زار قيادي بارز في حركة “حماس” بيروت الأسبوع الماضي، وعقد لقاءات مع شخصيات لبنانية متعدّدة استعرض خلالها الأوضاع في فلسطين وتصاعد المقاومة وكيفيّة مواكبة التطوّرات سياسياً وإعلامياً وميدانياً. وأوضح هذا القيادي، خلال لقاء خاصّ مع موقع “أساس”، أنّ حركة حماس تواكب اليوم التطوّرات المتصاعدة في المناطق الفلسطينية المحتلّة، خصوصاً في الضفّة الغربية والقدس، وأنّ “ما يجري هو مشروع متكامل من أجل الردّ على مشاريع التطبيع والاحتلال والمشاريع الاستيطانية للحكومة الصهيونية الجديدة وخططها ضدّ الشعب الفلسطيني. وقد تحوّل الشعب الفلسطيني اليوم، ولا سيّما في الضفّة الغربية والقدس، إلى مجتمع مقاوم وحالة قتاليّة يوميّة، لأنّ المقاومة هي الخيار الوحيد الباقي أمام الشعب الفلسطيني لمواجهة جرائم الاحتلال”.
وأضاف القيادي البارز في “حماس”: “نحن اليوم أمام تطوّرات دولية وإقليمية خطيرة، فالعالم يعيش حرباً ساخنة في أوكرانيا بين روسيا والغرب، وحرباً باردة بين أميركا والصين، والحكومة الصهيونية تحاول استغلال التوتّرات العالمية كي تنفّذ مشاريعها الاستيطانية وتصفية القضية الفلسطينية وشنّ حروب متنقّلة على دول المنطقة. لذلك ليس لدينا خيار، نحن الفلسطينيّين، سوى المواجهة. لأنّ الأميركيين مشغولون بهمومهم وهم غير قادرين على التأثير على الحكومة الصهيونية ويحاولون فقط منع انجرار المنطقة إلى حرب شاملة لأنّ ذلك ليس من مصلحتهم”.
قال القيادي الحمساويّ إنّه من أجل مواجهة هذه الخطط الصهيونية “اتّخذنا قرارنا في حركة حماس بإعادة ترتيب العلاقات مع كلّ دول المنطقة، ومنها سورية
قال القيادي الحمساويّ إنّه من أجل مواجهة هذه الخطط الصهيونية “اتّخذنا قرارنا في حركة حماس بإعادة ترتيب العلاقات مع كلّ دول المنطقة، ومنها سورية، في ضوء مصلحة المقاومة ومن أجل مصلحة الشعب الفلسطيني، ونحن مع إقامة علاقات متوازنة مع كلّ الدول العربية والإسلامية، والأولوية بالنسبة إلينا مصلحة المقاومة وفلسطين، وفي الداخل الفلسطيني نحن نعتبر أنّ الأولويّة هي للمقاومة ومواجهة العدوّ الصهيوني وتوحيد ساحات القتال والحفاظ على منظّمة التحرير الفلسطينية لأنّها الممثّل لكلّ الشعب الفلسطيني، ولا ندخل في صراع أو سباق مع أيّ فصيل فلسطيني من أجل السلطة أو التنافس الميداني، والأهمّ كيفية مواصلة المقاومة ومواجهة مشاريع الاحتلال داخليّاً وخارجيّاً”.
حماس حليفة حزب الله وإيران
وعن العلاقة مع حزب الله وإيران والجماعة الإسلامية في لبنان، قال القيادي الحمساوي: “نحن حلفاء حزب الله وإيران وتجمعنا قضية واحدة هي المقاومة وفلسطين. أمّا الجماعة الإسلامية فنحن وإيّاهم أخوة ونحمل مشروعاً واحداً من أجل فلسطين. وقد أسّسنا العلاقة بيننا على قواعد مشتركة منذ عشرات السنين، ومشروع الدفاع عن فلسطين هو المشروع الأساسي الذي ينبغي على كلّ الحركات الإسلامية أن تحمله اليوم في مواجهة مشاريع الاحتلال والتطبيع، ونحن في لبنان لسنا في صدد إنشاء بنية عسكرية للقتال ضدّ الاحتلال انطلاقاً منه، لكنّ الشعب الفلسطيني الموجود في لبنان، كما هو حال كلّ الفلسطينيين في العالم، معنيّ بالدفاع عن القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني بالوسائل المناسبة والمتوافرة”.
إقرأ أيضاً: الجماعة الإسلاميّة في محور “المقاومة”
وأكّد القيادي أنّ علاقة قويّة وتنسيقية تجمع حركتَيْ حماس والجهاد الإسلامي، ونفى وجود أيّة اختلافات أو تباينات، سواء على صعيد الرؤية الشاملة أو الجانب التكتيكي، لأنّ “المهمّ خدمة القضية الفلسطينية والدفاع عن الشعب الفلسطيني والقدس والمسجد الأقصى، وسنكون جميعاً حاضرين لخوض أيّة معركة تتطلّبها التطوّرات الميدانية”.
على الرغم من موجات التطبيع بين بعض الدول العربية والكيان الصهيوني بدا القيادي الحمساوي مطمئنّاً إلى أنّ “الشعوب العربية والإسلامية ستواجه هذه الموجات كما حصل خلال المونديال في قطر، وثقتنا بالشعوب العربية والإسلامية كبيرة، والنصر سيكون حتماً لفلسطين وشعبها المقاوم”.
لمتابعة الكاتب على تويتر: kassirKassem@