شهد ليل الثلاثاء – الأربعاء تطوّرًا بارزًا في سلسلة الغارات الإسرائيليّة التي تستهدف الدّاخل السّوري من وقت لآخر. ففي التفاصيل التي حصل عليها “أساس” أنّ صاروخًا إسرائيليًا استهدف منظومة للدّفاع الجوّي السّوري في منطقة النبي هابيل في ريف دمشق. بينما استهدف قصف صاروخيّ آخر مخزنًا للصواريخ يقع في جرود السّلسلة الشّرقية في المناطق المُتداخلة بين لبنان وسوريا.
الاستهداف الّذي لم يتبيّن بشكلٍ مؤكّد بعد إن كان ضمن الأراضي اللبنانيّة أو السّوريّة سُمِعَ دويّه في مناطق شرق بعلبك، خصوصًا ريّاق والنبيّ شيث، كما أفيد عن سماع أصوات انفجارات متتاليّة يُرجّح أنّها ناتجة عن انفجار صواريخ وذخائر جرّاء استهداف المخزن في الجرود الشّرقية.
وأشارت معلومات لـ”أساس” إلى أنّ الاستهداف لم يكن من الأجواء اللبنانية، بل عبرها، إذ إنّ مصدر القصف الأخير كان أجواء منطقة الجليل شمال فلسطين المُحتلة.
صاروخ إسرائيلي استهدف منظومة للدّفاع الجوّي السّوري في منطقة النبي هابيل في ريف دمشق. بينما استهدف قصف صاروخيّ آخر مخزنًا للصواريخ يقع في جرود السّلسلة الشّرقية في المناطق المُتداخلة بين لبنان وسوريا
اللافت في الغارات الأخيرة، أنّها وقعت في المناطق المتداخلة، ما يعني أنّ الجيش الإسرائيلي لا يزال ضمن قواعد الاشتباك باستهدافه المناطق المُلتبسة هويّتها وهذا ما يمنع حزب الله من الرّد لسببين:
الأوّل: لم تقع الغارة بنسبة 100% داخل أراضي لبنانية بحتة، فلا تدخل تحت تهديد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله السّابق بالرّد “بشكلٍ مُتناسب” على أي غارة أو استهداف ضمن الأراضي اللبنانية.
الثّاني: لم تُسفِر الغارة عن وقوع خسائر بشريّة لدى الحزب، كون المواقع التي تضمّ صواريخ تكون في الغالب بعيدة عن التحركات البشرية لإبعاد الشّبهات عنها.
إقرأ أيضاً: سترة نصرالله الواقية من الاغتيال..
كما يجدر الإشارة إلى أنّ الغارة جاءت بعد 48 ساعة من كلام حسن نصرالله عن امتلاك الحزب لأعداد مضاعفةٍ من الصّواريخ الدّقيقة التي طالما تثير تل أبيب وواشنطن قضيّتها.
فهل كانت غارة ليل الثلاثاء هي الردّ على كلام نصرالله على شاشة “الميادين” دون أي كسر للقواعد القائمة بين حزب الله وإسرائيل منذ 2013؟ أو أنّها مُقدّمة لعمليّات إسرائيلية تقترب أكثر من العمق اللبناني شيئًا فشيئًا.