يتخوّف العالم من الموجة الثانية من الوباء، إذ أشارت دراسات كثيرة من بينها تلك التي أعدّها “معهد روبرت كوخ الألماني لأبحاث الأمراض المعدية والفيروسات”، إلى أنّ للفيروس “صولات وجولات” ليس آخرها الموجة الشديدة منه المتوقّعة في شهر أيلول. يضاف إلى ذلك قول المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية مايك ريان في مؤتمر صحفي عقده في جنيف أنّ فيروس كورونا قد لا ينتهي أبداً، وإنّما قد يصبح مجرّد فيروس آخر متوطّن في مجتمعاتنا.
أما المؤشرات الإيجابية التي برزت في الأيام الماضية فهي على الشكل التالي:
المؤشر الأوّل، هو ما قاله جوزيبي ريموتسي، رئيس قسم مركز ماريو نيغري للدراسات الدوائية في ميلانو، في مقابلة مع قناة “La7″، إذ أشار إلى أنّ الوضع تغيّر في كلّ إيطاليا، فالحالات المصابة بالفيروس حالياً وضعها الصحّي أفضل من أولى الإصابات. جوزيبي الذي اعتبر أنّ مناعة الأجسام والبيئة الحاضنة للفيروس قد تكون تغيّرت، فتح باباً للتفاؤل، موضحاً أنّ قوّة فيروس كورونا بدأت تضعف تدريجياً منذ بداية ظهوره.
إقرأ أيضاً: لبنان دخل موجة كورونا الثانية: أوقفوا رحلات المغتربين فوراً
هذه النظرية تتقاطع مع ما قاله مسؤول قسم المناعة والأمراض المعدية في مستشفى بوليكلينيكو أومبرتو الأول في روما، فرانشيسكو لوفوكي، في نيسان الماضي، إذ أشار في حينها إلى أنّ فيروس كورونا مثله مثل سائر الفيروسات التاجية التي عرفتها البشرية، والتي تميل إلى الزوال من تلقاء نفسها، لافتاً إلى أنّ “الفيروسات التاجية تنشر الأوبئة وتميل بعدها للاختفاء خاصة عندما يكون لدينا انخفاضاً في الإنتروبيا الاجتماعية (الفوضى)”.
المؤشر الثاني، وهو تطوير اللقاح، إذ أشارت وكالة الأنباء الفرنسية إلى أنّ معهد باستور الفرنسي يعمل على 3 مشروعات لتطوير لقاح ضد وباء كوفيد-19. ترتكز النسخة الأكثر تقدّماً منها على لقاح معدّل ضد الحصبة. وبحسب الوكالة، فإنّ أولى النتائج من المتوقّع ظهورها في تشرين الأوّل المقبل. إلى ذلك، قالت منسقة البرامج المتعلّقة باللقاحات، كريستيان غيرك، أنّهم بانتظار الحصول على الضوء الأخضر كي يطلقوا التجارب السريرية في شهر تموز.
يشار إلى أنّ 4.4 بالمئة فقط من سكان فرنسا، أي 2.8 مليون شخص، أصيبوا بفيروس كورونا.
المؤشر الثالث، هو إعلان حكومة سلوفينيا الانتهاء من فيروس كورونا رسمياً، لتكون بذلك أوّل دولة أوروبية تنتصر على الوباء.
أما المؤشر الرابع، فهو إعلان مسؤول في وزارة الصحة اليابانية بدء استخدام عقار ريمديسيفير الذي تنتجه شركة غيلياد ساينسز الأميركية في علاج المرضى الذين تظهر عليهم أعراض شديدة لمرض “كوفيد-19”.
من الآن ولأعوام عدّة سنبقى في هذه الحال. والآمال حالياً تعوّل على إنتاج لقاح
نقيبة المختبرات الطبية ورئيسة اللجنة الوزارية الاستشارية لفحص الكورونا الدكتورة ميرنا جرمانوس حداد أكّدت لـ”أساس” أنّ “الحديث عن المناعة بدأ مطروحاً بشكل جدّي، بعد ما كانت الأجواء تقول بأنّ الأجسام المضادة غير قادرة على الحماية من الإصابة مرة ثانية بالفيروس”، موضحة أنّ “الدراسات الجديدة تشير إلى أنّ الأجسام المضادة التي نكتسبها تحمي من الإصابة والتوّجه إلى أنّ من انتقلت إليهم العدوى مرّة لن تنتقل إليهم مرة ثانية”.
وبحسب الدكتورة جرمانوس، فإنّ “الدول الأوروبية بدأت بدراسات حول الأجسام المضادة، لمعرفة إن كان بالإمكان البناء على مناعة جماعية بسبب اكتساب الأشخاص هذه الأجسام”.
ولم تنفِ الدكتورة جرمانوس أن فيروس كورونا سيتحوّل مع الوقت لفيروس شبيه بالإنفلونزا تتعايش معه الشعوب: “من الآن ولأعوام عدّة سنبقى في هذه الحال. والآمال حالياً تعوّل على إنتاج لقاح. يضاف إلى ذلك الجامعات التي تدرس مئات الألوف من المواد الكيميائية التي نستعملها كأدوية، كي تخلص إلى أيّ منها قادر على القضاء على الفيروس”.
“المشوار ما زال طويلاً”، بحسب الدكتورة جرمانوس، متوقفة عند إعلان شركة “سانوفي” عن قرب اكتشاف لقاح، معتبرة أنّ هذا يعني أنّ المهلة هي أشهر وليس يوماً ولا اثنين، فهناك مراحل عدّة يمر بها اللقاح قبل إطلاقه.
وبحسب الدكتورة، فإنّ التباعد الاجتماعي والوقاية تمكنّا من إبطاء الفيروس، لافتة إلى أنّ العادات الاجتماعية ستشهد الكثير من الاختلاف وأنّ أسلوب الحياة سيتبدّل كثيراً.