أول وفاة بجدري القرود: من منكم مُحَصّن؟

مدة القراءة 5 د

بينما تسجّل الإصابات الجديدة بفيروس كورونا زيادة منتظمة، خصوصاً في الولايات المتحدة الأميركية، يتّسع نطاق القلق من تفشّي فيروس جدري القرود، بعدما سجلت نيجيريا أولى حالات الوفاة بجدري القرود لمريض عمره 40 عاماً كان يعاني من مشكلات صحيّة مزمنة، وفقاً لما أعلنه المركز النيجيري لمكافحة الأمراض. وبعدها أعلنت السلطات الصحية في الكونغو تسجيل 9 حالات وفاة. حتى إنّ منظمة الصحّة العالمية تساءلت: هل تُعدّ إصابات جدري القرود الحالية قمّة جبل الجليد؟ أم هناك عدد غير معروف من الإصابات بهذا الفيروس في مجتمعات شعوب المعمورة؟

يبدو القلق الناجم عن إصابات فيروس جدري القرود أكبر من ذاك الناجم عن أزمة كورونا. فقد ارتفع عدد الحالات الجديدة بهذا المرض إلى أكثر من 260 إصابة مؤكّدة، وحوالي 120 حالة مشتبه فيها، في 23 دولة حول العالم. ويقول المركز الأوروبي للحدّ من الأمراض والسيطرة عليها إنّ عدد الإصابات في القارّة الأوروبية تخطّى الـ 210.

بينما تسجّل الإصابات الجديدة بفيروس كورونا زيادة منتظمة، خصوصاً في الولايات المتحدة الأميركية، يتّسع نطاق القلق من تفشّي فيروس جدري القرود

أثار تفشّي “جدري القرود” تساؤلاً مهمّاً: من هو الشخص الذي يتمتّع بحماية ضدّ هذا المرض؟

سؤال أجابت عنه صحيفة “نيويورك تايمز” في تحقيق مطوّل كشفت فيه أنّ أيّ شخص بالغ أو طفل يتمتّع بمناعة قوية سيكون بعيداً على الأرجح من تفاقم المرض في حال إصابته. لكنّ هناك فئتين يُعتقد أنّهما تواجهان مخاطر مرتفعة:

– الأولى هي من الرضّع البالغين أقلّ من ستّة أشهر من أعمارهم، وإن لم يتضرّروا بعد من هذا التفشّي.

– أمّا البالغون الأكبر سنّاً فهم يتمتّعون بالمناعة التي وفّرها لهم التطعيم بمصل الجدري منذ عقود. وحتى لو أصيبوا، فستكون إصاباتهم طفيفة.

وأشارت “التايمز” إلى أنّ الأطباء الأميركيين سحبوا عيّنات دم من 306 أشخاص سبق تطعيمهم بمصل الجدري قبل عقود، فاتّضح أنّهم لا يزالون يتمتّعون بمناعة قوية ضدّ الجدري. وبينهم شخص خضع للتطعيم بذلك المصل قبل 75 عاماً، اتّضح أنّه لا يزال يملك عدداً كبيراً جدّاً من الأجسام المضادّة القادرة على تدمير أيّ هجمة لفيروس الجدري. وتوصّلت دراساتهم إلى أنّ فعّالية مصل الجدري تبقى قويّة، وتنخفض إلى مستوى النصف بعد 92 عاماً من التطعيم.

اللقاحات حول العالم

– تؤكّد مصادر وزارة الصحة لـ”أساس” أنّ اللّقاح غير مسوّق حالياً عالمياً، لذا هو غير موجود في لبنان. وفي حال تلقّى الشّخص لقاح الجدري في مرحلة الطّفولة، يجب أن يخضع لفحص دم، متوفّر في لبنان، لتبيان ما إذا كانت نسبة المناعة ضعيفة أو لا تزال قويّة. أمّا في حال ضعف المناعة، من الضّروريّ إعادة تلقّي اللّقاح، على عكس ما يُشاع من أنّ لقاح الجدري يجب تلقّيه مرّة واحدة طوال عمر الشّخص. وطرق الوقاية منه هي نفسها الّتي كانت مُعتمدة للوقاية من فيروس “كورونا”، أي غسل اليدين ووضع الكمّامة.

من جهة اخرى أعلن الاتحاد الأوروبي أنّه قرّر شراء كميّات كبيرة من لقاح الجدري من شركة بافاريان نورديك الدنماركية التي تنتجه. وقالت بريطانيا إنّ لديها 20 ألف جرعة من لقاح الجدري، وأتاحت لبعض الكوادر الطبية ومخالطي المصابين الحصول عليه.

مصادر وزارة الصحة لـ”أساس”: اللّقاح غير مسوّق حالياً عالمياً، لذا هو غير موجود في لبنان

كذلك أعلنت الدنمارك أنّها مستعدّة لتطعيم مخالطي المصابين. وأوصت فرنسا بتطعيم الكوادر الصحيّة ومخالطي المصابين بلقاح الجدري.

فيما أمرت ألمانيا بشراء 40 ألف جرعة من لقاح الجدري لبدء حملة تطعيم إذا تفاقمت الأزمة الصحية الناجمة عن هذا الفيروس.

وتقول كندا إنّها قرّرت استخراج آلاف الجرعات من مخزوناتها من لقاح الجدري المسمّى “إيمفاميون”. وكانت أميركا ذكرت الأسبوع الماضي أنّها حصلت على لقاح جينيوس، الذي تنتجه شركة بافاريان نورديك.

اقتراب موسم الحجّ

يبقى أنّه مع اقتراب التسجيل لموسم الحجّ، أعلنت السلطات السعودية بدورها عدم تسجيل أيّ حالة إصابة بمرض جدري القرود، حتّى الآن، وغرّدت وكالة الأنباء السعودية الرسمية نقلاً عن الوزارة تأكيدها جاهزيّتها “للرصد والتقصّي والتعامل مع الحالات في حال ظهور أيّ حالة”.

وحثّت الوزارة الجميع على الحرص على اتّباع السلوكيّات الصحيّة والإرشادات التوعويّة التي تصدر عنها وعن هيئة الصحّة العامة (وقاية)، وفي حالة السفر إلى خارج المملكة التعرّف على الإجراءات الوقائية اللازمة، خصوصاً في الدول التي تمّ رصد المرض فيها.

وتستعدّ المملكة لاستقبال نحو مليوني حاجّ هذا الموسم في الثلث الأوّل من شهر تموز المقبل. وكشفت الوزارة عن أنّها أصدرت دليلاً إرشاديّاً للممارسين الصحّيّين، وقالت إنّ لديها خطة وقائية وعلاجية متكاملة للتعامل مع مثل هذا المرض في حال ظهور أيّة حالة.

إقرأ أيضاً: جدري القرود: الفحص يصل بعد أسبوعين؟

مواضيع ذات صلة

مشاورات “الأعياد”: لا 65 صوتاً لأيّ مرشّح بعد!

تَجزم مصادر نيابية لموقع “أساس” بأنّ المشاورات الرئاسية في شأن جلسة التاسع من كانون الثاني قد تخفّ وتيرتها خلال فترة الأعياد، لكنّها لن تتوقّف، وقد…

السّيناريو البديل عن الانتخاب: تطيير الجلسة تحضيراً لرئاسة ترامب!

في حين يترقّب الجميع جلسة التاسع من كانون الثاني، يحتلّ عنوانان أساسيّان المشهد السياسي: من هو الرئيس المقبل؟ وهل يحتاج موظّفو الفئة الأولى، كقائد الجيش…

1701 “بضاعة” منتهية الصّلاحيّة؟

لا شكّ أنّ ما يراه المسؤولون الإسرائيليون “فرصة لا تتكرّر إلّا كلّ مئة عام” في سوريا تتيح، بعد سقوط نظام بشار الأسد، اقتطاع منطقة من…

الثنائي وترشيح عون: سوياً ضده… أو معه

كعادته، وعلى طريقته، خلط وليد جنبلاط الأوراق عبر رمي قنبلة ترشيحه قائد الجيش العماد جوزف عون لرئاسة الجمهورية، ليحرّك مياه الرئاسة الراكدة. قبيل عودته إلى…