“التعبئة ستمدّد إلى 2 آب” بناء على توصية مجلس الدفاع الأعلى. قرار تبلغّه اللبنانيون اليوم وهم على أبواب فتح المطار وعودة حركة الطيران.
التعبئة التي لم يبقَ منها إلا حظر التجوّل من 12 ليلاً إلى الخامسة صباحاً، وإجراءات وقائية قليلة لا تُطبّق في المطاعم والأماكن العامة، طرح تمديدها التعبئة تساؤلاتٍ كثرة، لاسيما وأنّها تزامنت مع عودة الاحتجاجات إلى الشوارع.
إقرأ أيضاً: لا عودة للتعبئة: لبنان على أبواب موجة ناعمة من كورونا الثانية
بحسب مصادر وزارة الصحة، لا يوجد تشدّد في الإجراءات ولا إجراءات جديدة بل إنّ “الإجراءات ستكون أقلّ”. وتدعو المصادر عبر “أساس” اللبنانيين على “أن يتعايشوا مع الفيروس”، وتضيف: “بشكل عام هناك وعي”.
لكن “هل كان هناك من تعبئة؟”، يسأل عضو “اللجنة الوطنية للأمراض السارية والمعدية” والاختصاصي في الأمراض الجرثومية الدكتور عبد الرحمن البزري. ويهمس من زاوية التفلّت وارتفاع الإصابات، ويضيف في حديث لـ”أساس”: “هل الهدف فقط منع التجوّل بعد 12 ليلاً؟ وكيف سيتعاملون إذاً مع السيّاح؟”.
“هذا نوع من الحرب النفسية”، بهذه العبارة يصف القرار الناشط في مجموعة “لحقّي” ماهر أبو شقرا، وهي إحدى مجموعات ثورة 17 تشرين الفاعلة. ويعتبر أنّ “السلطة تستخدم الفيروس والتخويف من الكورونا لمحاولة احتواء الشارع. وهم يعلمون أنّ الناس لم تعد بوارد التراجع، لذلك يعملون على جعلهم يعتادون على نمط حياة جديد يجعلهم يتعايشون مع الانهيار دون ثورة”.
هذا نوع من الحرب النفسية السلطة تستخدم الفيروس والتخويف من الكورونا لمحاولة احتواء الشارع
ويلفت أبو شقرا لـ”أساس” إلى أنّ التعبئة لا تطبّق، ولن تطبّق: “الشعب لن يفكر باحتواء الكورونا في ظلّ الأوضاع المعيشية الصعبة”، مشدّداً على أهمية الوقاية وأن يعمل المعنيون على تأمين المستلزمات الوقائية.
بحسب أبو شقرا، فإنّ الهدف من هذا القرار هو قوننة الحركة والتنقلات، معلّقاً: “هذا أسلوب خطير. يهدف إلى جعل المواطنين يعتادون على الحياة بحركة قليلة وإنفاق القليل في ظلّ الوضع المتدهور”.
في الختام يلفت الناشط في “لحقي” إلى أنّ الناس لن ترضخ لهذه القرارات: “المسألة لم تعد مسألة تحرّكات يومية، فحتى طباعة اللافتات وممارسة التنقّلات باتت مكلفة. المواجهة اليوم مع النظام تغيّرت، واتخذت منحى تنظيم الناس كي تواجه السلطة، وتواجه الانهيار الاقتصادي لأنّ الحكومة عاجزة”.
قرار تمديد التعبئة طرح سؤالاً حول فتح المطار. في هذا السياق تؤكد مصادر وزارة الصحة أنّ القرار لن يؤثر في فتح المطار: “المطار سيفتح بموعده بنسبة 10%، على أن يتمّ إجراء تقييم بعد 15 يوماً من معاودة الحركة”.
القرار لن يؤثر في فتح المطار وسيفتح بموعده بنسبة 10%
وتوضح المصادر أنّ الإغلاق السابق في الشهور الماضية كان “الهدف منه تجهيز المستشفيات ومعرفة كيفية التعامل مع الفيروس. أما اليوم فالوضع اختلف، والإصابات ما زالت مقبولة وتحت السيطرة”.
أما عن التراخي في تطبيق إجراءات التباعد ولبس الكمّامات، فتؤكد مصادر الوزارة أنّ “متابعة هذه الإجراءات من مسؤولية وزارة الداخلية لا الصحة”.
تمديد التعبئة العامة بحسب البزري، عليه أن يرتبط بإجراءات، “مثل التشدّد في منع الاكتظاظ وارتداء الكمّامات. أما في ظلّ التساهل الحاصل من كل القيود فقرار التمديد المتخذ لا يعوّل عليه”.
لكن التعبئة لا تبدو مقنعة. تعبئة وإجراءات أقلّ. أحجية لبنانية جديدة.