“الأهداف تجارية”، بهذه العبارة يعلّق دكتور العناية الفائقة لدى الأطفال، أسامة سكافي لـ”أساس”، على دعوات باسم “بروتوكولات” يتم تداولها بين اللبنانيين، تتحدث عن فيتامينات يفضّل أن يتناولها الأطفال والبالغون لتساعدهم على مقاومة فيروس “كورونا”.
وكانت قد انتشرت مجموعة من التعاميم المكتوبة بأسلوب طبي تتحدث عن ضرورة تناول جرعاتٍ من الفيتامين C والفيتامين D والزينك والسيلينيوم. وتضمنت هذه التعاميم أسماء بعض الأدوية التي تدخل هذه الفيتامينات في تركيبتها وعدد الجرعات المناسبة لكل عمر، ما تسبّب بزحمة أمام صيدليات عدّة في لبنان ونفاد بعض هذه الأدوية نتيجة الإقبال الكثيف على شرائها.
إقرأ أيضاً: بالصور: شعب لبنان أعلن حالة الطوارىء
“هل رأينا في الصين أو أوروبا ترويج لبروتوكالات كهذه؟”، يسأل الدكتور أسامة، معتبراً أن لا فائدة من الفيتامينات وحبوب تقوية المناعة في حال لم يتم الانتباه إلى النظافة الشخصية، خصوصاً غسل اليدين وتجنب التجمعات، فـ”الوقاية خير من ألف علاج”، على حد تعبيره.
“هم يتحدثون بالبروتوكالات المتداولة عن الزينك وفيتامين C و D، وعلمياً هي من الأمور التي تقوّي جهاز المناعة لدى الإنسان”، يقول الدكتور، مردفاً: “الأطفال لا ضرورة لأن يأخذوا أيّ شيء، فحتى الآن لم تسجّل أي إصابة وأي وفيات بالكورونا في مختلف أنحاء العالم في عمر أقل من 10 سنوات”.
ومع إشارة الدكتور إلى أنّه ليس من الخاطئ أن يتناول مسنّون هذه الفيتامينات ، يعلّق: “إن لم تنفع فهي لا تضرّ، لكنّها لا تقي من الكورونا، فلا يفيد تدعيم جهاز المناعة من دون وقاية ونظافة وتجنّب التجمعات، وعدم الاحتكاك مع المرضى أو المشتبه بإصابتهم”.
وبحسب الدكتور سكافي، فإنّ ما قامت به الحكومة من إيقاف للرحلات إلى الدول الموبوءة وإغلاق الحدود البرية والمدارس والمرافق والحضانات والمقاهي والملاهي، هو منطقي، مشدّداً على أنّ الأهم هو أن نبقى في مرحلة الـ”moyen”، فبهذه الأوبئة هناك عادة ما يعرف بخط الـ”maximun”، وخط الـ”moyen”، والـ”maximun” وهو المرحلة الخطرة، أما الـ”moyen” فهو القدرة على المعالجة واستيعاب المرضى.
طالما لم يتجاوز عدد الحالات المصابة بالكورونا في لبنان والتي تحتاج إلى عناية دقيقة، 250 حالة، فنحن نسيطر على الوضع
ويشير الدكتور إلى أنّنا في لبنان، “لدينا 500 جهاز تنفس اصطناعي، و200 أو 250 من هذه الأجهزة رهن الاستعمال لمرضى القلب والرئتين الخ.. طالما لم يتجاوز عدد الحالات المصابة بالكورونا في لبنان والتي تحتاج إلى عناية دقيقة، 250 حالة، فنحن نسيطر على الوضع. أما إذا تخطّت الإصابات هذ العدد فحينها نكون قد فقدنا السيطرة، ووصلنا إلى مرحلة تشبه إيطاليا، حيث هناك 10 آلاف حالة تحتاج إلى جهاز تنفّس اصطناعي فيما لا يتوفّر لدى الدولة إلاّ 5 آلاف جهاز، ما دفع المعنيين إلى الاختيار بين مريض وآخر، فتتم معالجة من هم في أعمار متوسطة على حساب المسنّين”.
ويختم الدكتور مؤكداً على أهمية اتّخاذ الاحتياطات بشكل جدي وعدم الاستهتار، وأن يقدم الأفراد على إخضاع أنفسهم للحجر الصحي وعدم الخروج إلاّ للضرورة القصوى: “كلما زادت الأصابات، تضاعفت الاحتياجات الطبية، ونحن في لبنان احتياجاتنا محدودة”.