فرنسا تراجع “رئاسياتها” بعد الاجماع المسيحي

مدة القراءة 5 د

نشرت الزميلة صحيفة “الأخبار” إحصاءً للأصوات النيابية يتوقّع كيفية توزّعها في جلسة الانتخابات الرئاسية التي دعا إليها الرئيس نبيه برّي في 14 حزيران المقبل، فتبيّن لها أنّ جهاد أزعور سيحصل على 49 صوتاً، وسليمان فرنجية 35 صوتاً، وقالت إنّ 44 نائباً لم يقرّروا بعد.

لكنّ المعلومات خلال الساعات الأخيرة تؤكّد أنّ أزعور سيتقدّم على فرنجية في المعركة النيابية، وهو ما سيدفع الثنائي الشيعي إلى التصويت بورقة بيضاء، تجنّباً لإحراج مرشّحهما ووضعه في موقف لا يرغب إطلاقاً بأن يكون فيه.

دعم دوليّ – إقليميّ لأزعور

يكشف مرجع نيابي لـ”أساس” أنّ القوى المحلّية ستعلن تباعاً دعمها لأزعور. فبعدما تقاطعت الأحزاب المسيحية عليه، تتّجه القوى السنّيّة، وتحديداً كتلة الاعتدال الوطني، إلى دعمه بناء على جو إقليمي – خليجي.

من يعرف أزعور جيّداً، يعرف مدى متانة علاقته بدول الخليج، التي بناها من موقعه في صندوق النقد الدولي. فهو يجول بشكل منتظم ويُجري لقاءات على مستويات عالية مع المسؤولين الخليجيين، انطلاقاً من موقعه. وفي المحصّلة بنى علاقات وثيقة معهم.

من جهة أخرى، تدعم العواصم المعنيّة بلبنان كلّ خيار يتّفق عليه المسيحيون. وهو ما سبق أن أعلنه مسؤولوها أكثر من مرّة. أمّا اليوم، وبعدما حصل هذا التقاطع على أزعور، فسيواجه الثنائي موجة دعم كبيرة لخصمه. وهذا ما يفسّر ردود الفعل العالية السقف من نوّابه، وأبرزهم محمد رعد وحسن فضل الله.

تصل هذا الأسبوع أيضاً وزيرة الخارجية الفرنسية إلى المملكة العربية السعودية، حيث ستلتقي نظيرها فيصل بن فرحان، والأرجح أن تلتقي أيضاً وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان. وبحسب مصادر مقرّبة من الموقف السعودي، ستبلّغ فرنسا السعوديّين موقفاً صارماً مفاده أنّها لا تدعم أيّ مرشّح لا يوافق عليه المسيحيون، وبالتالي ستعلن وقف دعمها المرشّح سليمان فرنجية.

المعلومات خلال الساعات الأخيرة تؤكّد أنّ أزعور سيكتسح فرنجية في المعركة النيابية، وهو ما سيدفع الثنائي الشيعي إلى التصويت بورقة بيضاء، تجنّباً لإحراج مرشّحهما ووضعه في موقف لا يرغب إطلاقاً بأن يكون فيه

في المعلومات أنّ القوى الاقليمية ترى في توافق المعارضة على اسمٍ انطلاقاً نحو مسار الحلّ الرئاسي في البلد. والسيناريو المطروح للجلسة هو أن تجتمع الكتل المسيحية والسنّية والدرزية الكبيرة على الاقتراع لصالح أزعور مقابل اقتراع الثنائي مع عدد من النواب المسيحيين والسُّنّة بورقة بيضاء تجنّباً للأسوأ.

المرجّح أيضاً أن لا تُستكمَل الجلسة وأن يعطّل “الثنائي” نصاب الدورة الثانية لأنّها ستقود حتماً أزعور إلى قصر بعبدا.

باسيل والمعارضة والحزب

في المشهد الرئاسي هذا، نجح رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بفكّ عزلته وإدارة المعركة ولو عن بعد. فعلى الرغم من حجم الخلافات بينه وبين “القوات اللبنانية” وقوى المعارضة، نجح في إسقاط كلّ الأسماء التي طرحتها المعارضة، ثمّ تقاطع معها على اسمٍ يُسقط به سليمان فرنجية.

غير أنّ نجاحه هذا كلّفه الكثير في ميزان العلاقة مع الحزب. فوفق معلومات “أساس”، الحزب مستاءٌ جدّاً من باسيل، ويعتبر أنّه لم يكن على قدر الوفاء الذي توقّعه منه.

أبلغ الأمين العامّ للحزب إلى المطران بولس عبد الساتر الذي التقاه موفداً من البطريرك أنّ مرشّحه هو سليمان فرنجية. وهو سمع من عبد الساتر كلاماً يعكس ما قاله البطريرك بشارة الراعي في عظته الأخيرة عن ضرورة الذهاب إلى رئيس وفق قاعدة “لا غالب ولا مغلوب”.

إقرأ أيضاً: الثنائي الشيعي: ترشيح أزعور هدفه انتخاب قائد الجيش

اللافت أنّ هذه الدعوة لم يتلقّفها الثنائي المصمّم على خيار الذهاب إلى معركة كسر عظم رئاسية.

فماذا ينتظر الحزب ليفتح باب التسوية؟

يقول البعض إنّه ينتظر حوار أميركا معه، ويقول البعض الآخر إنّه ينتظر نضوج الملفّات المرتبطة بالتقارب السعودي الإيراني. أمّا النصيحة الأكثر صدقاً التي تُوجَّه اليوم إلى الحزب فهي أن يذهب إلى التسوية قويّاً لأنّه مع مرور الوقت ستتحوّل ورقة الرئاسة إلى ورقة خاسرة، والجلسة المقبلة مقدّمة لهذا التحوُّل الكبير.

فماذا ينتظر الحزب ليفتح باب التسوية؟

البعض يقول انه ينتظر حوار اميركا معه، والبعض الاخر يقول انه ينتظر نضوج الملفات المرتبطة بالتقارب السعودي الايراني. اما النصيحة الاكثر صدقا التي توجه اليوم الى الحزب، فهي ان يذهب الى التسوية قويا، لانه ومع مرور الوقت ستتحول ورقة الرئاسة الى ورقة خاسرة… والجلسة المقبلة مقدمة لهذا التحوّل الكبير.

لكن رغم هذا الجو المندفع باتجاه أزعور، تشير معلومات “أساس” إلى أنّ فريقاً نيابياً مؤلفاً من نواب بانتماءات متفرقة قد يذهب إلى التصويت لمصلحة خيار ثالث، للهروب من لعبة الاصطفافات الحادة التي تحكم المشهد. وبالتالي، ولأنّ الجلسة لن تؤدّي إلى انتخاب رئيس، يسعى البعض إلى الاتجاه نحو خيارات لا تشكّل تحدياً لأحد طالما يعتبر فرنجية تحدياً للمسيحيين، وجهاد أزعور تحدياً للثنائي. على أن يستتبع هذا المشهد ولو متأخراً جداً بمخرج سيكون التسوية الرئاسية التي تخرج الجميع من اصطفافاتهم.

مواضيع ذات صلة

مشاورات “الأعياد”: لا 65 صوتاً لأيّ مرشّح بعد!

تَجزم مصادر نيابية لموقع “أساس” بأنّ المشاورات الرئاسية في شأن جلسة التاسع من كانون الثاني قد تخفّ وتيرتها خلال فترة الأعياد، لكنّها لن تتوقّف، وقد…

السّيناريو البديل عن الانتخاب: تطيير الجلسة تحضيراً لرئاسة ترامب!

في حين يترقّب الجميع جلسة التاسع من كانون الثاني، يحتلّ عنوانان أساسيّان المشهد السياسي: من هو الرئيس المقبل؟ وهل يحتاج موظّفو الفئة الأولى، كقائد الجيش…

1701 “بضاعة” منتهية الصّلاحيّة؟

لا شكّ أنّ ما يراه المسؤولون الإسرائيليون “فرصة لا تتكرّر إلّا كلّ مئة عام” في سوريا تتيح، بعد سقوط نظام بشار الأسد، اقتطاع منطقة من…

الثنائي وترشيح عون: سوياً ضده… أو معه

كعادته، وعلى طريقته، خلط وليد جنبلاط الأوراق عبر رمي قنبلة ترشيحه قائد الجيش العماد جوزف عون لرئاسة الجمهورية، ليحرّك مياه الرئاسة الراكدة. قبيل عودته إلى…