أكّدت مواقف مسؤولي حزب الله الأخيرة المتعلّقة بالانتخابات الرئاسية عدم وجود أيّ فيتو لدى الحزب على وصول العماد جوزف عون إلى موقع الرئاسة الأولى. فبعد تصريحات النائبين محمد رعد وعلي عمّار قبل حوالي شهر، أتت تصريحات رئيس المجلس السياسي في الحزب السيد إبراهيم أمين السيد في بكركي التي ربط فيها الموافقة بحصول توافق داخلي لتؤكّد هذا الاتجاه. ومن جهته، شرح الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله موقف الحزب من الرئاسة في خطابه الأخير مؤكّداً: “المهمّ وصول رئيس يطمئن المقاومة”. وبذلك زالت الالتباسات حول أيّ فيتو من الحزب في شأن وصول العماد جوزف عون.
أكثريّة ساحقة للفوز
لكن هل يعني ذلك أنّ العقبات والألغام الأخرى زالت نهائياً أمام العماد عون، وأنّ أبواب بعبدا أصبحت مفتوحة أمامه؟
تشير أوساط الفريق العامل على تذليل العقبات إلى إشكالية أساسية يتمّ العمل على معالجتها: جمع أكثرية الثلثين لفوز عون من أجل تلافي أيّ إشكالية دستورية. وهذا ما حصل لدى انتخاب الرئيس ميشال سليمان الذي انتخب وهو في موقعه في قيادة الجيش بلا تعديل دستوري، ونال عدداً كبيراً من الأصوات لامس الإجماع وتجاوز الحاجة إلى أيّ تعديل دستوري.
تُلفت الأوساط القريبة من العماد جوزف عون إلى أنّه يفضّل عدم مناقشة أيّ مشروع مستقبلي حالياً مع أيّ فريق عمل لتلافي الإشارة مباشرة إلى أنّه يعمل للوصول إلى الرئاسة الأولى، وذلك لأنّ الأولوية لديه هي متابعة دور المؤسسة العسكرية وحفظ الأمن
لكنّ هناك وجهة نظر قانونية أخرى: يجب أن ينال العماد جوزف عون 119 صوتاً من أعضاء المجلس النيابي كي لا يطعن 10 نواب في انتخابه. لكن لا يبدو أنّ هذه الفتوى يُعمل بها حالياً.
لكن ما هو المشروع؟
إضافة إلى العقبة القانونية سيكون المطلوب، حسب أوساط الفريق العامل لوصول العماد عون والداعم له، والذي تطوّع وينشط بدون أيّ قرار من العماد عون أو توجيه منه، العمل على تظهير الرؤية المستقبلية للعماد عون في ما يتّصل بالإصلاح السياسي والاقتصادي والمالي. وهذا لدعم مشروعه وتحقيق أوسع تعاون معه.
لكنّ فريق قائد الجيش لديه وجهة نظر مختلفة: هناك من يقول إنّه لا ضرورة حالياً لإعلان تفاصيل المشروع في انتظار وضوح الرؤية. ويمكن للخطوط العامة الموجودة أن تشكّل الرؤية المستقبلية بالتعاون مع الحكومة التي ستُشكّل في العهد الجديد. لكنّ وجهة نظر أخرى تؤكّد أهمية تظهير هذه الرؤية والاستفادة من تجارب سابقة، وخصوصاً المرحلة الشهابية والإصلاحات التي جرت خلالها.
تُلفت الأوساط القريبة من العماد جوزف عون إلى أنّه يفضّل عدم مناقشة أيّ مشروع مستقبلي حالياً مع أيّ فريق عمل لتلافي الإشارة مباشرة إلى أنّه يعمل للوصول إلى الرئاسة الأولى، وذلك لأنّ الأولوية لديه هي متابعة دور المؤسسة العسكرية وحفظ الأمن، وأنّه في حال حصل التوافق عليه فهو حاضر لطرح مشروعه ورؤيته.
إقرأ أيضاً: قائد الجيش.. ممنوع من السفر
خلاصة المعطيات أنّ حظوظ العماد عون تزداد داخلياً وخارجياً. وهناك جهات ومؤسسات تنشط في هذا الاتجاه. لكن حتى الآن لم تصل هذه الجهود إلى نتيجة حاسمة. وقد تكون مواقف مسؤولي حزب الله وعدم ممانعتهم رسالة إيجابية في هذا الاتجاه.