في مقابل التسريبات التي تتحدّث عن تراجع فرنسي عن دعم خيار سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية ووجود خلاف داخل أروقة الإليزيه في شأن خطأ إيمانويل ماكرون في التسويق لمرشّح رئاسي ورقته غير صالحة لـ “التسويق” في بيروت، برَز قبل أيام تصلّب واضح من جانب حزب الله عكسته مواقف نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم الذي حسم فرضية تخلّي الضاحية عن ترشيح فرنجية قائلاً: “هذا أمرٌ لم يحصل ولن يحصل”.
اللافت في كلام مسؤول حزب الله هو الحديثُ للمرّة الأولى عن لائحة من ستة عشر مرشّحاً مسيحياً بأنّ “الاسم المطروح من قبلنا والأسماء الموجودة في اللائحة لا تتيح على الإطلاق وجود أيّ منافسة وازنة بسبب الفارق الكبير بين عدد الأصوات المؤيّدة لفرنجية وعدد الأصوات المؤيّدة لكلّ واحد من المحتملين من هذه اللائحة”.
في الوقائع، استهدف الشيخ قاسم مباشرة “لائحة بكركي” التي جال بها راعي أبرشية أنطلياس المطران أنطوان بو نجم على الأحزاب والقوى المسيحية بتكليف من البطريرك بشارة الراعي والتي تألّفت من 11 اسماً هم إلى فرنجية وقائد الجيش العماد جوزف عون والنائب ميشال معوّض كلّ من: إبراهيم كنعان، زياد بارود، جهاد أزعور، صلاح حنين، نعمة افرام، جورج خوري، فريد الياس الخازن، روجيه ديب. ثمّ توسّعت اللائحة “افتراضياً” بفعل مداولات الغرف إلى 16 اسماً، بينهم زياد حايك ورجل الأعمال اللبناني- الأميركي فيليب زيادة.
لكنّ معطيات “أساس” تؤكّد أن ليس من تقاطع حتى الآن بين القوات والتيار الوطني الحرّ حول أيّ اسم
يقول مصدر مطّلع على المداولات التي شملت مسار النقاش الطويل في الأسماء إنّ الخلاصة الأساسية لهذه النقاشات:
– تكريس رفض الأحزاب المسيحية القاطع لفرنجية الذي استظلّ الموقف الرماديّ للسعودية من الاستحقاق الرئاسي.
– تبنّي باسيل ترشيح زياد بارود وجهاد أزعور وروجيه ديب، في مقابل تبنّي القوات لقائد الجيش وميشال معوّض وصلاح حنين.
– هامش الأسماء غير المتوافَق عليها أكبر بكثير من الأسماء التي يمكن أن تشكّل تقاطعاً بين الأحزاب والقوى المسيحية. يقول معنيون في هذا السياق: “صفّت الأحزاب المسيحية بعضها من خلال “شيطنة” أسماء خصومها ورفضها لمجرّد أنّها مطروحة بخلفية حزبية ضيّقة. فقط الأسماء التي طرحتها بكركي كإبراهيم كنعان مثلاً وفريد الياس الخازن أو جورج خوري بقيت خارج الاصطفافات”.
لا بكركي ولا الوسطاء المعلَنون وغير المعلَنين تمكّنوا من “جَمع” باسيل وجعجع على اسم أو اسمين، فيما المعطيات تفيد بأنّ آخر محاولات رئيس التيار الوطني الحرّ تُترجَم من خلال محاولة إقناع “القوات” بالسير بترشيح بارود أو أزعور.
كان لافتاً في هذا السياق تأكيد باسيل في إطلالته التلفزيونية الأخيرة “أنّنا نناقش الأسماء والبرنامج”، معترفاً في الوقت نفسه “بعدم قناعته بأيّ اسم” في ظلّ استماتة، كما يصفها مطّلعون، من جانب باسيل لإقرار تفاهم رئاسي مع جعجع “يَضرب” ترشيح الحزب لفرنجية ويطيح بالأخير وبقائد الجيش بهدف إخراجهما نهائياً من السباق الرئاسي.
في الساعات الماضية رُصدت نداءات متكرّرة من نواب التيار “لإبرام اتفاق مع القوات”، فيما أكّد النائب أسعد درغام أنّ “باسيل مقتنع أن لا بديل عن الاتفاق”. أمّا نائب القوات فادي كرم فأعلن “تقدّم المفاوضات بين القوات وقوى المعارضة والتيار الوطني الحرّ لدرجة أنّ التداول انحصر باسمين”.
لكنّ معطيات “أساس” تؤكّد أن ليس من تقاطع حتى الآن بين القوات والتيار الوطني الحرّ حول أيّ اسم.
يقول مطّلعون: “في ظلّ عملية خلط الأوراق في الخارج وتشظّي المبادرة الفرنسية و”الطحشة” الأميركية، رُصِد دخول متجدّد لبكركي على الخطّ من أجل حصر بقعة الأسماء وتحقيق معجزة التوافق المسيحي. كما تردّد أنّ النائب سكاف حاول أخيراً حصر توافق نواب المعارضة على صلاح حنين الذي يوافق على ترشيحه القوات والاشتراكي، لكنّ مهمّته فشلت”.
إقرأ أيضاً: هل يغطّي “الثنائيّ الشيعيّ” جلسة تعيين الحاكم؟
أمس تبنّى المكتب السياسي للتيار الوطني الحر معادلة رفض “مرشّحَي المواجهة (قائد الجيش) والممانعة (فرنجية)” التي سبق أن أعلنها باسيل في حواره التلفزيوني الأخير، مؤكّداً “تجاوب التيار مع الكثير من مبادرات التوافق على أسماء مقبولة ولها قابلية النجاح في المشروع الإصلاحي”.
لمتابعة الكاتب على تويتر: MalakAkil@