يقول الله تعالى في كتابه الكريم: “ولا نكلّف نفساً إلّا وسعها ولدينا كتاب ينطق بالحقّ وهم لا يُظلمون” (سورة المؤمنون، الآية 62). إلاّ أنّ نفس “سماحة العشق” أوسع ممّا تتصوّرون وتتخيّلون.
الله تعالى كلّف نفسَ سماحته الواسعة “وسع رحمة الباري وكرسي السماوات والأرض” بحماية الحدود البرّية والبحرية. كلّفه بالغاز في حقل كاريش وحقل قانا. كلّفه بإطلاق المسيّرات بالنيابة عن الدولة اللبنانية. كلّفه بالضغط على الحكومة لتنطق زوراً بأنّ هذه المسيّرات “عزّزت من قدرة لبنان على التفاوض”، وكلّفه ضمناً بإطلاق الحزازير على اللبنانيين: تارة “خلف الدولة” وتارة أخرى “أمام الدولة”، تارة الدولة موحّدة وقادرة، وطوراً ضعيفة ومريضة وعاجزة ويمكن بدها Cialis.
تكليف السيّد ثلاثيّ الأبعاد (3D)، وربّما بتقنية HD. كلّفه بالدفاع عن الأمّة الإسلامية كلّها في جميع أصقاع البسيطة (وهيدي قصة مش بسيطة). كلّفه بحقل كاريش وحقل قانا، مثلما كلّفه من قبل بالدفاع عن الأماكن المقدّسة في سوريا، التي تحوّلت بقدرة قادر (سبحانك الله ربّي) إلى حماية مستميتة لنظام بشار الأسد. كلّفه بتعطيل التحقيق بـ”جريمة العصر” (وربّما المغرب)، وبتغطية تهريب المحروقات والطحين إلى سوريا.
كلّ الأنبياء كان تكليفهم يحضّ الناس على العمل الصالح بلا إكراه (لا إكراه في الدين)، لكنّنا نحن المساكين مجبرون على تلقّي “رسالة” السيّد بالإكراه والقوّة، وتحت ضغط السلاح!
قبل ذلك كلّفه أيضاً ببناء “خلية العبدلي” في الكويت، وبتدريب جماعة الحوثي في اليمن من أجل شنّ الهجمات بالصواريخ والمسيّرات ضدّ المنشآت النفطية في السعودية ومطارات ومرافىء الإمارات.
قبل هذا بسنوات، سبق أن كلّفه الله تعالى بنقل نيترات الأمونيوم إلى عواصم أوروبية، ويُتهم قريبون من حزبه بتغطية عصابات صناعة الكبتاغون على الحدود والاتّجار به في الدول العربية والغربية، وتبييض الأموال والاتّجار بالأسلحة خلف البحار… وقس على ذلك الكثير الكثير من القصص وحواتيت ألف ليلة وليلة (مدري ليلة مدري نيلة. قال شو بدي اتذكر منك يا اسفرجلة: كل عضّة بغصّة).
تكليف الله لسماحة الأمين العام، مطلق… “ومينك أنت لتسأل مين كلّف مين؟ أصلاً أنت إنسان!”، وإلك عين تسأل؟، نحن لا نُسأل عن التكليف يا بابا. نحن ننفّذ وأنت تعترض (إذا استطعت طبعاً).
بعيداً عن الهزل والمزاح والساركازم، فإنّ تكليف السيّد لم يحصل عليه لا نبيّ ولا رسول من قبل؟ هو تكليف غير معروف إن كان تكليفاً “شرعياً – دينياً” أم تكليفاً عسكرياً. هو خليط أو “كوكتيل” سياسي – اقتصادي – اجتماعي – ثقافي! يعني تكليف “بتاع كلّو”.
كلّ الأنبياء كان تكليفهم يحضّ الناس على العمل الصالح بلا إكراه (لا إكراه في الدين)، لكنّنا نحن المساكين مجبرون على تلقّي “رسالة” السيّد بالإكراه والقوّة، وتحت ضغط السلاح!
هنا تستحضرني مقارنة طريفة تخصّ هذا التكليف المفترض والمزعوم بتكليف آخر ونبوّة المدعوّ “النبي نشأت”، التي ضجّت بها مواقع التواصل الاجتماعي أيّما ضجيج قبل أشهر، فاهتزّت عروش محامين ورجال دين 5 درجات بمقياس “ريختر”.
جرجروه إلى التحقيق وتعرّض لمحاكمات افتراضية وأخرى ميدانية بإقامة الحدّ، على الرغم من أنّ تكليفه كان Soft لا سلاح فيه ولا مسيّرات ولا حتى مخدّرات. تكليف “كيوت” يدعو إلى الموعظة الحسنة وكلمة سواء لدخول جنّة تجري من تحتها الأنهار.
إقرأ أيضاً: ياسمينة… زهرة بيروتيّة
وجد نشأت العضد من ابنة “شمّاس” (رتبة كنسية) سرعان ما تخلّت عنه نتيجة جَلَدات “المحافظين” واتّهاماتهم. أمّا السيّد فتكليفه لا يُمسّ ولا جدال فيه، يلقى العضد والدعم والغطاء من حامي حمى مسيحيّي الشرق، “بيّ الكل” الذي صهره جبران باسيل، أبي المسيحيّين الذي لم يتفوّه بكلمة أو ينطق بـ”بنت شِفّة” (لا طبيعية ولا سيليكون) اعتراضاً أو خوفاً… وهو مستمرّ في توجيهنا بهمّة هذا التكليف إلى “جهنّم” وما تُوعدون…
كلّنا مكلّفون، لكن ما تتحدّثون عنه سماحتكم ليس بتكليف، وإنّما وكالة “غير قابلة للعزل” يا سيّد!
*هذا المقال من نسج خيال الكاتب