“52 إصابة بفيروس الكورونا”. هذا هو العدد الرسمي المصرّح عنه في لبنان، بعدما أعلنت مستشفى رفيق الحريري عن تسجيل 11 إصابة جديدة اليوم. لكنّ الإصابات وتزايدها بوتيرة متسارعة ليست هي الخبر. إذ سجّل لبنان يوم أمس أوّل وفاة بمرض الكورونا، ذهب ضحيتها ابن بلدة عبيدات جان خوري.
وبعيداً عن المماطلة من قبل الوزارة في إجراء الفحص لخوري، ما أدّى إلى تدهور حالته، فإنّ السؤال الذي يشغل بال المعنيين اليوم، هو إن كانت العدوى تنتقل بعد الوفاة.
وزارة الصحة حتّى اللحظة لا جواب لديها عن الإجراءات، ففي اتصال مع “أساس” استمهلنا المسؤولون 24 ساعة قبل تقديم جواب. أما “منظمة الصحة العالمية” في لبنان، فتؤكد لنا مصادرها أن “لا إجراءات استثنائية في حال الوفاة”، وأنّ “التعاطي مع الوفاة بفيروس الكورونا، لا يختلف عن التعاطي مع أيّ حالة تتوفى جراء الإنفلونزا الموسمية”.
إقرأ أيضاً: لبنان والكورونا: 80 % يُشفَون بلا مضاعفات والإصابات أكبر من المسجّلة
وفيما لا تضع المنظمة أيّ توضيح على موقعها في هذا الشأن، بعد الوفاة الأولى، مكتفية بطمأنة المتّصلين، يرتبك الأطباء في لبنان، خوفاً من أن يتحملوا تداعيات أيّ معلومة يؤكدون عليها، خصوصاً أنّ الفيروس لا يزال في مرحلة التعرّف عليه.
نائب رئيس إتحاد بلديات قضاء جبيل خالد صدقة، يؤكد في اتصال مع “أساس”، أن لا قرار بخصوص الدفن قبل التشاور مع رئيس بلدية عمشيت الدكتور أنطوان عيسى، “فهو طبيب ولديه اطلاع على الحالة”.
يجب على الشخص الذي يتعاطى مع الجثة أن يأخذ احتياطاته خلال عملية الدفن
الدكتور أنطوان عيسى، من جهته، خارج التغطية. فهاتفه مقفل طوال اليوم. في المقابل يؤكّد مصدر طبي لـ”أساس” أن “لا معطيات صحيحة حول هذا الشأن”. ويدعو المصدر إلى “الحذر في التعامل مع الوفاة واتخاذ الإجراءات الوقائية نفسها التي يتم اعتمادها في مرحلة العلاج خلال حياة المريض”.
في السياق نفسه، أوضحت المتخصّصة في الأمراض الجرثومية الدكتورة غنوة الدقدوقي لـ”أساس” أن “لا تقارير علمية حول وفاة الفيروس مع المُصاب، إلا أنّه من المعروف أنّ الفيروس بحاجة إلى خلية حيّة كي يعيش فيها”.
وبحسب الدقدوقي فإنّ فيروس “الكورونا” ليس كفيروس “الإيبولا” وغيرها، كي يتم القول إنّه ينتقل في الأرض وعبر التربة، مضيفة: “إذا اعتبرنا أنّ هذا الفيروس يعيش على المسطحات لمدّة معيّنة فيجب على الشخص الذي يتعاطى مع الجثة أن يأخذ احتياطاته خلال عملية الدفن”.
وتعتبر المتخصّصة في الأمراض الجرثومية أنّ “أي احتياطات أخرى خلال الوفاة هي برسم منظمة الصحة العالمية، التي من مسؤوليتها الإعلان عنها”.