يشير مطلعون على أجواء حزب الله إلى أنّ قراءته للمسار السياسي الحالي محوها أنّ “البلاد تمرّ حالياً في مرحلة صعبة ودقيقة وقد تستمرّ لأشهر عديدة، حتّى موعد الانتخابات الرئاسية في أميركا”. الأجواء تقول إنّنا “قد نشهد المزيد من الضغوط والصعوبات الداخلية والخارجية”، وأنّه “رغم حصول بعض التفاهمات المحدودة بين الأميركيين والإيرانيين على الصعيد العراقي ومن خلال تبادل السجناء والمعتقلين، فإن ذلك لا يعني أنّ الأمور ذاهبة إلى التسوية الكبرى بين إيران وأميركا قبل الانتخابات الرئاسية، بل العكس هو الأصّح، برز أنّ الخيارات كلّها مفتوحة حتى موعد الرئاسة الأميركية الجديدة. وبانتظار ذلك، فالمطلوب إعادة ترتيب كلّ الأوضاع واستمرار الحوار، وحماية الاستقرار، وعدم تقديم أيّ تنازلات جوهرية، مع الانفتاح على كلّ الخيارات والدعوات لمعالجة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمالية لأن الأولوية لهذه الملفات”.
إقرأ أيضاً: ثورة تشرين في “برج بابل”: فهل هو السقوط؟
أما القضايا الكبرى “فلم يحن وقتها الآن بانتظار وضوح الصورة خارجياً”. فقد يكون حزب الله ربح معركة يوم السبت الفائت في منع تحريك الشارع ضد سلاحه من أجل تطبيق القرار 1559 بعد فشل الجهات الداخلية والخارجية في تأمين الحضور الشعبي الواسع لهذا التحرّك، لكنّ حروبه الأخرى الداخلية والخارجية مستمرّة، وهذا يتطلّب استنفاراً شاملاً وإعادة البحث في آليات التحرّك وكيفية إعادة ترتيب الأوضاع لتحقيق الصمود ومنع الفتنة.
ويؤكد المطّلعون أنّ الحزب كان مهتماً بمعرفة تفاصيل الجهات التي تولّت الدعوة لتظاهرات يوم السادس من حزيران وما سبقه من تظاهرات واعتصامات تحت عنوان نزع سلاح الحزب وتطبيق القرار 1559، إضافة إلى الجهات التي رفضت الانخراط بهذه الدعوات، وحرصت على تمييز نفسها عن هذه التحرّكات، وما هو حجم الاستجابة.
وقد نجح حزب الله وحلفاؤه في تفريغ التحرّكات الشعبية يوم السبت من قوتها وفعاليتها ولو بفعل استعراض مذهبي بغيض، إلا أنّ ما يجري داخلياً وخارجياً يقلق الحزب ويجعله يعمل من أجل إعادة التموضع داخلياً وخارجياً، إن من خلال تخفيف دوره الإقليمي في بعض الساحات الأساسية، وإعطاء فرصة للتسويات التي تحصل في العراق واليمن وسوريا، أو على صعيد إعادة النظر بعلاقاته مع مختلف القوى السياسية والحزبية الداخلية، ولا سيما في جبهة الحلفاء والتي تعرّضت خلال الأشهر الأخيرة للعديد من التحدّيات والتوتّرات.
ويبدي الحزب اهتماماً كبيراً بإبقاء خطوط التواصل مفتوحة مع جميع الأفرقاء، وخصوصاً مع من هم خارج الحكومة ، كتيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي وبعض الأحزاب والقوى اليسارية التي تعبّر عن عدم ارتياحها لأداء الحكومة.