مصادر الحزب: العقلانيّة… أعلى درجات المسؤولية

مدة القراءة 4 د


“العقلانية هي أعلى درجات المسؤولية، وكذلك بناء الموقف وفقاً للمعلومات وعلى أسس صحيحة لا من خلال الانجرار وراء مواقف انفعالية كما يريد البعض”. هكذا تجيب مصادر قيادية في الحزب تعليقاً على خطاب الأمين العام وعدم تصعيده الموقف على حدود لبنان الجنوبية.

تعتبر المصادر أنّ “تحديد أسس المعركة وتطوّراتها يعود فقط لقيادة الحزب الميدانية والسياسية، ولذا ما أعلنه “السيّد” وما تعلنه قيادات الحزب وما يقوم به مجاهدو المقاومة الإسلامية في الميدان هي التي تخدم المعركة الحقيقية، سواء بوقف الحرب على قطاع غزة أو للدفاع عن قوى المقاومة وحمايتها في لبنان وفلسطين والمنطقة كلّها”.

تشرح المصادر القيادية أبعاد الخطاب والموقف بالقول إنّه “منذ اللحظة الأولى لحرب معركة طوفان الأقصى اتخذت قيادة الحزب السياسية والعسكرية قراراً بالدخول في المعركة لدعم قوى المقاومة والدفاع عن الشعب الفلسطيني لكن وفقاً لاستراتيجية خاصة بالحزب تأخذ بالاعتبار كلّ المعطيات السياسية والميدانية، وأن يكون تطوير المواجهة والمشاركة وفقاً للتطوّرات الميدانية في فلسطين”.

هذه المعركة التي بدأت من “طوفان الأقصى” تحوّلت إلى ما يشبه حرباً إقليمية ودولية تشارك فيها الولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول الأوروبية من خلال تقديم كلّ أشكال الدعم للكيان الصهيوني

تؤكّد المصادر القيادية أنّ “مواقف الحزب وقراراته الاستراتيجية لا تعلَن من خلال التحليلات والمقالات، بل من خلال القيادة السياسية والميدانية، وهي من تحدّد الموقف النهائي على أسس واقعية وعقلانية وليس بناء على مواقف انفعالية”.

التحدّيات… ونشوء القوّة الإقليميّة

خلال أكثر من واحد وأربعين سنة من تأسيس الحزب إلى اليوم، واجه الحزب وقياداته، ولا سيما الأمين العام الحالي للحزب، تحدّيات كبيرة سياسية وأمنيّة وعسكرية، وتعرّضوا لهجمات وضغوط وحروب كبرى وصغرى داخلية وخارجية، وكان أخطرها حرب تموز 2006 التي كان الهدف الأساسي منها تدمير قوّة الحزب ونزع سلاحه وتغيير خريطة الشرق الأوسط (كما أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية آنذاك كوندوليزا رايس). وعلى الرغم من كلّ ذلك كان الحزب يخرج من كلّ تلك الحروب أقوى وأكثر قدرة ووعياً وإدراكاً لحجم المخاطر، وقد تحوّل إلى قوة إقليمية يحسب لها حساب من قبل الدول الكبرى والعدوّ الصهيوني.

اليوم تواجه قوى المقاومة والحزب معركة ضخمة في فلسطين ولبنان امتدت إلى بعض دول المنطقة، والهدف الأساسي منها تصفية قوى المقاومة في فلسطين ولبنان، وخصوصاً في قطاع غزة، وإخضاع القطاع لسيطرة دولية وإقليمية ونزع سلاح المقاومة وتدمير القطاع والعمل على تهجير سكّانه وتحويل الحياة فيه إلى جحيم لفرض استسلام قوى المقاومة ولا سيما حركة حماس والجهاد الإسلامي، وإقامة شرق أوسط جديد كما أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو.

في مواجهة هذه الحرب الكبرى تخوض قوى المقاومة (خصوصاً حركة حماس والجهاد الإسلامي) معركة كبرى داخل قطاع غزة وفي الضفة الغربية المحتلّة، ويشارك فيها الحزب وقوى مقاومة على الجبهة اللبنانية وفي العراق وتشارك فيها أيضاً حركة أنصار الله في اليمن.

إقرأ أيضاً: ما غاب عن الخطاب

هذه المعركة التي بدأت من “طوفان الأقصى” تحوّلت إلى ما يشبه حرباً إقليمية ودولية تشارك فيها الولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول الأوروبية من خلال تقديم كلّ أشكال الدعم للكيان الصهيوني.

إزاء كلّ ذلك كانت الأنظار موجّهة إلى الحزب وقيادته بشأن دورهم في هذه المعركة منذ اللحظة الأولى لانطلاقتها، وكانت التوقّعات لدى البعض أن يعلن الأمين العام للحزب الحرب الشاملة في خطاب يوم الجمعة، لكنّ الخطاب جاء بعكس هذه التوقّعات على الرغم من أنّه أرسل مواقف واضحة بتصعيد المعركة في المرحلة المقبلة وباستهداف القوات الأميركية.

مواضيع ذات صلة

هل تملأ مصر فراغ التّسليم والتّسلّم؟

يترنّح المسار التفاوضي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية تحت وطأة الضغوط العسكرية التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية في عدوانها الوحشي بحقّ لبنان. في الأثناء، يواظب الموفد…

برّي ينتظر جواب هوكستين خلال 48 ساعة

تحت وقع النيران المشتعلة أعرب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب عن موافقته على أن يستكمل الرئيس جو بايدن مسعاه للوصول إلى اتّفاق لوقف إطلاق النار…

الجيش في الجنوب: mission impossible!

لم يعد من أدنى شكّ في أنّ العدوّ الإسرائيلي، وبوتيرة متزايدة، يسعى إلى تحقيق كامل بنك أهدافه العسكرية والمدنية، من جرائم إبادة، في الوقت الفاصل…

وزير الخارجيّة المصريّ في بيروت: لا لكسر التّوازنات

كثير من الضوضاء يلفّ الزيارة غير الحتميّة للموفد الأميركي آموس هوكستين لبيروت، وسط تضارب في المواقف والتسريبات من الجانب الإسرائيلي حول الانتقال إلى المرحلة الثانية…