حماس لـ”رفيق صفقاتها” نتانياهو: تبادل أسرى الآن..

مدة القراءة 4 د

استغلّت حركة “حماس” ذكرى انطلاقتها الـ35 لحشد عشرات الآلاف (إعلامها قال: مئات الآلاف!) من مناصريها في شوارع غزّة، حيث خطب فيهم قائدها في القطاع يحيى السنوار، وفتح ملفّ تبادل الأسرى مع إسرائيل على مصراعيه، مهدّداً بـ”إغلاقه إلى الأبد” في حال لم تتجاوب حكومة بنيامين نتانياهو الجديدة معه.

الاستعراض الشعبي، المرفق باستعراض عسكري، قدّمت خلاله “حماس” العصا والجزرة لفريق الحكم اليميني الجديد في تل أبيب، ذلك الفريق الذي اعتادت “حماس” إبرام صفقات معه، ليست أولاها صفقة إطلاق سراح الأسير جلعاد شاليط مقابل ألف أسير فلسطيني من ذوي الأحكام العالية وممّن تعتبر إسرائيل أنّ “أيديهم ملطّخة بالدماء” في 2011، وليست آخِرتها سلّة التسهيلات المقدّمة إلى الحركة في غزّة مقابل الهدوء الأمنيّ.

هذه المرّة استغلّ السنوار عودة نتانياهو ليفتح ملف الأسرى، وكشفت “كتائب الشهيد عزّ الدين القسّام”، الجناح العسكري لـ”حماس”، بعد خطابه، عن بندقية الضابط الإسرائيلي الأسير هدار غولدن، الذي وقع في الأسر خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 2014، حين ظهر ملثّم من كتائب القسّام على منصّة حفل الانطلاقة وبحوزته سلاح رشّاش يحمل الرقم “42852351”.

قرأت وسائل الإعلام الإسرائيلية في تهديد السنوار “محاولةً يائسةً” من حركة حماس لاستغلال قضية الأسرى والعودة إلى العناوين الرئيسة في إسرائيل بعد غياب طويل وبعدما بدأ شعور التململ ونفاد الصبر

أمهل السنوار الاحتلال “وقتاً محدوداً لإتمام صفقة التبادل، وإلّا فسنغلق هذا الملفّ إلى أبد الآبدين”. ويعني مثل هذا الكلام أنّ مصير الجنود الإسرائيليين الأربعة في قبضة “حماس” سيظلّ مجهولاً، لكن قبل ذلك يحمل دعوة إلى إعادة المفاوضات في شأن الأسرى. لكنّه أعلن أنّ حركته أدارت “جولات تفاوض سرّية” مع تل أبيب عبر وسطاء للإفراج عن الأسرى في السجون، قبيل إجراء انتخابات الكنيست الأخيرة، التي فاز بها اليمين المتطرّف.

لا أحد في إسرائيل يفكّر في الترويج لمثل هذه الصفقات. فصفقة “شاليط”، وقبلها صفقة “أحمد جبريل (عام 1985)”، يعتبرهما المستوى السياسي والأمني في إسرائيل “خطأين استراتيجيّين فادحين” وقعت فيهما المنظومة الأمنية والسياسية في تل أبيب، باعتبار أنّ الإفراج عن أسرى فلسطينيين، بهذا الثمن الباهظ، قد يؤدّي “إلى فتح شهيّة الفصائل الفلسطينية على مصراعيها للتوجّه نحو أسر المزيد من الجنود الإسرائيليين”، وهذا ما سيُضعف “قدرة الردع الإسرائيلية”.

حماس والمخاطر الأمنيّة الوهميّة

لا يتوافق أبداً هذا المهرجان، الذي تضمّن استعراضاً عسكرياً، مع “ادّعاء” حركة حماس وجود مخاطر أمنيّة، منها الاشتباك “مع عدوّ لا أمان له”، خصوصاً أنّ بنيامين نتانياهو الذي عاد إلى سدّة الحكم في إسرائيل هو الذي قام بإبرام صفقة تحرير الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.

من جهته، اعتبر الخبير السياسي الفلسطيني حسام الدجني أنّ السنوار “حدّد سقفاً زمنياً”، وهو ما يعني أنّ “هناك سيناريو مقبلاً يشمل احتمال عقد صفقة مع نتانياهو”. وأضاف أنّ الجديد هو ارتباط صفقة التبادل المحتملة بالحصار المفروض على غزّة، “إذ سيتمّ الدفع بملفّ التبادل، وتفكيك الكثير من الملفّات التي كانت عقبة أمام تقديم التسهيلات الإسرائيلية لغزّة”.

قراءة إسرائيليّة لتصعيد “حماس”

أمّا وسائل الإعلام الإسرائيلية فقرأت في تهديد السنوار “محاولةً يائسةً” من حركة حماس لاستغلال قضية الأسرى والعودة إلى العناوين الرئيسة في إسرائيل بعد غياب طويل وبعدما بدأ شعور التململ ونفاد الصبر يسود قادة حركة حماس بسبب عدم القدرة على إحراز صفقة تبادل ضخمة.

إقرأ أيضاً: جنين رمز “المقاومة الفلسطينيّة” تواجه الصهيونية الدينية..

من ناحيتها نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن شقيقة هدار غولدن أنّ “تصرّف الحكومة الإسرائيلية يشكّل وصمة عار. فالدولة لم تعد تقاتل من أجل إعادة جنودها”. وتابعت: “لقد انهار كلّ شيء، والنظام أصبح أعمى، والقناعة التي كانت سائدة لدى كلّ أمّ يهودية بأنّها ترسل ابنها للقتال دفاعاً عن الفكرة الصهيونية وبأنّ النظام في إسرائيل سيفعل كلّ شيء لحمايته، لم تعد موجودة”.

ودعا الصحافي الإسرائيلي تسفي يحزكال إلى أسر أبناء قادة “حماس” واستخدامهم ورقة ضغط على حركة حماس لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.

*كاتبة فلسطينية

مواضيع ذات صلة

لبنان لن يخاطب مجلس الأمن… قبل رفع الفيتو الأميركيّ

يوماً بعد يوم، يزداد المشهد سوداوية: رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواصل مشروعه التدميري وفي بال قيادته العسكرية أن لا مفرّ من التوغّل البرّي حيث…

مؤتمر باريس لدّعم لبنان: أكثر من إغاثة

بدعم أممي كبير بخاصة من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية. تستضيف فرنسا في العاصمة باريس يوم 24 تشرين الأول الجاري مؤتمر دعم لبنان 2024….

الجيش “جاهز”… من دون مال ولا عتاد!

للمرّة الأولى منذ بدء العدوان الإسرائيلي الجوّي على لبنان في 23 أيلول وبدء ما وصفه العدوّ بـ “عمليّة توغّل بريّة محدودة وموضعيّة ومحدّدة الهدف” في…

الأردن على خطّ وقف إطلاق النّار… والفرنسيّون متمسّكون بـ1701

هو الدوران في حلقة مفرغة. الأعمال العسكرية في شقّيها، اللبناني والإسرائيلي، تتصدّر المشهد وتتحكّم بمفاتيح اللعبة ومعادلتها. أمّا الكلام في السياسة فلا يعدو كونه محاولة…