أردوغان: السلطان المزيّف المعادّي للإسلام

مدة القراءة 3 د


يتبارى رجال السياسة، ورجال الفكر السياسي في تحليل وتبرير وتفسير الدور الذي تقوم به تركيا، بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، إن في الشرق الأوسط عامة، أو في شرقي المتوسط على وجه الخصوص، وذلك بعد مذكرة التفاهم للتعاون العسكري والأمني التي وقّعها مع رئيس الحكومة الليبي فائق السرّاج.

وزاد من دقّة الموقف “وخطورته” إعلان الرئيس التركي عن استعداده لدعم السرّاج “برًّا وبحرًا وجوًا”. ثمَّ كانت زيارته المفاجئة، والسرية الى تونس، جارة ليبيا، بمثابة تأكيد لجدّية التزامه مع ليبيا عسكريًا من جانب، ولقدرته على خرق العالم العربي عبر المغرب العربي من جانب آخر.

فما الذي يريده ويهدف إليه اردوغان في مسرحيته السياسية المتعددّة الأدوار منذ وصوله إلى السلطة حتى السلطة؟ وما هي النتائج لهذا “الرقص” السياسي المستمر منذ نحو عشر سنوات؟

1- الفصل الأول كان مع السفينة التركية ومناضليها” المرسلين إلى غزّة وقد اعتقلتهم السلطات الاسرائيلية في عرض البحر.. ولم نعد نسمع عنهم شيئًا!

2- الفصل الثاني المستمرّ منذ اندلاع الأحداث في سوريا وهو دور متقلّب: مع النظام وضدّه، مع الثوار وضدّهم، مع بعض الأكراد وضدّ الجماعة الكردية. مع التدخّل في سوريا واحتلال جزء من أراضيها بالتفاهم والتعاون مع روسيا وإيران وأميركا. مع إيواء اللاجئين السوريين الذين لا يزالون إلى الآن يتدفقّون من منطقة إدلب إلى تركيا واتخاذهم “فزاعة” لابتزاز الدول الأوروبيّة بالديمغرافيا الاسلاميّة!

3- الدور الثالث في استخدام ذراعه التقني – العسكري للتنقيب عن النفط والغاز في شرق المتوسط، متخذًا من القسم التركي في قبرص ذريعة للتعبير عن مطامعه التوسعيّة على حساب دول الواقع الجغرافي لشرق وغرب المتوسط.

4- السعي لإقامة تحالف مع رئيس الوزراء الليبي يجمع بين شمال المتوسط وجنوبه. وتتمّ من خلاله عملية تعيين أو ترسيم الحدود البحرية بين تركيا وليبيا وفقًأ لمعاهدة الأمم المتحدة حول قانون البحار للعام 1982. وهو قانون لم توافق عليه تركيا (ومعها إسرائيل وسوريا) حتى الآن.. وتلك هي المفارقة الكبرى: تعيين حدود المنطقة الاقتصادية الحصرية (ZEE) (Zone économique exclusive ) لدولة لم توافق على قانون الحدود البحرية!.. والأخطر من ذلك التلويح بارسال قوات تركية الى ليبيا  للمشاركة في النزاع الداخلي.

5-  وجاء أخيرًا لا آخرًا عرض الرئيس أردوغان في مؤتمر قيل إنّه “إسلامي” في ماليزيا بدعوة من السيد مهاتير محمد.

يتبيّن من مجمل ما تقدّم أنّ الرئيس التركي أردوغان:

أ‌- يودّ أن يسترجع دور السلطان العثماني وقاعدته الآستانة أو أسطنبول مع أنّها خذلته في الانتخابات الأخيرة وحوّلته إلى “سلطان مزيّف” داخليًا وخارجيًا!

ب‌- إنّه بمشاريعه الارتجالية والخيالية يود أن يسترجع الدور التركي من الأيدي العربية وينقل مركزية العالم الاسلامي من السعودية إلى تركيا.

ج- إنّه بتصميم منه أو بدونه يعمل على شقّ العالم الاسلامي وتهميش الدور العربي فيه،  ووضع  أكبر دولتين اسلاميتّين في الواجهة، وربما المواجهة هما: تركيا ومصر.

د- إنّه يقوم بالدور الذي تلعبه القوى اليهودية والأعجمية والغربية لاستهداف أهل السنّة باقتلاع النفوذ العربو – سنّي من شرقي المتوسط بإضعاف العامل الديمغرافي.

.. وعليه، يمكن القول والاستنتاج بأنّ “السلطان المزيّف” رجب الطيب أردوغان، في كلّ ما يقوله ويفعله، إنّما يلعب أسوأ  دور في تاريخ الاسلام المعاصر.

 

مواضيع ذات صلة

تركيا في الامتحان السّوريّ… كقوّة اعتدال؟

كان عام 2024 عام تغيّر خريطة الشرق الأوسط على أرض الواقع بعيداً عن الأوهام والرغبات التي روّج لها ما يسمّى “محور الممانعة” الذي قادته “الجمهوريّة…

ردّاً على خامنئي: سوريا تطالب إيران بـ300 مليار دولار

 أفضل ما كان بمقدور إيران وقياداتها أن تقوم به في هذه المرحلة هو ترجيح الصمت والاكتفاء بمراقبة ما يجري في سوريا والمنطقة، ومراجعة سياساتها، والبحث…

إسرائيل بين نارين: إضعاف إيران أم السُنّة؟

الاعتقاد الذي كان سائداً في إسرائيل أنّ “الإيرانيين لا يزالون قوّة مهيمنة في المنطقة”، يبدو أنّه صار من زمن مضى بعد خروجهم من سوريا. قراءة…

تركيا والعرب في سوريا: “مرج دابق” أم “سكّة الحجاز”؟

الأرجح أنّ وزير الخارجية التركي هاكان فيدان كان يتوقّع أن يستقبله أحمد الشرع في دمشق بعناقٍ يتجاوز البروتوكول، فهو يعرفه جيّداً من قبل أن يكشف…