روسيا تخسر ليمان وإلمانيا تتدخل بالأسلحة المتقدّمة..

مدة القراءة 4 د

تلقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “ضربة” عسكرية وسياسية بعدما حررت القوات الأوكرانية مدينة في منطقة دونيتسك التي كان أعلن عن ضمها وثلاث مقاطعات أوكرانية أخرى. وفي ما بدا نوعاً من تغيّر الوقائع، فقد قررت ألمانيا بعد ضغط متنامٍ من مواطنيها تسليم أول نظام دفاع جوي متطور إلى أوكرانيا للتصدي للطائرات المُسيرة.

 

الخسارة الروسية

انسحبت القوات الروسية من مدينة ليمان الشرقية في منطقة دونيتسك مع تقدم القوات الأوكرانية فيها، وذلك بعد أقل من 24 ساعة من إعلان الرئيس الروسي ضم المنطقة وتعهده بالدفاع عنها بكل الوسائل العسكرية، وفقا لصحيفة “فاينانشال تايمز” التي نقلتن عن وزارة الدفاع الروسية أنّ قواتها “انسحبت لتجنب خطر المحاصرة” مع اقتراب الهجوم المضاد الأوكراني من المدينة.

يمثل فقدان ليمان، التي تعتبر نقطة انطلاق رئيسية في حملة موسكو بمنطقة دونيتسك الشمالية، ضربة لبوتين، ويعد الاستيلاء عليها أمراً حاسما للهجوم المضاد لأوكرانيا، الذي انطلق من الغرب إلى الشرق بهدف قطع خطوط الإمداد للروس بين الشمال والجنوب في إقليم دونباس، الذي يتألف من دونيتسك ولوغانسك المجاورة.

سيرغي غايداي، حاكم مقاطعة لوغانسك المعين من قبل أوكرانيا قال إنه كان لدى القوات الروسية ثلاثة خيارات “الهروب، أو الموت، أو الاستسلام”.

وأثار تطويق الجنود الروس وسقوط ليمان، التي كان يبلغ عدد سكانها قبل الحرب حوالي 20 ألف نسمة، استياء موالين للكرملين بحسب “الفاينانشال تايمز”. وقال رمضان قديروف، الزعيم القوي للشيشان، إن وزارة الدفاع الروسية تركت القوات في المنطقة دون معدات اتصالات ودعم وإمدادات كافية.

تواجه ألمانيا دعوات لزيادة دعمها لأوكرانيا بما في ذلك من خلال إرسال أسلحة هجومية مثل الدبابات الحديثة التي تقول كييف إنها تحتاجها لمهاجمة القوات الروسية

الإنسحاب واستمرار القتال

أما صحيفة “نيويورك تايمز” فقالت إن انسحاب روسيا من ليمان يترك قواتها بشرق أوكرانيا في موقف محفوف بالمخاطر بشكل متزايد. ولفتت إلى أن المعركة في مدينة ليمان هي استمرار للهجوم الأوكراني المضاد  في شمال شرق أوكرانيا، والذي بدأ في أيلول الماضي، وأدى لطرد القوات الروسية من عدة مناطق.

وتابعت أن الهجوم الأوكراني المضاد أدى لاستعادة آلاف الكيلومترات المربعة من الأراضي، ومنها في منطقة خاركيف، وأدى ذلك إلى قطع معظم خطوط الإمداد إلى ليمان، حيث اعتمدت القوات الروسية على خط سكة حديد بين الشمال والجنوب والذي أصبح الآن في الغالب تحت السيطرة الأوكرانية.

واستمر القتال حول ليمان شرق أوكرانيا، على الرغم من مزاعم الروس بالانسحاب من المدينة، وفقا لصحيفة “وول ستريت جورنال” التينقلت عن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قوله في خطاب موجه إلى الأوكرانيين أنّ “القتال لا يزال مستمرا في ليمان”.

أثارت هذه الهزيمة الغضب في روسيا. ورمضان قديروف القريب من الكرملين والموجود منذ يوم الجمعة الماضي في موسكو لحضور إعلان بوتين ضمه مناطق أوكرانية، دعا إلى إقالة الجنرال ألكسندر لابين، قائد المنطقة العسكرية المركزية الروسية، الذي أشرف على منطقة ليمان. وقال قديروف “ليت بإمكاني أن أخفض رتبة لابين إلى جندي، وأجرده من ميدالياته، وأرسله إلى خط المواجهة ببندقية هجومية لغسل العار بالدم“.

 

استخدام النووي

ودعا قديروف الجيش الروسي إلى استخدام “أسلحة نووية محدودة القدرة” (تكتيكية) في أوكرانيا، حيث تواجه القوات الروسية صعوبات ميدانية في عدد من المناطق. وقال قديروف في رسالة على تلغرام “في رأيي أنه ينبغي اتخاذ إجراءات أكثر حزما، وصولا إلى إعلان الأحكام العرفية في المناطق الحدودية واستخدام أسلحة نووية محدودة القدرة”.

 

ألمانيا تقرر تزويد أوكرانيا بنظام دفاع جوي

بالمقابل، نقلت وكالة “رويترز” عن وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرخت خلال زيارة غير معلنة لمدينة أوديسا الأوكرانية قولها انّ “ألمانيا ستسلم أول نظام من بين أربعة أنظمة دفاع جوي متطورة إلى أوكرانيا في الأيام المقبلة للتصدي لهجمات الطائرات المُسيرة.

وبحسب رويترز فإن تسليم الأنظمة من طراز “آي آر آي أس – تي” ( IRIS-T)، يساعد أوكرانيا.وقالت لامبرخت لقناة “إيه أر دي” التلفزيونية “في غضون أيام قليلة سنقدم نظام الدفاع الجوي  IRIS-T الحديث للغاية”، وأضافت أنه نظام “مهم للغاية للتصدي للطائرات المسيرة بشكل خاص”.

إقرأ أيضاً: عالم ما بعد الحرب في أوكرانيا؟

وتواجه ألمانيا دعوات لزيادة دعمها لأوكرانيا بما في ذلك من خلال إرسال أسلحة هجومية مثل الدبابات الحديثة التي تقول كييف إنها تحتاجها لمهاجمة القوات الروسية.

قاومت برلين حتى الآن مثل هذه الدعوات بحجة أن مثل هذه التحركات من شأنها تصعيد الموقف مشيرة إلى أنه لم ترسل أي دولة أخرى حتى الآن دبابات أكثر حداثة من المخزونات السوفيتية القديمة التي أرسلتها دول حلف وارسو السابقة.

مواضيع ذات صلة

مشاورات “الأعياد”: لا 65 صوتاً لأيّ مرشّح بعد!

تَجزم مصادر نيابية لموقع “أساس” بأنّ المشاورات الرئاسية في شأن جلسة التاسع من كانون الثاني قد تخفّ وتيرتها خلال فترة الأعياد، لكنّها لن تتوقّف، وقد…

السّيناريو البديل عن الانتخاب: تطيير الجلسة تحضيراً لرئاسة ترامب!

في حين يترقّب الجميع جلسة التاسع من كانون الثاني، يحتلّ عنوانان أساسيّان المشهد السياسي: من هو الرئيس المقبل؟ وهل يحتاج موظّفو الفئة الأولى، كقائد الجيش…

1701 “بضاعة” منتهية الصّلاحيّة؟

لا شكّ أنّ ما يراه المسؤولون الإسرائيليون “فرصة لا تتكرّر إلّا كلّ مئة عام” في سوريا تتيح، بعد سقوط نظام بشار الأسد، اقتطاع منطقة من…

الثنائي وترشيح عون: سوياً ضده… أو معه

كعادته، وعلى طريقته، خلط وليد جنبلاط الأوراق عبر رمي قنبلة ترشيحه قائد الجيش العماد جوزف عون لرئاسة الجمهورية، ليحرّك مياه الرئاسة الراكدة. قبيل عودته إلى…