لم يُخفِ الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط قلقه من “اشتعال سوريا مجدّداً”، أمام من زارهم من المسؤولين اللبنانيين.
وفق المعلومات التي حصل عليها “أساس”، فإنّ أبو الغيط أبدى مخاوفه من انعكاسات الوضع في أوكرانيا على الشرق الأوسط عموماً، وعلى سوريا خصوصاً. وقد تحدّث عن إمكانية إعادة إشعال الوضع الأمني في سوريا في محاولة لإرباك روسيا وإضعافها في حربها على أوكرانيا. وألمح إلى “معطيات” تتحدّث عن احتمال أن يُقدم الجانب الأميركي، والغرب عموماً، على خلق عراقيل تنطلق من سوريا وتتوسّع لتشمل بلداناً أخرى في الشرق الأوسط، معتبراً أنّ “الوضع غير مريح”.
الأكيد في الشكل أنّ زيارته للبنان كان لها عنوانان أساسيّان:
1- التأكيد على الاجتماع التشاوري للوزراء العرب في بيروت منتصف العام الجاري.
2- والإعداد للقمّة العربية المفترض انعقادها في تشرين الأول المقبل، والتي تسلّم لبنان الدعوة إلى حضورها من وزير الخارجية الجزائري قبل أيام، وأُبلغ في حينه تعذّر حضور رئيس الجمهورية ميشال عون لأنّ ولايته ستكون قد انتهت وقتذاك.
وفق المعلومات التي حصل عليها “أساس”، فإنّ أبو الغيط أبدى مخاوفه من انعكاسات الوضع في أوكرانيا على الشرق الأوسط عموماً، وعلى سوريا خصوصاً
وفق المعطيات التي توافرت فإنّ زيارة أبو الغيط كانت استطلاعيّة، في ضوء تطوّرات الحرب الروسية في أوكرانيا وما تخشاه الجامعة العربية من انعكاسات لهذه الحرب على الإقليم، سواء على صعد سياسية، مثل تأزيم ملفّ المفاوضات النووية مع إيران، أو على الصعد الاقتصادية، ومنها أزمة القمح وما تخلّفه من انعكاسات على بلدان عدّة من بينها مصر، أو ارتفاع أسعار الطاقة. لكنّ الأهمّ هو ما عبّر عنه أبو الغيط في ما يتّصل بانعكاسات هذه الحرب على سوريا لناحية احتمال ضرب الاستقرار الأمني هناك ورفع وتيرة التوتّر.
ما لم يقُله علناً
أبو الغيط الذي قال بعد لقائه الرئيس نبيه برّي إنّ “المطلوب هو اتفاق لبنان مع صندوق النقد”، قال بعد لقائه رئيس الجمهورية: “وجدتُ الكثير من التصميم لدى الرئيس عون على المضي في الانتخابات لاستقرار لبنان واستعادة أوضاعه، وبحثنا في ملف النازحين السوريين”، وبعد لقائه ميقاتي كشف عن بحثه المبادرة الخليجية الكويتيّة مع المسؤولين اللبنانيين.
لكنّ ما لم يصرّح به أنّ جولته على المسؤولين اللبنانيين طغت فيها أجواء الحرب الأوكرانية الروسية على ما عداها، وشكّلت الأساس في مباحثاته.
إقرأ أيضاً: درس أوكرانيا: مصالح لا مبادئ
وعلى مستوى عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، أبلغ أبو الغيط المسؤولين الذين التقاهم أنّه يستبعد دعوة سوريا إلى حضور القمّة العربية المقرّر عقدها نهاية العام الجاري، وأنّه لم يلمس حماسة لدى الدول العربية لإعادة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية، باستثناء دول قليلة، من بينها الجزائر.