لبنان: عن الخوف من الدفن

مدة القراءة 4 د


كيف يتمّ دفن موتى كورونا؟

سؤال لا بدّ من التوقف عنده بعدما سجّل لبنان 32 وفاة حتى اليوم.

مدخلنا إلى هذا الملف، معاناة عائلة بقاعية توفي أحد أفرادها إثر إصابته بالفيروس، ما وضعهم في حالة من التخبّط أمام الدفن في ظلّ تقاعس المعنيين.

وسيم جانبين، ابن بلدة الصويري – البقاع الغربي، روى لـ”أساس” حالة الارتباك التي عاشتها العائلة بعد وفاة عمّه مهدي شومان (65 سنة) بفيروس كورونا. فمهدي الذي يعاني من أمراض مزمنة (مشاكل بالرئتين وضعف في عضلة القلب ومريض بالضغط)، ويستعمل جهازاً تنفسياً منذ 3 سنوات، انتقلت إليه العدوى من أحد أقربائه، الذي أصيب بدوره بالفيروس بعد احتكاكه بمصاب من بلدة مجدل عنجر.

لاحظ مهدي العوارض باكراً، فنقل إلى المستشفى الهراوي الحكومي في زحلة، حيث أجرى فحص الـpcr فظهرت نتيجته إيجابية. وبقي في المستشفى إلى أن توفي يوم السبت 13 حزيران.

إقرأ أيضاً: أوّل وفاة بكورونا في لبنان: هل ينقل الأموات العدوى؟

وسيم كان قد أحاط لجنة إدارة الكوارث في الصويري بحالة عمه الصحية قبل الوفاة. فتمّ الاتفاق معها على وضع قائم مقام البقاع الغربي في الأجواء لكون البلدية منحلّة، لكنّه تفاجأ بذريعة عدم وجود إمكانيات مادية، مع العلم أنّ هناك مليار ليرة في الصندوق البلدي.

إتمام عملية الدفن دون نقل العدوى كان هاجس العائلة، في ظلّ تلكؤ المستشفى التي تركتهم إدارتها يعالجون المسألة وحدهم، في غياب القائمقام الذي لم يردّ على الاتصالات به، ولم تتعاون معهم “إدارة الكوارث” في السراي الحكومي.

في ظلّ هذه الظروف، تواصل وسيم مع الدكتور محمد عبيد من بعلبك، الذي تعاون معهم فعمد إلى تزويدهم بثياب عزل كي يرتدونها. بعد تأمين الثياب العازلة، تواصلت العائلة مع الصليب الأحمر لنقل الجثمان، غير أنّ الأخير كان بحاجة لإذن من وزارة الصحة. فما كان من أهل الضحية إلا أن اتصلوا بالخط الساخن (المعنيّ بمتابعة هذه الإجراءات) لتكون النتيجة انتظاراً طويلاً دون جواب.

الذي يقوم بنقل الجثث عادة هو الصليب الأحمر، لكونه مدرّباً، إضافة إلى الهيئات الأهلية المرتبطة بالبلديات والمدافن مثل “الهيئة الصحية” و”المقاصد”

إغلاق كلّ السبل أمامه، دفع وسيم إلى التواصل مجدّداً مع الدكتور عبيد، الذي أخبره أنّه يستطيع تأمين مساعدة من “الهيئة الصحية الإسلامية” التابعة لحزب الله.

وبالفعل تمّ التواصل مع الهيئة، وتمنّت العائلة عليها أن تأتي إلى البلدة آلية لا شعارات حزبية عليها كي لا يتم استفزاز أهل المنطقة. تمّت الاستجابة، وغسل الجثمان في “عين بورضاي” وتمّ الدفن في الصويري، ضمن الإجراءات والمعايير التي وضعتها وزارة الصحة. ولم يشارك في عملية الدفن إلاّ شبّان “الهيئة الصحية” وولدا الراحل، وقد ارتديا ثياب العزل. 

ماذا تقول وزارة الصحة؟

موقع “أساس” تواصل مع وزارة الصحة عبر الخط الساخن. الذي ردّ علينا على الفور دون أيّ تأخر. فبادرنا بالسؤال فوراً عن الإجراءات التي تعتمد في حالة الوفاة، وكان الجواب: “يتمّ التعاطي مع جثث وفيات كورونا مثل أيّ وباء متعلّق بالجهاز التنفسي. فمن يقوم بدفن الجثة والاحكتاك بها، يجب عليه أن يرتدي الثياب العازلة والكفوف والكمّامة. ومنظمة الصحة العالمية، منعت تشريح الجثث كي لا ينتقل الفيروس”.

في حال لم تتعاون المستشفى فهي الجهة المسؤولة. ولكن هذه نتيجة لا يمكن أن نصل إليها قبل إجراء تحقيق

أهل المتوفي مع من عليه التواصل؟ تجيب الوزارة: “الذي يقوم بنقل الجثث عادة هو الصليب الأحمر، لكونه مدرّباً، إضافة إلى الهيئات الأهلية المرتبطة بالبلديات والمدافن مثل “الهيئة الصحية” و”المقاصد”. جميعهم ينقلون الجثث. وجميعهم يأخذون إرشادات حول تعقيم الآليات والخطوات”.

وبحسب الوزارة، فإنّ المستشفى هي التي تتولى التنسيق في موضوع الوفيات، كي يقوم الصليب الأحمر بنقل الجثمان.

وفيما يتعلّق بعدم التعاون الذي بدر من مستشفى الهراوي؟، تجيب الوزارة: “في حال لم تتعاون المستشفى فهي الجهة المسؤولة. ولكن هذه نتيجة لا يمكن أن نصل إليها قبل إجراء تحقيق. ونتمنى على العائلة الاتصال على الـ1214 وتقديم شكوى”.

القائمقامية تردّ

قائمقام البقاع الغربي وسام نسبين نفى لـ”أساس”، أن يكون هناك أيّ تقصير من جانبه: “أنا مسؤول عن 4 قرى بالإضافة إلى عمل القائمقامية. وقد تعاطينا مع الملف بجدّية كاملة، وكان تعاطي البلديات إيجابياً. ونحن على تنسيق دائم مع وزارة الصحة”.

وفيما يتعلّق بحالة الوفاة الأخيرة، يوضح نسبين أن “الشخص الذي توفي يعاني من أمراض مزمنة. وقد قمنا باللازم من أول لحظة، ونسقنا مع الوزارة، كما أرسلنا شاباً إلى بعلبك كي يأتي بثياب عزل. ولكن هناك مجموعة على الفيسبوك هدفها التعليق فقط”.

مواضيع ذات صلة

أيّها اللبنانيّون.. إلى الكمّامة  دُرْ

أعلن وزير الصحة فراس أبيض ارتفاع النسبة الموجبة لفحوص كورونا إلى 2 .14% بعدما كانت تراوح في بداية شهر كانون الأول الفائت بين 5.5% و6%….

كورونا يعود بقوّة: زيادة الوفيات 78% في الشرق الأوسط

قالت منظمة الصحة العالمية أمس الأول (الثلاثاء) إنّ حالات الإصابة بفيروس كورونا تضاعفت ثلاث مرّات في جميع أنحاء أوروبا خلال الأسابيع الستة الماضية، وهو ما…

الكورونا مجدّداً في لبنان: هل “ينفجر” في تموز؟

كورونا.. جدري القردة.. التهاب الكبد الوبائيّ. يبدو أنّ البيئة المجتمعية والصحيّة في لبنان تساعد على تكاثر الفيروسات. دخل “جدري القردة” لبنان عبر حالة وافدة من…

“أنت البطل في معركة الوباء”.. كواليس كورونا الصينية

“أنت البطل في معركة الوباء” (To fight against covid-19, you are the hero) هو عنوان كتاب يعود بنا إلى بداية أحداث انتشار وباء فيروس كورونا في…