كورونا ينحسر آخر نيسان إذا التزمتم المنازل

مدة القراءة 5 د


لا يحسم الدكتور سانجاي غوبتا، المراسل الطبي لـ”CNN”، إن كان  فيروس كورونا سيختفي مع تحوّل الطقس ليصبح أكثر دفئاً، وإن كان سلوكه مشابهاً لسلوك الفيروسات الأخرى كفيروس الإنفلونزا، والفيروسات التاجية “كورونا” مثل “سارس”، والتي كانت تصل إلى الذروة في آذار ونيسان، لتبدأ بعدها بالتراجع.

غير أنّ الدكتور غوبتا، لا يستبعد ذلك مع فيروس الكورونا الجديد، فخريطة انتشار الوباء في دول العالم، أظهرت أنّ معظم الحالات كانت في النصف الشمالي من الكرة الأرضية حيث يكون الطقس أكثر برودة، لافتاً إلى بدء رؤية حالات في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية ولكن بعدد أقل.

إقرأ أيضاً: علاج كورونا الفرنسي: ليس نهائياً.. ودوره بعد الإصابة

إنطلاقاً من واقع أنّ الفيروسات الأربعة من عائلة كورونا والتي تُسبّب نزلات البرد سنوياً، تتلاشى في الطقس الدافئ، أشار موقع “سيانس لايف” العلمي، إلى أنّ علماء في جامعة يوتا الأميركية بدأوا باختبار عيّنات من الفيروس الجديد على درجات حرارة متباينة، لمعرفة كيفية تفاعلها مع المتغيّرات. ويعمل على هذا الأمر العالمان في الفيزياء سافيز سافاريان ومايكل فيرسينين. وبحسب سافاريان، فإنّ كورونا الجديد، ينتشر كما الإنفلونزا لجهة القطرات المخاطية المُعدية، وأنّ تطوّر تفاعل هذه القطرات في حرارة معينة يؤثّر في قوة العدوى.

ومع أنّ منظمة الصحة العالمية لا تتفاءل بتلاشي هذا الوباء في فصل الصيف، إذ أوردت على موقعها الإلكتروني أنّ “البيانات المتوافرة لحدّ الآن، تقول إنّه يمكن انتقال فيروس مرض كوفيد-19 في ‏جميع المناطق، بما فيها المناطق ذات الطقس الحار والرطب. وكيفما كان ‏المناخ”، غير أنّ بعض الأطباء يعلّقون آمالاً على هذه الفرضية.

“أغلب الفيروسات الموسمية تنشط في الخريف والشتاء والربيع وتضعف في حزيران”، يقول مصدر طبي لـ”أساس”، موضحاً “في حال كان فيروس كورونا الجديد مثلها، فنحن نتأمل أن يتبّع الآلية نفسها. وعلينا الانتظار لنرى إن كان نشاطه سينخفض تدريجياً، أمّا النتيجة فلن تظهر قبل شهر حزيران”.

علينا أن نعرف قبل كل شيء أنّ أكثر من 90 %، من الذين يصابون بفيروس كورونا، سيكون مرضهم طفيفاً لا يحتاج لعلاج خصوصاً شريحة صغار العمر والشباب

“هذا مستبعد وما من شيء يؤكد أنّ بارتفاع درجة الحرارة، سينحسر الفيروس”، تجيب اختصاصية الأمراض الجرثومية البروفيسور ريما مغنية عند سؤالها عن هذه الجزئية من المرض، مشدّدة على أنّه “لا يجب الاتكال على فصل الصيف، فالذي يحسره هو الالتزام بالحجر الصحي وعدم الاختلاط، الأمر الذي يؤدّي إلى شفاء المصابين به، وألّا يصاب به أُناس جدد”.

تضيف الدكتورة مغنية أنّه “في أواخر نيسان قد ينحسر الفيروس إذا التزمت الناس بيوتها، وبابتعاد كل شخص عن الآخر، وبلبس الكمامات، وتنظيف اليدين وطريقة السعال الملائمة”، موضحة أنّه “ما من معطيات علمية تقول إنّ فيروس كورونا الجديد مثل الإنفلونزا، وأنّه مع الصيف سينحسر لوحده”.

“علينا أن نعرف قبل كل شيء أنّ أكثر من 90 %، من الذين يصابون بفيروس كورونا، سيكون مرضهم طفيفاً لا يحتاج لعلاج خصوصاً شريحة صغار العمر والشباب، ومن هم أكبر من الشباب ولا يعانون من مشاكل صحية”، تقول الدكتورة مغنية، معتبرة أنّ هؤلاء يجب “ألا يلجأوا إلاّ إلى البنادول والراحة والعزل، كما عليهم الابتعاد عن تناول مخفّضات الحرارة لأنّها تسبّب الضرر مع هذا المرض”.

أما المشكلة الصحيّة بحسب الدكتورة مغنية، فهي “لدى من تخطّت أعمارهم 60 عاماً، ولدى الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل القلب والرئتين وقصور الكلى أو أمراض نقص المناعة والأمراض السرطانية، وهؤلاء من عليهم تناول الأدوية”.

وتشير الدكتورة مغنية إلى أنّهم كأطباء سيجرّبون الأدوية التي خلصت إليها الدراسة الفرنسية (Hydroxychloroquine وAzithromycin)، لكونها من الأدوية القليلة المتوفّرة والتي خفّضت نسبة الفيروس لدى الحالات التي طبّقت عليها، مضيفة أنّ “هناك أحد أدوية السيدا الذي يتألف من مادتي “لوبينافير” و”ريتونافير”، والذي أظهر نتيجة إيجابية عند استعماله في المرحلة الأولى من المرض. أمّا في مرحلة تدهور صحّة المريض، فهذا الدواء لا ينفع”.

وتتحدث الدكتورة مغنية عن وجود “أدوية جديدة في العالم ضد الفيروس، أظهرت نتائج جيدة، وهي ليست متوفّرة في لبنان ولا في دول عدّة من العالم. ونحن في النقابة والجمعية العامة للأمراض الجرثومية سنتواصل مع وزارة الصحة كي نطالب الشركة بتأمينها للبنان”، موضحة أنّهم كأطباء تواصلوا مع الشركة وكان جوابها أنّ الكمية الموجودة منه في العالم قليلة وأنّ الدواء – الذي لم يأخذ شهادة بعد – ليس مرصوداً لبلادنا.

ومن الأدوية التي تتوقف عندها الدكتورة مغنية، الدواء الذي يتحدث عنه الصينيون، وهو متوفّر وقد يأتي منه إلى لبنان ولكن هذا لا دراسات حوله على النحو التقليدي.

إذاً ليس محسوماً أنّ ارتفاع حرارة الجوّ ستقضي على فيروس كورونا، لكن قد تقلّل من قدرته على الانتقال السريع عبر الأسطح وفي الهواء. وليس محسوماً إذا كانت أعداد المصابين ستتراجع في أشهر الصيف، لكنّ بالتأكيد فإنّ العزل والحجر الذاتي الطوعي، في المنازل، ستكون نتائجه إيجابية، وستظهر في أواخر شهر نيسان المقبل.

مواضيع ذات صلة

أيّها اللبنانيّون.. إلى الكمّامة  دُرْ

أعلن وزير الصحة فراس أبيض ارتفاع النسبة الموجبة لفحوص كورونا إلى 2 .14% بعدما كانت تراوح في بداية شهر كانون الأول الفائت بين 5.5% و6%….

كورونا يعود بقوّة: زيادة الوفيات 78% في الشرق الأوسط

قالت منظمة الصحة العالمية أمس الأول (الثلاثاء) إنّ حالات الإصابة بفيروس كورونا تضاعفت ثلاث مرّات في جميع أنحاء أوروبا خلال الأسابيع الستة الماضية، وهو ما…

الكورونا مجدّداً في لبنان: هل “ينفجر” في تموز؟

كورونا.. جدري القردة.. التهاب الكبد الوبائيّ. يبدو أنّ البيئة المجتمعية والصحيّة في لبنان تساعد على تكاثر الفيروسات. دخل “جدري القردة” لبنان عبر حالة وافدة من…

“أنت البطل في معركة الوباء”.. كواليس كورونا الصينية

“أنت البطل في معركة الوباء” (To fight against covid-19, you are the hero) هو عنوان كتاب يعود بنا إلى بداية أحداث انتشار وباء فيروس كورونا في…